تونس.. انقطاع الغاز وغياب التنمية يوسعان رقعة التحركات الاحتجاجية
العالم – تونس
وتسبب الإضراب الذي ينفذه عدد من سكان محافظة قابس (جنوبي البلاد) في المنطقة الصناعية، في إحداث شلل تام في نشاط المجمع الكيميائي الذي يؤمن ما يزيد عن نصف الإنتاج اليومي من الغاز المنزلي الموجه لمناطق الجنوب التونسي، وهو ما عطل عملية التزود بالغاز المعد للطبخ في مناطق الجنوب والوسط التونسي، ما دفع الأهالي إلى تنفيذ تحركات احتجاجية شملت محافظات صفاقس ومدنين وقفصة وقابس، في حين عمد بعض الأهالي إلى استخدام الحطب كبديل لقوارير الغاز.
أكد رئيس الغرفة النقابية الوطنية لموزعي الغاز المنزلي بالجملة، محمد منيف إن الإضرابات في المنطقة الصناعية تسببت في توقف نشاط مراكز التعبئة بمحافظة قابس التي تؤمن يوميا ما بين 70 و80 ألف قارورة غاز منزلي توجه لمناطق الوسط والجنوب.
وأضاف أن المخزون الاحتياطي من قوارير الغاز الملآنة بالكاد تكفي لسداد حاجيات المواطنين مدة يومين في الأيام العادية، في حين لا يغطي المخزون يوما واحدا في أوقات الذورة التي ترافق فصل الشتاء بسبب تزايد الطلب على قوارير الغاز.
وتابع أن “الحراك الاحتجاجي خلف نقصا حدا في تزود محافظات صفاقس وقابس ومدنين وقفصة بالغاز المعد للطبخ، وهو ما قاد موزعي الغاز إلى التوجه إلى مراكز التعبئة في الشمال وخاصة في محافظتي بنزرت وبن عروس للتقليص من حدة هذا النقص”.
وأشار منيف إلى أن هذا الحل، فضلا عن كونه لم يوقف أزمة التزود بالغاز في مناطق الجنوب والوسط، فإنه تسبب أيضا في إحداث اضطراب في مناطق الشمال التي لا يتجاوز إنتاجها اليومي من الغاز المنزلي حاجيات متساكنيها، مما أدى إلى خلل في التزود بالغاز في العاصمة وفي مناطق الوطن القبلي وسوسة.
وأكد منيف أن الحل الوحيد لعودة الأمور إلى نصابها هو توقف الاحتجاجات وعودة مراكز التعبئة في محافظة قابس إلى سالف نشاطها.
وينفذ عدد من أهالي محافظة صفاقس جنوبي البلاد تحركا احتجاجيا منذ يوم أمس أمام مقر المحافظة، لمطالبة السلطات الجهوية بتوفير حاجياتهم من الغاز المنزلي، في وقت هدد فيه أصحاب سيارات الأجرة بانتهاج أساليب تصعيدية في حال تواصلت هذه الأزمة التي عطلت نشاطهم.