- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

فتيل الحرائق.. الفعل والافتعال

- الإعلانات -

ليس بأول صيف تلتهب فيه الغابات وعشبها الأخضر واليابس، وليست هي الحرائق الأولى التي تعرفها بلدان حوض البحر المتوسط، ثمة إنذارات، وأخبار عن درجات الحرارة، واحتياطات أمنية في الغابات وإرشادات ومراقبة مستمرة تلاحق العابثين ومفتعلي حرائق الغابات التي تسكنها الأشجار الظليلة، وأشجار الفواكه، والحيوانات، والأشجار المعمرة، وحتى الناس الذين ينتمون إلى الأرض منذ القدم، وهذا الصيف كانت الإنذارات تتتابع بدءاً من اليونان وتركيا وإسبانيا والبرتغال، وفي العدوة الأخرى من ذلك البحر الجميل الذي لا يستحق إلا النور والتنوير، ظهرت بشكل واضح ومميت في الجزائر التي لا ينقصها التعب والمعاناة وانعكاسات الإرهاصات الداخلية السياسية والاقتصادية والثقافية، وما يعانيه الناس من آثار جائحة كورونا، ثم ظهر الحريق في تونس بعد اشتعال الحريق السياسي قبله، لكن مثل حرائق الجزائر وما تبعها من تعليقات وتكهنات سياسية واجتماعية، خاصة من رواد التواصل الجديد، في ظل شبه تكتم في البيانات الرسمية الحكومية، الأمر الذي زاد النار اشتعالاً، خاصة وأن فتيل الفتنة جاهز، حيث يتحاور ويتحاكم ويتقاطع بين التفاهم والخلاف والاختلاف، وحتى الإقصاء، العرب، والمتفرنسون «الفرانكوفونيون»، والأمازيغ «القبائلي»، والشاوية، والنائلي، وبني مزاب، وغيرهم يتعايشون في أكبر بلد عربي مساحة، وفي ظل نظام متوارث عن الاشتراكية القديمة، وحكم العسكر منذ الاستقلال الوطني بعد 135 سنة استعمار فرنسي، كانت الجزائر تُعد فيه قطعة من فرنسا.
لماذا ظهرت النيران المشتعلة في غابات الجزائر كأكثر الحرائق الصيفية دخاناً وتفحم جثث إنسانية، ونفوق حيوانات كانت تستغيث بصراخ إنساني بشري، لكن أصواتها ذهبت بها تلك النيران التي اختلف عليها الناس بين الفعل والافتعال، وكادت أن تطل بوجهها القبيح تلك الفتنة النائمة، ولعن الله من أيقظها أو كاد أن يفعلها بافتعال الحرائق التي كانت تثور ليلاً، ويخمدها الناس الطيبون والشباب الواعي والمتحمس والمتعاون، والذي يحمل تلك النخوة الوطنية الجميلة، لكن تلك الحماسة ليست بكافية لإخماد حرائق ممتدة، وتدفعها الرياح القوية في ظل عدم جهوزية على مستوى الدولة، ولا جاهزية للتعامل مع مثل هذه الكوارث التي ليست بالغريبة، ولا حتى الاستعداد الجيد لها قبل حدوثها في حدائق الوطن، لكنها بدأت مسبقاً في حدائق الجيران.
حرائق الجزائر راح ضحيتها أناس وفلاحون وقرويون بسطاء، وجنود من جيش الوطن، وهو أمر لم نسمع بأنه حدث في اليونان وتركيا وإسبانيا والبرتغال ولا حتى تونس، لِمَ الجزائر تهزها الأشياء الكبيرة وحتى الصغيرة؟ لِمَ الجزائر على استعداد للنفير في أي وقت؟ الجزائر تتالت عليها الكوارث الطبيعية المميتة؛ الزلازل، الإرهاب، الفيضانات، الحرائق، هَلّ هناك ثمة علاقة بينها وبين ما يدور في كواليس السياسة ولعبة نشدان الديمقراطية، وإرهاصات التحولات في المجتمع الجزائري، وتمدنه وعصرنته ودفعه للحداثة الجديدة التي تأخرت عنها الجزائر قياساً بدول مجاورة وأخرى عربية بعيدة، خاصة أن الجزائر بلد غني جداً بالنفط والمعادن والزراعة ومتنوع في المناطق والتضاريس وكبر المساحة، ومؤهل للسياحة، بحكم التنوع الجغرافي وغنى التاريخ ووجود شواطئ جميلة وبكر، ونسبة التعليم والوعي السياسي والاجتماعي والثقافي والرياضي والفني مرتفعة بين السكان، الذين يزيدون على 43 مليون نسمة، تطرهم رياح الأوراس نحو الشمال البعيد؟

#فتيل #الحرائق #الفعل #والافتعال

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد