- الإعلانات -

- الإعلانات -

«تونس» المصرية.. منتجع الأدباء والفنانين

القاهرة: «الخليج»

تعد قرية تونس في مصر من أجمل المناطق السياحية التي تجد إقبالاً كبيراً من السائحين، فهي تمثل منتجعاً ترفيهياً طبيعياً، حيث تجمع بين كثرة النباتات والإطلالة على بحيرات مائية،إضافة إلى طابعها المعماري المختلف الذي يميزها عن باقي الأماكن السياحية في مصر.

تقع قرية تونس في محافظة الفيوم، وبيوتها مبنية على طراز المباني التي صممها المعماري المصري الرائد حسن فتحي، حيث الأبنية ذات القباب المصنوعة من الحجر والرمل والطين من دون استخدام للحديد، وهي مبان ذات أفق جمالي مغاير تتميز بجوها الصحي طوال العام.

سميت القرية باسم «تونس» نظراً لكثرة أشجارها، فأطلق عليها زوارها اسم «تونس الخضراء» كما أنها تتميز بكثرة المساحات الخضراء ذات الشجر الكثيف والنباتات العطرية، فهي أشبه بحديقة واسعة مترامية الأطراف، ولها موقع فريد، فهي تبعد عن منطقة اهرامات الجيزة بحوالي ساعتين، وتقع فوق تلة مرتفعة في معظم بناياتها، وهناك أرض مستوية أشبه بالوادي، فيها بحيرة كبيرة ما يجعل سكانها يتمتعون بالمنظر الخلاب من أعلى ما يزيد من رونقها، حيث تمتزج الخضرة بالماء.

السيدة السويسرية

تشتهر القرية على مستوى العالم بصناعة الخزف والفخار، فكل سكانها يعملون بهذه الصناعة ذات الإطار الفني الرفيع، وتعد – بذلك – أهم مناطق صناعة الخزف في مصر، ويرجع الفضل في ذلك إلى السيدة السويسرية «إيفلين بوريه» التي استقرت في القرية منذ أكثر من أربعين عاماً، فأنشأت بها مدرسة لتعليم أبناء القرية صناعة الخزف والفخار، وأقامت بالقرية لسنوات طويلة، وحالياً تشارك في معارض عالمية، لتعرض منتجات أبناء القرية من صناعة الخزف.

كذلك يقام في القرية سنوياً منذ عشر سنوات في بداية شهر نوفمبر من كل عام مهرجان ومعرض دولي للخزف والفخار والحرف اليدوية، ويتضمن فقرات متنوعة منها عرض «أكبر تشكيل فخاري» في مصر وورش لتعليم صناعة الخزف، وعرض أفلام وثائقية، وتقديم عروض لمسرح الطفل و«الأراجوز» وسباقات للخيل، وبرنامج سياحي على شاطئ بحرية «قارون»، وتضم القرية 300 بيت ريفي، منها بيوت بناها فنانون وأدباء يأتون إليها للاستجمام والراحة وكتابة أعمالهم الإبداعية كان منهم الشاعر الراحل سيد حجاب والروائي عبده جبير.

 متحف للتراث النادر 

الفنان التشكيلي محمد عبلة أقام في القرية أول «متحف للكاريكاتير» في مصر والعالم العربي ويقول: أقمت المتحف في هذا المكان المميز الذي يتميز بطبيعة خلابة، ويضم تراثاً فنياً نادراً لأكثر من خمسين فناناً من مبدعي الكاريكاتير في مصر عبر تاريخها الحديث، ويوجد فيه أكثر من 500 عمل إبداعي لفنانين مصريين وأجانب رسمت منذ عام 1930 حتى الآن، ومن هؤلاء حسن فؤاد وزهدي العدوي، وحجازي، وصلاح جاهين وعبد السميع ومصطفى حسين وأحمد طوغان وأحمد عز العرب وحسن حاكم، وقد حصل المتحف على أعمال مميزة لقامات فنية من خلال إهداء من الفنانين أنفسهم أو من خلال عائلاتهم ومنهم محيي الدين اللباد وأحمد طوغان.

