تونس تتراجع..نحو موقف أضعف ضد “صفقة القرن”
نقلت “فرانس برس” عن مصادر دبلوماسية أممية أن قرار تونس إعفاء مندوبها بمجلس الأمن الدولي منصف البعتي جاء بعد ضغوط أميركية على تونس، وذلك على أبواب حراك دبلوماسي كبير داخل أروقة الأمم المتحدة، استعداداً لاجتماع لمجلس الأمن الثلاثاء سيشارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي يتوقع أن يدين خطة السلام الأميركية ويقدم بديلاً عنها.
وأوضحت المصادر أن الضغط يعود لمشروع قرار وزعه البعتي ومندوب إندونيسيا بالمجلس رفضاً ل”صفقة القرن”. وأضافت أن البعتي “ذهب أبعد مما أرادت السلطات التونسية في ملف الشرق الأوسط، وقدم دعماً كبيراً للفلسطينيين يهدد بإفساد العلاقات بين تونس والولايات المتحدة”.
وأشارت الوكالة إلى أن تونس استدعت مندوبها الأممي على نحو مفاجئ، ولم يشارك الخميس في اجتماع لمجلس الأمن حضره مستشار الرئيس الأميركي وعراب “صفقة القرن” جاريد كوشنر.
وحمّل كوشنر خلال الجلسة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤولية أعمال العنف الأخيرة في الأراضي المحتلة. وقال إن عباس “دعا إلى الرد على “صفقة القرن” عبر أيام من الغضب، حتى قبل أن يرى الخطة”. ورأى كوشنر أن عباس “رفض الخطة قبل أن يراها. أعتقد أنه فوجئ لرؤية كم أن الخطة جيدة للشعب الفلسطيني”.
بالمقابل، قالت الخارجية التونسية إن قرار إعفاء السفير البعتي يعود لاعتبارات مهنية بحتة، تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة. وأضاف بيان للوزارة، أن عضوية تونس غير الدائمة بمجلس الأمن تقتضي التشاور الدائم والتنسيق المسبق مع الوزارة، بما ينسجم مع المواقف المبدئية ويحفظ مصالح البلاد.
وأعلنت الرئاسة التونسية الجمعة في بيان عن اعتزامها تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بصفتها عضو غير دائم في مجلس الأمن في الفترة بين عامي 2020 و2021.
وأضافت الرئاسة في بيان، عقب مكالمة هاتفية بين الرئيس قيس سعيد ونظيره الفلسطيني محمود عباس، أن تونس ستقدم مشروع القرار بعد التشاور مع الدول العربية والدول الداعمة للقضية الفلسطينية.
ونقلت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية عن دبلوماسي في الأمم المتحدة أن مندوب تونس بمجلس الأمن شارك صباح الخميس في اجتماع للمجلس، وقال للحاضرين إنه سيرجع لتونس قبل نهاية اليوم نفسه. وأشار الدبلوماسي الأممي إلى أن الجميع أصيب بالصدمة لأن البعتي كان من أكثر الدبلوماسيين الذين يحظون بالاحترام داخل المنظمة الدولية وداخل حكومته.
وأضاف المتحدث نفسه أن القول إن إعفاء البعتي كان بسبب عدم مهنيته “مجرد مزحة” واعتبر أن قرار الإعفاء يضرب مصداقية تونس.
من جهته ،أعرب مندوب بلجيكا الأممي مارك بكستين، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر، عن صدمته الشديدة إزاء إعفاء البعتي من مهامه.
من جهة ثانية، نفى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، قيام السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال. ووصف هذه التصريحات والإعلانات الفلسطينية بأنها “كلام معسول”، أو وفق التعبير العبري الذي استخدمه “ضريبة كلامية”، مضيفاً أن السلطة الفلسطينية، ولا سيما عباس، تدرك أن بقاءها في الحكم مرهون ببقاء التنسيق الأمني.
وجاءت تصريحات أردان، بعد ثلاث عمليات بين ليل الأربعاء والخميس، شملت إطلاق نار على جندي في القدس المحتلة وعملية دهس لجنود إسرائيليين، بالإضافة إلى محاولة طعن جندي إسرائيلي، والمواجهات في جنين.
الصورة من المصدر : www.almodon.com
مصدر المقال : www.almodon.com