فسيفساء غطاء نباتي متنوع.. و قبلة للطيور المهاجرة
هبة حميدي- احتفت مدينة غار الملح من ولاية بنزرت الخميس 6 فيفري 2020، بـ “اليوم العالمي للمناطق الرطبة”، ونظم الصندوق العالمي للطبيعة- مكتب شمال افريقيا ومرصد المناطق الرطبة المتوسطية (MWO) بالتعاون مع الإدارة العامة للغابات، تظاهرة تحسيسيّة وإعلامية ميدانية متنوعة لتسليط الضوء على أهمية المناطق الرطبة في النظام الايكولوجي ومدى تاثيرها على التوازن البيئي. غار الملح أول مدينة “رمسار” في شمال افريقيا وتنظم تونس كل سنة فعاليات اليوم العالمي للمناطق الرطبة، وهو عبارة عن نتاج اتفاقية تم توقيعها بين 151 دولة في 2 فيفري 1971 في مدينة “رامسار” الايرانية، تتضمن قوانين حول تنفيذ البرامج وتطبيق السياسات المتعلقة بالمحافظة على التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة للمناطق الطبيعية، وانخرطت تونس في هذه الاتفاقية في الثمانيات وتعهّدت بمقتضاها بالمحافظة على هذه المناطق المهمّة في النظام البيئي. وتضمّن برنامج التظاهرة التي احتضنتها مدينة غار الملح من ولاية بنزرت باعتبارها أول مدينة في شمال افريقيا تدخل ضمن اتفاقية “رامسار” الدولية، ورشات بيئية وفنون تشكيلية للأطفال، وتنظيم زيارات ميدانية ترفيهية وإعلامية للصحفيين وممثلي المجتمع المدني والجمعيات، للتعرف على هذه المناطق وخصوصيتها ومشاهدة الطيور التي تحطّ بها. وفي تصريح لحقائق اون لاين، عرّف المدير العام للغابات بوزارة الفلاحة محمد بوفروة المناطق الرطبة بأنها كل مناطق تجميع المياه، سواء مياه عذبة أو مالحة، اصطناعية أو طبيعية على غرار السدود والبحيرات والسباخ. كما سلّط الضوء على ثراء الأراضي الرطبة وتنوعها البيولوجي وأهميتها بالنسبة للطيور والخدمات التي توفرها، مؤكدا أن تونس تُولي اهتماما وحماية خاصّة لهذه النظم البيئية التي تُعد عناصرَ أساسية في إدارة المياه والغابات، ولما لها من دور هام في الوقاية من الفيضانات وحماية البيئة والمناطق الساحلية. المناطق الرطبة في تونس: قبلة الطيور المهاجرة من أوروبا وآسيا وغطاء نباتي متنوّع كما بيّن محمد فروة، أنّ هذه المناطق الرطبة يحط فيها مختلف أنواع الطيور المهاجرة، مثلا خلال الفترة الشتوية تم رصد 500 ألف طائر مهاجر ممن يحطون الرحّال في تونس من أوروبا ومن آسيا في المناطق الرطبة. ويوجد في المناطق الرطبة، تقريبا 160 نوعا من نباتات برية، و50 من النباتات البحرية، وحوالي 140 حيوانا مختلفا، مبيّنا أنّ أهميتها القصوى ليست فقط في المحافظة على التنوع البيئي والإيكولوجي ولكنها تراث وطني وعالمي استوجب المحافظة عليه، يجمع بين الجانب الترفيهي والجانب العالمي والجانب الاجتماعي (مثلا مشاريع تشاركية تجمع القاطنين بهذه المناطق). ترسانة قانونية لحماية المناطق الرطبة.. والانسان أكبر مهدّد لها تحدث المدير العام للغابات بوزارة الفلاحة عن منظومة قانونيّة وترسانة من التشريعات صلب مجلة الغابات، باعتبار ان المناطق الرطبة ترجع بالنظر للإدارة العامة للغابات التابعة لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، تخص هذه المناطق، كما يوجد عدة فصول تمنع وتجرم سكب كل مواد ملوثة او الاعتداء على هذه المناطق، وهذه التشريعات فيها خطايا واجراءات زجرية. وأضاف ان العالم يمرّ بتغيرات مناخيّة والمناطق الرطبة جزء من التوازن الايكولوجي ووجب التدخل بمشاريع ودراسات، والدولة والادارة والتسريعات لها دور كبير في ذلك، لكن اهم شيء هو التعامل مع المجتمع المدني، قائلا: “ونسعى الى انشاء منظومة الى الانذار المبكر ويكون التعاون مع مختلف منظمات المجتماع المدني”. وبيّن انّ الأخطار الصادرة عن الانسان هي اهم اشكالية تهدد سلامة المناطق الرطبة، فالضغوط الهائلة والتعديات التي تمارس على الأراضي الرطبة في البلاد والتي من شأنها أن تؤثر على عملها، مثل التلوث ومكبات النفايات غير الخاضعة للرقابة والزحف العمراني والبناء الفوضوي والإفراط في استغلال الموارد السمكية والصيد غير المشروع، كما بّين أنّه سيتم قريبا إطلاق برنامج مشترك بين ادارة الغابات والصندوق العالمي للطبيعة لوضع منظومة متكاملة للحصول على المعلومة التي تتوجه الى جميع المعنيين للتدخل في التهديدات التي تطال المنالطق الرطبة لحماية النظم الإيكولوجية وحمايتها وإدارتها المستدامة واستخدامها الرشيد. جدير بالذكر أنّه منذ انضمام تونس إلى اتفاقية “رامسار”، تم تحديد 940 أرضا رطبة، صُنف منها 41 أرضا كمناطق رطبة ذات أهمية دولية (مواقع رامسار). .
المصدر
الصورة من المصدر : www.hakaekonline.com
مصدر المقال : www.hakaekonline.com