- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

ضمّ مكتب عرفات واستهدفته إسرائيل.. تعرّف على فندق “سلوى” التونسي الذي رفض صاحبه تحويله لمأوى مرضى “كورونا” – (صور وفيديو)


تونس – “القدس العربي”:
كان من البديهي أن يرفض صاحب فندق “سلوى”، محمد لطفي بن قمرة، طلب السلطات التونسية تحويل فندقه إلى مأوى لمصابين محتملين بفيروس كورونا، على اعتبار أن ذلك يسيء لسمعته. لكن ما لم يذكره بن قمرة ولا وسائل الإعلام التي تناولت الخبر هو أن فندق سلوى يحمل أهمية رمزية وتاريخية كبيرة بالنسبة لتونس وفلسطين، خاصة أنه ضم مكتب الرئيس ياسر عرفات ومقر القيادة الفلسطينية، وتم استهدافه عبر عملية “الساق الخشبية” التي نفذها الطيران الإسرائيلي عام 1985، وأدت إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين والتونسيين، فيما نجا الرئيس عرفات منها بأعجوبة.
وكانت وزارة الصحة أكدت في وقت سابق أنها تتفاوض مع وزارة السياحة لإيواء فندق سلوى الواقع في مدينة حمام الشط (الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة)، لمصابين محتملين بفيروس كورونا، إلا أن صاحب الفندق، محمد لطفي بن قمرة، أكد أنه يرفض بشكل قاطع هذا الأمر، معتبرا أنه يؤثر سلبا على سمعة فندقه.
كما أصدرت بلدية حمّام الشط بلاغا أكدت فيه أنها ستتصدى بكافة الوسائل الممكنة لمنع إيواء المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا في فندق “سلوى” أو أي فندق آخر في المنطقة، مشيرة إلى أن الخبر أحدث خوفا كبيرا لدى سكان المنطقة، الذين أبدوا استعدادهم للتظاهر رفضا لهذا القرار.
من هنا مرّ ياسر عرفات
لكن اللافت هو أن أغلب ردود الفعل الغاضبة ضد إيواء المصابين المحتملين بفيروس كورونا في فندق سلوى أغفلت الأهمية التاريخية والرمزية لهذا الفندق، باستثناء عدد قليل من السياسيين، من بينهم رئيس حزب المجد، عبد الوهاب الهاني، الذي دوّن على حسابه في موقع “فيسبوك”: “نزل سلوى. من هنا مر الشهيد القائد ياسر عرفات. للأماكن رمزيتها، فلا تخدشوها. نزل سلوى، بالمنطقة السياحية ببرج السدرية ببلدية ومعتمدية حمام الشط من ولاية سيدي ابن عروس، على التخوم الجنوبية للضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، آوى الثورة الفلسطينية وقائدها الزعيم الشهيد القائد ياسر عرفات أبو عمار، عندما ضاقت الأرض بما رحبت بفلسطين وأخرجوها من بيروت ومن طرابلس الغرب، فاحتضنتها وآوتها أختها تونس، في نزل سلوى ببرج السدرية ثم بحمام الشط وبثكنة وادي الزرقاء”.

نزل سلوى.. من هنا مر الشهيد القائد ياسر عرفات.. للاماكن رمزيتها، فلا تخدشوها.. نزل سلوى، بالمنطقة السياحية ببرج السدرية…
Posted by Abdel Wahab Hani on Wednesday, January 29, 2020

إسرائيل تستهدف حمّام الشط
وكانت تونس استضافت الرئيس الراحل، ياسر عرفات، وأعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، بعدما اضطروا لمغادرة بيروت خلال الحصار عام 1982، حيث خُصص فندق سلوى في مدينة حمام الشط التونسية كمقر للقيادة الفلسطينية ومكتب الرئيس عرفات.
وفي عام 1985 علمت إسرائيل بعقد اجتماع في تونس يضم جميع القيادات العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، شيمون بيريز، لاتخاذ قرار يقضي بمحاولة تصفية القيادات الفلسطينية، حيث شن الطيران الإسرائيلي في الأول من أكتوبر عام 1985 غارة عسكرية كبيرة استهدفت مكتب عرفات ومقر القيادة الفلسطينية في فندق سلوى ومنازل أخرى كانت مخصصة لقيادات فلسطينية وعناصر الحراسة في منطقة حمام الشط.

