فورين أفيرز: التقدم التكنولوجي.. من أمل للديمقراطية إلى أداة لمزيد من الاستبداد!
لندن ـ “القدس العربي”:
في مقال مطول بمجلة فورين أفيرز، قال 3 كتاب أمريكيين إن البشرية كانت تأمل بنهاية للدولة القمعية مع نهاية الحرب الباردة “وانتصار الديمقراطية الليبرالية”، لكن التكنولوجيا التي ظهرت لاحقا أثبتت أن المزيد من الاستبداد هو الذي سيتبع ذلك.
وقال أندريه كيندال تايلور، وإيريكا فرانتز، وجوزيف رايت، إن التكنولوجيات الحديثة بما في ذلك الإنترنت والهواتف الذكية وفرت للحكام طرقا جديدة للحفاظ على السلطة، بدل أن تسمح للأفراد بالحصول على المعلومات بشكل مفتوح وتسمح بإنشاء علاقات جديدة بين الأفراد حول العالم.
ويوضح الكتاب ذلك بالقول إن أساليب المراقبة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثلا قدمت أدوات جديدة للديكتاتوريين لمراقبة تحركات معارضيهم، بطرق جديدة لا تقارن بأساليب المراقبة التقليدية، مع تكاليف أقل ومردود أكبر.
التكنولوجيات الحديثة بما في ذلك الإنترنت والهواتف الذكية وفرت للحكام طرقا جديدة للحفاظ على السلطة، بدل أن تسمح للأفراد بالحصول على المعلومات بشكل مفتوح
وحين يدرك الفرد أن النظام يراقب رسائله وتحركاته عبر الهواتف المحمولة وأدوات الذكاء الاصطناعي يغيرون من سلوكياتهم تجنبا للقمع الجسدي، دون أن يحدث هذا القمع بشكل فعلي على أرض الواقع.
وبعد آمال بتحسين هذه التقنيات لحياة البشر، خصوصا في المنطقة العربية حين سهلت الإطاحة بالحكام الديكتاتوريين في مصر وتونس واليمن وليبيا، تراجعت الآمال بشكل كبير، وبات الآن واضحا أن التكنولوجيا لا تساعد بالضرورة الذين يسعون إلى التحرر من القمع والظلم، فالتكنولوجيا حاليا باتت وسيلة يستخدمها المستبدون في العصر الحديث.
وباتت اليوم “الأنظمة الاستبدادية الرقمية” تستغل التكنولوجيا الحديثة لتعزيز قمعها بترسانة جديدة من الأدوات الرقمية في مواجهة القوى البشرية والحركات الاحتجاجية.
وأتاحت التكنولوجيا الحديثة كسر حواجز الاتصال بين المتظاهرين، وبات من السهل الاحتشاد وتهديد الحكومات التي تقمعهم، وتزايدت أعداد الاضطرابات التي واجهت الحكومات الاستبدادية بشكل واضح؛ فقد أطاحت الاحتجاجات بـ10 أنظمة استبدادية بين الـ44 نظاما التي سقطت بين عامي 2000 و2017.
وفي بحثهم الذي شمل 202 دولة في العالم، قال الكتاب الثلاثة إن الأنظمة التي تستخدم القمع الرقمي تواجه مخاطر أقل من الاحتجاجات مقارنة بالأنظمة التي لا تستخدم هذا الأسلوب من القمع، كما أوضحوا أن هذه الأنظمة تزيد أيضا من قمعها العنيف في الحياة الواقعية، بما في ذلك التعذيب وقتل المعارضين.
ويشير المقال إلى القمع الصيني لمسلمي الإيغور في إقليم شينغيانغ، حيت تحتجز السلطات أكثر من مليون مسلم في المعسكرات، وتستخدم أنماطا كثيرة من القمع الرقمي.
وأصبحت الصين نموذجا للدول القمعية الأخرى، إذ تستعين دول أخرى بها مثل روسيا ودول إفريقية ومن أمريكا اللاتينية، وذلك في معرض قمعها للمعارضين فيها، بما في ذلك مهاجمة المعارضين عبر وسائل التواصل وبرامج البوتات وتزييف الحقائق.
الصورة من المصدر : www.alquds.co.uk
مصدر المقال : www.alquds.co.uk