إلياس الفخفاخ.. تكنوقراط يحاصر إخوان تونس بسلاح ليبرالي
سياسة
محسن أمين
الثلاثاء 2020/1/21 01:39 م بتوقيت أبوظبي
إلياس الفخفاخ المكلف بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة
لم يبرز اسمه كشخصية سياسية قبل سنة 2011، ولم تعرف له الساحات الطلابية أو الحزبية نشاطا في زمن الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، ولم يفصح طيلة وجوده في حقيبتي السياحة والمالية سنة 2013 عن أي انتماء أيديولوجي محدد. عناوين ترافق شخصية إلياس الفخفاخ الذي كلفه الرئيس التونسي قيس سعيد بتشكيل الحكومة الجديدة في مدة لا تتجاوز 30 يوماً، بعدها سيكون مجبرا على حل البرلمان وإعلان انتخابات تشريعية سابقة لأوانها.
فإلياس الفخفاخ الذي انتصر له قيس سعيد ليكلفه برئاسة الحكومة هو في عيون العديد من المتابعين جزء من طبقة سياسية ذات توجهات تقنية، تتأرجح بين الواقعية العملية والتوجهات الليبرالية، مهندس وخريج إدارة الأعمال في جامعة ليون الفرنسية.
صعد اسمه لأول مرة مع حزب التكتل من أجل العمل والحريات سنة 2012 كمرشح لوزارة السياحة في حكومة حمادي الجبالي، ثم وزارة المالية في حكومة علي العريض سنة 2013 ليختفي سياسيًا بعدها مع انحسار دور حزب التكتل من المشهد السياسي وخسارته الانتخابات التشريعية لسنة 2014.
وفي هذه النقطة بالذات يعاد إلى الانتباه خسارة الأحزاب التي تحالفت مع حركة النهضة، فالقيادي بالحزب عز الدين العويشي يصف فترة تحالف حزبه مع الإخوان بأنها “مظلمة” وراح ضحيتها حزب التكتل.
ويشير العويشي إلى أن تجربة إلياس الفخفاخ في حكومتي الجبالي والعريض كانت “فاشلة” لم يستطع فيها رئيس الوزراء التونسي المكلف إبراز فاعليته الحكومية.
وتشكلت ترويكا في تونس من 3 أحزاب، أبرزها الإخوان، خلال الفترة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ويرجع كثيرون فتيل الأزمة الاقتصادية بالبلاد إلى سوء الخيارات السياسية الخاصة بها.
أفكار ليبرالية
خاض الفخفاخ تجربة الترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في شهر سبتمبر/أيلول 2019، ضمن كوكبة من المتنافسين شملت 26 مترشحا، ورغم عدم تمكنه من كسب ثقة الناخبين واكتفائه بالمركز 16 يؤكد أن برنامجه المقدم شمل جوانب تحررية تقطع مع المدرسة المحافظة.
حينها أعلن الفخفاخ في تصريحات صادمة إيمانه بالمساواة في الميراث، وبضرورة فصل الدين عن السياسة، وهي من المواضيع المحرجة للعائلة الإخوانية والضاربة لسياساتهم المرتكزة على التجارة بالدين.
ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي جهاد العيدودي لـ”العين الإخبارية” إن الجدل القائم حول الهوية لا يزال يقسم السياسة والسياسيين في تونس بين عائلات محافظة تكتنز قراءة تقليدية للدولة وأخرى تبحث عن تحررها.وتابع متسائلا: “هل يستطيع الفخفاخ المحافظة على تحرره في ظل الأسلحة الثقيلة التي تستعملها حركة النهضة ضد خصومها؟”.هذه المبادئ المعلنة قد تدفع رئيس الحكومة المكلف إلى صراع مفتوح ومبكر مع حركة النهضة، وقد تقلص من حظوظه في نيل ثقة أصوات الإخوان في البرلمان.
ويرى مراقبون أن المعركة المحتملة بين “الفخفاخ” والإخوان ستكون حتمية لشخصية ذات توجهات ليبرالية وأفكار تحررية.
الصورة من المصدر : al-ain.com
مصدر المقال : al-ain.com