- الإعلانات -

وتسببت العملية، التي تمت بالتنسيق بين جهاز المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، بسقوط 68 شهيدا وأكثر من 100 جريح فلسطيني وتونسي، فيما نجا الرئيس عرفات الذي قرر في اللحظة الأخيرة تأجيل الاجتماع بعد تعذر وصول جميع الضباط الفلسطينيين إلى تونس بسبب تأخر حجوزات الطيران، حيث غادر منطقة حمام الشط (قبل ساعات من تنفيذ الغارات)، متجها إلى منطقة رادس جنوب العاصمة التونسية، لتقديم التعازي إلى عائلة وزير الدفاع التونسي الأسبق عبد الله فرحات والذي كان توفي قبل أيام.

أعمال تاريخية وأدبية تناولت فندق سلوى
واكتسب فندق سلوى أهمية كبيرة بالنسبة للمؤرخين والأدباء الذين حاولوا تسليط الضوء على حياة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ففي كتابه “موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية” (2008)، يروي رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتية كيف اضطر عرفات لمغادرة “مكتب الـ17” في منطقة الفاكهاني، بسبب حصار بيروت عام 1982 إلى تونس، حيث لقي استقبالا حافلا في ميناء “بنزرت”، قبل أن يُخصص الرئيس الحبيب بورقيبة فندق سلوى في منطقة حمّام الشط كمقر للقيادة الفلسطينية.
فيما يسلط مستشار الرئيس الفلسطيني السابق، نبيل عمرو، الضوء على حياة عرفات في فندق سلوى، في كتاب “ياسر عرفات وجنون الجغرافيا” (2012)، حيث يقول: “كان عرفات يجاهد لجعل هذا المكان كما لو أنه فرع من فروع مملكته المتلاشية في بيروت (…) أدار عرفات من موقعه الجديد في فندق سلوى اجتماعا تحت عنوان “ترتيب المكان”، من حيث الإقامة والعمل. وُضعت على الطاولة خريطة مبسّطة للفندق الضخم. أمسك بقلمه الأحمر واستحضر من ذاكرته الطازجة حي الفاكهاني. وراح يؤسس لمقر قيادة كصورة طبق الأصل لما كان في بيروت”.

وبعيدا عن التاريخ والسير الذاتية، تلجأ الروائية الفلسطينية رشا عبد الله سلامة في روايتها الجديدة “فندق سلوى” (2019) إلى استحضار تاريخ المكان، لكن بعدسة صحافي جمع شهادات لشخصيات فلسطينية عايشت تلك الفترة، حينما اضطرت القيادة الفلسطينية لمغادرة بيروت إلى تونس.
تقول سلامة على لسان إحدى شخصياتها: “بين الحلم واليقظة، كنت أسمع ما قالته لنا وسيلة بنت عمّار (زوجة بورقيبة) مرحّبة، وهتافات الشعب التونسي لنا ومواكبنا تتوالى. الأعلام الفلسطينية وصور ياسر عرفات ما تزال تلتمع في عيني، ولا أجزم بعد هذه الأعوام كلها أن كان ما رأيته حلما أو هلوسات، أو أني أسرد ما قاله لي رفاقي حين استيقظت. سمع عرفات بما حدث، وأوعز على الفور أن تكون غرفتي إلى جانب غرفته في فندق سلوى. وهكذا كان”.
وتضيف في موضع آخر من الرواية: “أريدُ مغادرة الفندق سيدي الرئيس؛ لعلي أجد وعائلتي مكانا أفضل. لكني سأبقى معكم ما حييت. كبرت معكم وعشت بينكم وناضلت ولا أفارقكم ما كتب الله لي من عُمر. بهذه الكلمات خاطبت عرفات. كنت أصوّب نظري لعينيه وأسرد الحديث كما لو كنت آلة تسجيل. بقي صامتا. استفزني صمته لأكمل من جديد: “ليس بوسعي أن أبقى في سجن يحمل مسمى فندق”. حدّق في وجهي مقاطعا: “مع السلامة. كلكم عايزين تروحوا. مع السلامة”. وأشار إليّ بالابتعاد”.



المصدر


الصورة من المصدر : www.alquds.co.uk


مصدر المقال : www.alquds.co.uk


- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد