في ذكرى ميلاد ابن بطوطة.. رحل وحيدًا حتى بلغ حلمه “السياحة ف
04:20 م
الإثنين 24 فبراير 2020
كتبت – آمال سامي:
“كان خروجي من طنجة مسقط رأسي في يوم الخميس الثاني من شهر رجب الفرد عام خمسة وعشرين وسبعمائة معتمدًا حج بيت الله الحرام، وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام منفردًا عن رفيق آنس بصحبته وركب أكون في جملته لباعث من النفس شديد العزايم وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازيم، فجزمت أمري ولم ابن على السكون، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكون، وكان والدي بقيد الحياة، فتحملت لبعدهما وصبا، ولقيت كما لقيا نصبا، وكان سني يومئذ اثنان وعشرون سنة”. هكذا بدأ ابن بطوطة رحلاته الشهيرة كما يخبرنا في كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، كان وحيدًا وخرج وحيدًا تاركًا أهله وخلانه ووطنه لأداء فريضة الحج في رحلة في المعتاد لا تستغرق في عصره أكثر من ستة عشر شهرًا، لكنه لم يعد بعدها إلى وطنه إلا بعد أربع وعشرين عامًا.
ولد ابن بطوطة في طنجة يوم الاثنين السابع عشر من رجب، عام 703 هجريًا، وهو الموافق الرابع والعشرين من فبراير لعام 1304م،في أسرة ضمت علماء القضاء الإسلامي بطنجة، وكان ذلك في عهد الدولة المرينية، وينتسب ابن بطوطة إلى قبيلة لواتة. في البداية سافر ابن بطوطة إلى مكة مرورًا بتونس التي مكث فيها شهرين وتزوج فيها أولى زيجاته ثم الجزائر قاصدًا أرض الحجاز من طريق الشام، وفي طرابلس فارق ابن بطوطة زوجته الأولى حيث يقول: “وقعت بيني وبين صهري مشاجرة أوجبت فراق بنته وتزوجت بنتًا لبعض طلبة فاس”، حتى وصل إلى الإسكندرية التي وصفها بـ “الثغر المحروس والقطر المأنوس العجيبة الشأن، الأصيلة البنيان، بها ما شئت من تحسين وتحصين، ومآثر دنيا ودين” ثم دخل القاهرة وكان ذلك في عهد دولة المماليك المماليك، وبقى في القاهرة قرابة الشهر، لكنه مع ذلك لم يستطع دخول مكة مباشرة بسبب ثورة محلية قريبة منها فرجع إلى القاهرة ثم دخل إلى مكة مرة أخرى عن طريق سوريا، ثم انطلق إلى المدينة المنورة من هناك وبعدها سافر إلى مكة واتم أول حجاته، حيث لابن بطوطة أربع رحلات وسبع حجات إلى مكة وارض الحجاز لمزيد من المعلومات عنها اضغط هنا
استمرت رحلات ابن بطوطة 27 عامًا حتى عاد إلى طنجة مرة أخيرة عام 779 هجريًا حيث توفي هناك ويوجد حتى الآن ضريحه بالمدينة القديمة.
في ختام رحلاته قال ابن بطوطة متحدثًا عن نفسه في كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”: بلغت بحمد الله مرادي في الدنيا وهو السيّاحة في الأرض، وبلغت من ذلك ما لم يبلغه غيري فيما أعلمه، وبقيت الأخرى، الرجاء قوي في رحمة الله وتجاوزه، وبلوغ المرام من دخول الجنة.
الصورة من المصدر : www.masrawy.com
مصدر المقال : www.masrawy.com