سياحة الطيور المهاجرة.. محمية «أشتوم الجميل» نموذجا

يأتى شهر مايو من كل عام حاملا لواء حماية وصون الطبيعة والتنوع البيولوجى، من خلال الاحتفال بمناسبتين بيئيتين مهمتين، الأولى اليوم العالمى لهجرة الطيور والذى يوافق 13 مايو، والثانية اليوم العالمى للتنوع البيولوجى فى 22 مايو، ومن هنا جاءت دعوة الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، لأعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة د. محمود بكر، وبمشاركة مشروع «صون الطيور المهاجرة الحوامة بالتعاون مع مرفق البيئة العالمى، للاحتفال بالمناسبتين من قلب محمية «أشتوم الجميل» بمحافظة بورسعيد، وذلك فى إطار بروتوكول التعاون المبرم بين الوزارة والجمعية.
محمية «أشتوم الجميل» كما وصفها مديرها الدكتور حسين محمد رشاد، هى إحدى أهم مناطق الأراضى الرطبة التى تحافظ على التوازن البيئى، وتعد بنكا للتنوع البيولوجى والجينات الوراثية للعديد من الكائنات، وهى أيضا مقصد للطيور المهاجرة خلال رحلتها هربا من صقيع أوروبا إلى الدفء الإفريقى.
واستفاض فى وصفه للمحمية بأنها تقع على المسار الثالث لهجرة الطيور، وهى خامس محمية طبيعية يتم إعلانها بقرار مجلس الوزراء لسنة 1988، وتقع على الطريق الساحلى بين بورسعيد ودمياط، على مسافة سبعة كيلومترات غرب مدينة بورسعيد، وتضم بوغاز «الجميل» القديم والجديد.
وتابع رشاد حديثه قائلا إن «أشتوم الجميل» تمثل 28% من مساحة بحيرة المنزلة، إحدى الأماكن المهمة للطيور فى مصر، سواء المهاجرة أو المقيمة، ويصل عدد أنواع الطيور المسجلة بها 255 نوعا، والمسجل داخل المحمية 174 نوعا، ويصل عدد الطيور التى تأتى للمحمية خلال الفترة من أغسطس حتى مايو 224 ألف طائر سنويا.
وشرح مدير المحمية مسارات هجرة الطيور التى تعبر خلال الأراضى المصرية وهي4 مسارات، الأول من دول شمال ووسط وشرق أوروبا إلى بحيرة طبرية، ثم تعبر الحدود المصرية من صحراء النقب، ثم تتجه جنوبا إلى الحدود السودانية ووسط وجنوب إفريقيا.
أما المسار الثانى فيبدأ من شمال ووسط وشرق أوروبا، ويصل إلى مصر بمحاذاة البحر المتوسط إلى محمية الزرانيق، ثم يتجه جنوبا عابرا قناة السويس ليتحد مع خط المسار الأول.
وبالنسبة للمسار الثالث، فيأتى من وسط وشرق أوروبا، متجها إلى الجنوب حتى تركيا، عابرا البحر المتوسط عن طريق جزيرة قبرص إلى الأراضى المصرية عند البحيرات الشمالية (المنزلة والبرلس وإدكو)، ثم تتفرع إلى مسارين أحدهما عبر نهر النيل ليتفرع أحدهما إلى فرعين، أحدهما إلى بحيرة قارون ووادى الريان بالفيوم ثم يتجه إلى جنوب مصر، والآخر على جبال البحر الأحمر، وتشكل الطيور المائية معظمه بنحو مليون طائر.
أما المسار الرابع، فتأتى منه الطيور المهاجرة من وسط أوروبا حتى تمر بواحات مصر بالصحراء الغربية، متجهة جنوبا إلى وسط إفريقيا، وتمثل الطيور الجارحة واللقالق وبعض الطيور المائية والكركى والعصفوريات معظم هذا المسار، وتصل أعدادها إلى عشرات الآلاف.
ولفت رشاد للبعد الاقتصادى الذى يمكن أن يتحقق من مرور مليونى طائر بسماء مصر سنويا، وذلك من خلال تنظيم مهرجانات لهجرة الطيور، تستهدف السائح المهتم برصد ومراقبة حركة الطيور، حيث تحقق سياحة مراقبة الطيور لإنجلترا 500 مليون يورو سنويا.
وخلال الجولة بالمحمية، استعرض محمد شريف، الباحث فى مجال الطيور والحشرات، عدد الطيور المائية والصحراوية والشاطئية والمغردة فى سماء مصر، والتى وصل عددها إلى 515 نوعا، منها 190 نوعا مقيما و325 مهاجرا.
وأعلن محمد مصطفى، مدير التدريب بوزارة البيئة،عن تنظيم المهرجان الثانى لمراقبة الطيور المهاجرة ببورسعيد ضمن احتفالات المحافظة بعيدها القومى، وذلك بعد نجاح المهرجان الأول، حيث وصل 920 مصورا من مختلف الجنسيات لمصر متخصصين فى مراقبة الطيور المهاجرة.
كما أعلن البدء فى إنشاء أول مركز لرعاية السلاحف البحرية بأشتوم الجميل، بالتعاون مع وزارة البيئة وإحدى الهيئات الدولية بتونس، وذلك بهدف حماية السلاحف النادرة المهددة بالانقراض، وإطلاقها بعد ترقيمها.
رابط دائم:
#سياحة #الطيور #المهاجرة. #محمية #أشتوم #الجميل #نموذجا