يحتوي المتحف على قاعة لعرض الرسوم التي تمت أرشفتها من صحف ومجلات بعضها يرجع إلى بدايات القرن العشرين، ويعود تاريخ أقدم الرسوم الكاريكاتيرية في المتحف إلى عام 1927، كما يهتم المتحف بالتأريخ للمجلات الساخرة التي صدرت في مصر منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى الآن، ومن هذه المجلات «الكشكول» و«اضحك» و«الكتكوت» و«المطرقة»، وكذلك الأعداد الأولى من مجلتي «روز اليوسف» و«صباح الخير» اللتين كانتا تهتمان بالكاريكاتير، وأصبحت لهما الريادة في هذا الفن. 

يضم المتحف كذلك «مركز الفيوم للفنون» الذي يعمل على إقامة ورش ودورات تدريبية في الرسوم وفنون الفيديو والنحت والجرافيك والتصوير، وينظم في شهر يناير دورة أكاديمية تستمر لستة أسابيع يشارك فيها فنانون ومبدعون من أنحاء العالم لتقديم المحاضرات الفنية. يزور القرية آلاف السائحين من مختلف دول العالم سنوياً للتمتع بجمال الطبيعة، حيث توجد فيها أيضاً مجموعة فنادق سياحية بنيت على طراز بيوت القرية، كما توجد فيها شلالات «وادي الريان» ومخيم «سفاري العرب» الذي يشتهر بألعابه الرائعة، وتقدم في القرية عروض موسيقية وفنية مختلفة، خاصة عروض الفنون الشعبية والبدوية.

 «زاد المسافر»

يمكن للسائح أن يذهب في جولة بالقوارب الشراعية داخل بحيرة قارون، وفي القرية فندق «زاد المسافر» الذي أقامه الروائي المصري عبده كبير وجاءته الفكرة عندما كان يزور صديقه الشاعر سيد حجاب وزوجته السويسرية إيفلين في القرية، ففكر في شراء قطعة أرض لإنشاء منتجع عليها واستعان بتلاميذ رائد العمارة الشعبية حسن فتحي في بنائه على مساحة 1500 متر ويضم الفندق 27 شاليه محاطاً بالخضرة والأشجار من كل جانب.

يقول النحات أحمد عبد التواب أحد أبناء القرية: تتميز قريتنا بجوها الساحر والذي يختلف عن أي مكان آخر، حيث الطبيعة البكر والفضاء المفتوح على الخضرة، كما تتميز بوجود اكتفاء ذاتي من العاملين، فكل أبناء القرية يعملون ولا بطالة فيها، فهناك مشاريع سياحية وزراعية مهمة، فضلاً عن وجود أماكن متعددة لصناعة الخزف عالي القيمة.

قرية «تونس» من أهم مناطق إنتاج الخزف في العالم العربي، ويعد مهرجانها السنوي للخزف حالة خاصة بالنسبة للمهرجانات المماثلة له في العالم، كما تمنح القرية فرصة للفنانين من مختلف الأجيال على الالتقاء في (متحف الكاريكاتير) وهو الأول من نوعه في العالم العربي.

وتشير د. إيمان مهران الأستاذة بمعهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون إلى أن القرية تشتهر بصناعة الخزف، ولا يدانيها في ذلك في مصر سوى قرية «جريجوس» في محافظة قنا، فالقريتان من أهم مناطق إنتاج الخزف الشعبي في العالم، وقد قدمت دراسات أكاديمية متعددة في كثير من المعاهد والكليات العربية والعالمية حول قيمة الخزف الذي يصنع في تلك القرية، أضف إلى ذلك موقع القرية المميز على خريطة السياحة الثقافية والترفيهية في مصر، كما تتميز بيوت القرية بطراز معماري مصري خالص، وفق الرؤية المعمارية لرائد العمارة المصرية الحديثة حسن فتحي.

وتطالب د. إيمان بضرورة الاهتمام بالقرية سياحياً بشكل أكبر، فهي منتجع سياحي يحمل الكثير من جماليات المكان وروعة المناخ ويداني أفضل المنتجعات السياحية في العالم على بساطته.

المصدر

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد