السوبر الإفريقي – قصة بطولة سيطرت عليها الأندية العربية
أحمد النفيلييتأهب الجميع لمتابعة الموقعة العربية الكبرى بين الترجي التونسي والزمالك المصري على لقب كأس السوبر الإفريقية والتي سيستضيفها استاد ثاني بن جاسم في نادي الغرافة بالعاصمة القطرية الدوحة مساء الجمعة الرابع عشر من شباط/فبراير.وتعد المواجهة القادمة هي النسخة رقم 28 من البطولة التي كانت تجمع في البداية بين بطل دوري أبطال إفريقيا وبطل كأس الكؤوس الإفريقية ثم تحولت لتقام بين بطل دوري الأبطال وحامل لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية “كأس الاتحاد الإفريقي”.وأقيمت أول نسخة على الإطلاق من البطولة عام 1993 بين فريق أفريكا سبور الإيفواري حامل لقب كأس الكؤوس الإفريقية والوداد الرياضي المغربي الفائز وقتها بدوري الأبطال، وحمل لاعبو أفريكا سبور اللقب الأول في البطولة وهو بالمناسبة أحد لقبين فازت بهما كوت ديفوار فقط والثاني كان من نصيب أسيك ميموزا عام 1999.وحملت السجلات التاريخية للبطولة العديد من اللقطات والقصص الهامة أبرزها كان مع النسخة الثانية والتي أقيمت بين الغريمين الكبيرين الأهلي والزمالك المصريين وكان وقتها الزمالك بطلاً لدوري أبطال إفريقيا تحت قيادة أسطورة التدريب المصرية محمود الجوهري، فيما دخل الأهلي المباراة وهو حامل لقب كأس الكؤوس، وانتهت المباراة بفوز الزمالك بهدف دون رد أحرزه مهاجم القلعة البيضاء السابق ومنتخب مصر أيمن منصور من تسديدة بعيدة المدى لازالت حاضرة في الأذهان، ووقتها كانت تلك أول مواجهة بين الأهلي والزمالك تقام خارج الديار المصرية وأقيمت تحديداً في السادس عشر من كانون الثاني/يناير عام 1994، كما انها أيضاً كانت النهائي الأول في البطولة الذي يقام بين فريقين من نفس الدولة.وعقب ذلك أحرز الزمالك لقبين آخرين عامي 1997 بفوزه على المقاولون المصري تحديداً بطل كأس الكؤوس بركلات الترجيح فيما كان اللقب الثالث عام 2003 بتفوق القلعة البيضاء على الوداد الرياضي المغربي (3-1).الترجي يدخل على الخطزعيم الأندية التونسية على صعيد الألقاب الإفريقية في دوري الأبطال الترجي، سريعاً ما دخل على خط التتويج بكأس السوبر بفوزه بلقب النسخة الثالثة عام 1995 عقب تغلبه بثلاثة أهداف دون رد على موتيما بيمبي بطل زائير وقتها والتي تحول اسمها إلى الكونغو الديمقراطية وهو بالمناسبة لقب السوبر الوحيد في خزائن “فريق باب سويقة” والذي يعد من أكثر الفرق أيضاً التي خسرت اللقب حيث هزم في ثلاثة لقاءات أخرى أعوام (1999-2012-2019).مراحل عديدة وتغييرات كثيرة وشهدت البطولة تغييرات كثيرة منذ أن انطلقت قبل 27 عاماً وأهم تغييرات حدثت بشأن مكان إقامة المباراة ففي البداية كانت تقام في دولة محايدة فقمة الكرة المصرية التي أقيمت في النسخة الثانية استضافها ملعب استاد البنك الوطني في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا والذي تحول اسمه عقب ذلك إلى استاد “سوكور سيتي” قبل انطلاق مونديال 2010.وآخر مباراة أقيمت على أرض محايدة “في إفريقيا” كانت تلك التي استضفها استاد الإسكندرية المصري بين الترجي وموتيما بيمبي عام 1995 ثم أصبح لقاء السوبر يقام عقب ذلك على أرض الفريق الفائز بدوري أبطال إفريقيا واستمر هذا النظام سارياً حتى المباراة التي جمعت بين الوداد الرياضي ومازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية عام 2018 وأقيمت المباراة في مُركب محمد الخامس في الدار البيضاء في الرابع والعشرين من شباط/فبراير عام 2018.وعادت كأس السوبر الإفريقية لتقام مجدداً على ملعب محايد انطلاقاً من النسخة الماضية بين الترجي والرجاء والتي انتهت لصالح الفريق المغربي بطل كأس الكونفدرالية وقتها (2-1) وأقيم الحدث الإفريقي لأول مرة في دولة خارج القارة السمراء إذ استضافته العاصمة القطرية الدوحة أيضاً.وتجدر الإشارة هنا إلى أن هناك نسخة أخرى أقيمت فيها مباراة كأس السوبر على ملعب محايد وكانت النسخة الخامسة عشرة عام 2007 حيث أقيمت المباراة بين الأهلي المصري بطل دوري الأبطال عام 2006 والنجم الساحلي التونسي وجاء ذلك بسبب الاحتفال بمرور 50 عاماً على انشاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.أمر آخر شهد التعديل وهو كيفية حسم مباراة السوبر في حال انتهاء وقتها الأصلي بالتعادل، فبداية من عام 1993 وحتى 2010 كان الفريقان يخوضان شوطين إضافيين إذا ما انتهت المباراة على وقع التعادل ثم يتم اللجوء إلى ركلات الترجيح إذا ما استمر التعادل، وبداية من نسخة 2011 أصبح يتم اللجوء مباشرة إلى ركلات الترجيح لتحديد الفريق الفائز. الحضور الجماهيري الغريب أن مباراة الأهلي والزمالك في سوبر عام 1994 هي أقل نسخ كأس السوبر الإفريقية التي شهدت حضوراً جماهيرياً إذ شاهدها في الملعب 12 ألف متفرجاً فقط، فيما يعد لقاء النجم الساحلي والرجاء البيضاوي عام 1998 في مركب محمد الخامس ومباراة الأهلي المصري وكايزر تشيفز الجنوب إفريقي في استاد القاهرة عام 2002 هما الأكثر على صعيد الحضور الجماهيري إذ شهدت كل مباراة منهما حضور 80 ألف متفرجاً.الأهلي صاحب السطوةوكعادته يتربع الأهلي المصري على عرش لقب السوبر الإفريقي بتتويجه بستة ألقاب محققاً رقماً قياسياً تماماً كما الحال في دوري أبطال إفريقيا التي توج بها 8 مرات.ألقاب الأهلي أحرزها أعوام (2002-2006-2007-2009-2013-2014) فيما خسر في المباراة النهائية مرتين، عامي 1994 و2015 ليكون بذلك أكثر الأندية التي خاضت المباراة الكبرى برصيد 8 مرات.بعد الأهلي يأتي مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية والزمالك في المركز الثاني من حيث التتويج بكأس البطولة برصيد 3 مرات لكل منهما مقابل لقبين للنجم الساحلي التونسي والرجاء البيضاوي المغربي وإنيمبا النيجيري.وبشكل عام فقد فازت الأندية العربية بـ17 لقباً من أصل 27 علماً بأن مصر هي أكثر دولة توجت أنديتها بالكأس برصيد 9 ألقاب، مقابل 4 للمغرب و3 لتونس وثلاث ألقاب للكونغو الديمقراطية ولقبين لكوت ديفوار ونيجيريا وجنوب إفريقيا ولقب وحيد لكل من الجزائر وغاناً.
الصورة من المصدر : www.beinsports.com
مصدر المقال : www.beinsports.com