جريدة المغرب | في انتظار تسجيل جزيرة جربة لدى «اليونسكو»: القصور الصحراوية في لائحة التراث العالمي
لئن تمتاز تونس بتراث ثقافي ثري سواء أكان ماديا أو غير مادي، وهي المتنوّعة الدرر الثمينة والكنوز المتفردة و الخصبة الثروات التاريخية
من معالم ومواقع وحرف ومهارات… فإن غيابها عن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو امتد لأكثر من عشرين عاما. ومن حسن الحظ أن تونس استحثت الخطى في السنوات الأخيرة فسارعت بترشيح ملفات من التراث التونسي بوجهيه الملموس وغير المحسوس قصد إنقاذ إرثها من الاندثار والنسيان و الارتقاء به إلى الاعتراف العالمي. وبعد أن تم رسميا سنة 2018 تسجيل عنصر المعارف والمهارات المرتبطة بفخار نساء سجنان في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، حققت تونس نصرا جديدا بتسجيل القصور الصحراوية بالجنوب التونسي في لائحة التراث الثقافي المادي للإنسانية.
بعد أن تمّ مؤخرا انتخاب تونس عضوا في المجلس التنفيذي لليونسكو ( منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، كان المكسب الثاني حصول القصور الصحراوية بولايات الجنوب التونسي على لقب تراثا عالميا في انتظار حصول مواقع ومعالم وحرف تقليدية أخرى على الصفة ذاتها .
القصور الصحراوية… ثروة في انتظار التثمينهي تلك القصور الشامخة في عنفوان وكبرياء، والصامدة في وجه العواصف والأنواء… مما جعلها زينة الصحراء وكنزها الثمين ووجهها الساحر الذي أهداه الأجداد إلى الأحفاد. ونظرا لتميّز موقعها وتفرد وظيفتها وروعة عمرانها… استحقت القصور الصحراوية بالجنوب التونسي الشهرة على نطاق عالمي والتسجيل في لائحة اليونسكو.
مرة أخرى، أثبت المعهد الوطني للتراث أن إطاراته وأعوانه وعلى رأسهم الدكتور مصطفي الخنوسي تمتلكون من الكفاءة ما يجعلهم قادرين على إعداد ملف تقني وعلمي خاص بالقصور الصحراوية يقنع لجنة اليونسكو بجدارته في التصنيف واللحاق بقائمة التراث العالمي. ومن جديد انتصر وعي المجتمع المدني في تثمين التراث واجتهاد الأهالي في الترويج لمعالمهم ومواقعهم وتراثهم المادي واللامادي … وقد ناب وزير الشؤون الثقافية سفير تونس لدى اليونسكو السيد غازي الغرايري.
وتم رسميا تسجيل القصور الصحراوية بالجنوب التونسي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي المادي للإنسانية وعلى لائحة التراث العالمي لليونسكو بعد أن سلمت تونس الملف العلمي والتقني عن طريق سفيرها الدائم لدى اليونسكو غازي الغرايري.
في تونس للقصور الصحراوية بتطاوين مهرجان سنوي يحاول نفض غبار النسيان عنها وجعل بيوتها وساحاتها عامرة بالجمهور والزوار. كما كانت هذه القصور الساحرة في وقت مضى وجهة سينمائية واستوديو طبيعي لتصوير الأفلام عالمية من أشهرها فيلم «حرب النجوم»…. وبعد أن أصبحت تراثا عالميا، فإن القصور الصحراوية بالجنوب التونسي تنتظر اهتماما يليق بعمقها التاريخي والحضاري قديما وبمكانتها وموقعها الحديد الذي اكتسبته حديثا من خلال إدماجها في منوال التنمية لولايات الجنوب وللبلاد عموما والترفيع من نسبة الاستقطاب للسياحة الداخلية والخارجية وحسن الاستثمار في السياحة الثقافية. لا شك أن هذه الثروة في وضع انتظار لثورة تنتقل بها من التهميش إلى التثمين.
حملة وطنية لدعم تسجيل جربة في التراث العالميسميت بجزيرة الأحلام ووصفت بمدينة الحياة العذبة وكل التسميات تليق بجربة الجميلة والملهمة وصاحبة لقب أكبر جزيرة في شمال إفريقيا. واليوم تقف جربة بثقلها التاريخي وموقعها الجغرافي وخصائها الحضرية على أعتاب اليونسكو قصد الالتحاق بقائمة مواقع التراث العالمي.
ولدعم حظوظ ملف ترشيح جزيرة جربة لإدراجها ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، أطلقت أول أمس جمعية صيانة جزيرة جربة وبدعم من وزارة السياحة والديوان الوطني التونسي للسياحة حملة وطنية عبر الموقع الرسمي للديوان الوطني تهدف إلى جمع أكبر عدد من توقيع زوار هذا الموقع للدفع بملف جزيرة جربة نحو القبول لدى لجنة اليونسكو.
كما وضع الديوان الوطني التونسي للسياحة على ذمة المواطنين في موقع الواب صورا وأشرطة مصوّرة ومعلومات عن جزيرة جربة على غرار التوزيع الفريد من نوعه لأراضيها وصناعاتها التقليدية ومتاحفها و صفاء بحرها وسحره… وتبقى جزيرة جربة منذ قدم التاريخ عاصمة التلاقح الحضاري والتعايش بين الأديان على أمل أن تصبح تراثا عالميا وإرثا للإنسانية جمعاء.
وفي انتظار إدراج جربة في قائمة التراث العالمي كاعتراف دولي بها تحت يافطة عاصمة التعايش الحضاري والتجاور الديني، تنتظر مواقع أثرية عديدة ومدن تاريخية أخرى دفع ملفاتها لالحاقها في قائمة اليونسكو على غرار مدينة صفاقس والشرفية بجزيرة قرقنة…فهل ستجد طريقها إلى أبواب التراث العالمي؟
المصدر
الصورة من المصدر : ar.lemaghreb.tn
مصدر المقال : ar.lemaghreb.tn