قيروان تونس.. عراقة التاريخ وعبق “المقروض” في رمضان
تجسد مدينة القيروان التونسية بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي، وتعد من أهم المدن الإسلامية بعد الكوفة والبصرة.
وتعد معالم القيروان جزءا من التراث العالمي المحمي من منظمة اليونسكو، وعلى رأسها الجامع الكبير أو جامع عقبة بن نافع وفسقيّة الأغالبة والمدينة العتيقة وسور القيروان ومعالم دينيّة منها مسجد الأنصاري، الذي بني قبل بناء جامع عقبة بن نافع الكبير.وتزدان القيروان في المواسم والأعياد الإسلامية فتصبح قبلة الزوار والسياح من تونس والدول الإسلامية ومحطة ترحال طالبي العلم ومطالعي صفحات التاريخ الحية، التي تشهد بعظمة الحضارة الإنسانية في أحد أهم فصولها بتونس.ويحيي أهالي القيروان التونسية شهر الصيام وعاداته، فيعدون العولة قبله ويخزنون التوابل والكسكسي بأنواعه والمحمصة (حبيبات تحضر مثل الكسكسي من الدقيق إلا أنها تكون أكبر حجما) بأنواعها، ويجهزون أوانيهم النحاسية التي تحملها العرائس إلى بيوتهن كجهاز أساسي.
ويستقبل القيروانيون الشهر الكريم بضربات المدفع العثماني الذي لا يزال مستقرا في مكانه الأول أعلى برج سور المدينة العتيقة العربي، فيطلق حشو البارود في سمائها معلنا وقت الإفطار والإمساك رغم أن المدفع منع بمحافظات تونس كلها في فترة ما، استثنيت منها عاصمة الأغالبة.
وتعمر ساحات مدينة القيروان، وعلى رأسها ساحة أبي زمعة البلوي، وساحة أولاد فرحان وباب الجلادين، بالزوار والمرتادين بعد الإفطار.
وللقيروان أكثر من طعم لذيذ ورائحة مبهجة في شهر الصيام، إذ تفوح من دكاكينها وبيوتها عطور الحلويات والأطباق القيروانية الشهية، وعلى رأسها “المقروض” القيرواني، سيّد أكلات رمضان الحلوة.واقترن طعم المقروض الشهي بروائح البخور العبق في الأزقة العربية الضيقة بمدينة عقبة، وعلى غرارها كل “المدن العربي” (أغلب محافظات تونس إن لم تكن كلها تتوسطها مدن أسست على يد العرب الفاتحين في فترات زمنية متلاحقة) في تونس.
وبخلاف المقروض منتج القيروان الأصلي الذي تصدره للأسواق الأوروبية وعبر العالم، تعدّ العائلات القيروانية صنوفا أخرى من الحلويّات التقليدية على رأسها “الغريبة” و”الصمصة” التقليدية المعدة من العجائن، و”كعك الورقة” و”البقلاوة” و”القطايف” وهي حلويات مشرقية الأصل، وتعطرها بالزهور العطريّة التي تنتجها تونس وتصدرها لكبريات منازل العطور عبر العالم.
تابعوا Tunisactus على Google News