مطالب بإعادة فتحه.. ما أهمية معبر كرم أبو سالم لغزة؟
منذ إغلاقه مع اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، يدعو مسؤولون أمميون ومنظمات دولية، إلى فتح معبر كرم أبو سالم بقطاع غزة، لضمان وصول المزيد من المساعدات إلى الفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعا إنسانية قاسية، في ظل بطء وعدم انتظام تدفق الإغاثات عبر معبر رفح.
ووسط الأسبوع الجاري، أكد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أنه يرى “مؤشرات واعدة” على إمكانية فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة، بالرغم من استمرار رفض إسرائيل فتحه، وحصر عمله في تفتيش شاحنات قبل دخولها عبر رفح.
ويعد معبر كرم أبو سالم أو “كيرم شالوم”، المعبر التجاري الرئيسي لقطاع غزة، وكان يستخدم قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، ممرا لعبور النسبة الأكبر من حمولات الشاحنات المتوجهة إلى غزة.
وأوضح المسؤول الأممي، أنه لاحظ مؤشرات في الأيام الأخيرة على أن دولا رئيسية، لا سيما إسرائيل ومصر، أصبحت أكثر انفتاحا على فكرة إعادة فتح معبر كرم أبو سالم تدريجيا.
لكن إسرائيل رفضت فكرة إعادة فتح المعبر بالكامل، وقالت، إنها لن تسمح إلا بتفتيش شاحنات المساعدات في كرم أبو سالم، قبل توجيه الإمدادات نحو معبر رفح بين مصر وغزة.
معبر كرم أبو سالم
يقع المعبر أقصى جنوب شرقي قطاع غزة، على بعد حوالي 4 كيلومترات إلى الغرب من رفح، في نقطة التقاء الحدود بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل.
وبعد إغلاق معبر المنطار في عام 2011، تحول معبر كرم أبو سالم إلى “عصب حياة” لسكان غزة، حيث يستخدم لنقل أكثر من 60 بالمئة من حمولات الشاحنات المتجهة إلى القطاع، ويستعمل أيضا لتصدير منتجات فلسطينية من القطاع إلى الضفة الغربية والخارج، وفقا للأمم المتحدة.
وقبل اندلاع الحرب، كانت مئات الشاحنات تدخل إلى غزة، عبر هذا المعبر، حاملة منتجات أساسية، مواد خام للصناعة، ومعدات طبية، ومنتجات غذائية، ووقود، ومواد بناء وغيرها.
وتسمح إسرائيل بدخول جميع البضائع المدنية إلى القطاع، عبر هذا المعبر، فيما عدا قائمة من المواد التي تعتبر وفقا للمعايير الإسرائيلية موادًا “ثنائية الاستخدام”، وهي المواد التي من المُمكن أن تستخدم لأهداف عسكرية، وفقا لمركز “مسلك”، وهو مركز حقوقي إسرائيلي يدافع عن حرية الفلسطينيين في التنقل.
وبدأت إسرائيل بتشغيل معبر كرم أبو سالم لأول مرة في العام 2005، لإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قبل أن يشهد أعمال توسيع وتطوير، منذ عام 2010، بحيث تصل قدرته اليومية على الاستيعاب إلى نحو ألف شاحنة يوميا، وفق المركز الإسرائيلي.
وفي شهر أغسطس الماضي، دخلت إلى قطاع غزة عبر هذا المعبر، حوالي 5176 شاحنة، مقابل 4738 في شهر يوليوز، و4228 في شهر يونيو، و4793 شهر ماي، بحسب بيانات للمركز الحقوقي.
عدد الشاحنات التي دخلت إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم من بداية العام إلى شهر أغسطس
وتتسبب الإغلاقات المتكررة للمعبر خلال السنوات الأخيرة، في مفاقمة الأوضاع المعيشية والاقتصادية للسكان، حيث يتم عبره إدخال مواد البناء والسلع والمحروقات والمواد الغذائية إلى داخل القطاع المحاصر، وفقا للأمم المتحدة.
وكان آخر إغلاق للمعبر، قبل شهر واحد من هجوم السابع من أكتوبر، بعد إعلان السلطات الإسرائيلية، أنها علقت كل صادرات البضائع من غزة نحو الضفة الغربية والخارج، بعدما أحبطت محاولة لتهريب متفجّرات من القطاع.
وعلى إثر القرار، حذر الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية في قطاع غزة، من انعكاسات “كارثية” على الاقتصاد الفلسطيني المنهك.
واعتبر رئيس الغرفة التجارية في قطاع غزة عائد أبو رمضان، في مؤتمر صحفي، آنئذ، أن القرار الإسرائيلي “تصعيد جديد لسياسة الحصار الاقتصادي المتواصل على قطاع غزة”، محذرا من “زيادة البطالة والفقر بسبب القرار الجائر والعقاب الجماعي والذي يتسبب بكارثة إنسانية حقيقية في قطاع غزة المنهك اقتصاديا منذ سنوات”.
مطالبات أممية ودولية لفتح المعبر
وأجبرت الهجمات الإسرائيلية على غزة بعد هدنة قصيرة الأمد الآلاف على الفرار إلى جنوب القطاع، مما أثار مخاوف بين منظمات الإغاثة والمنظمات الصحية من احتمال انتشار الأمراض نتيجة الاكتظاظ ونقص الغذاء والمياه النظيفة.
ويؤكد مسؤولون أمميون وإغاثيون، على أهمية فتح معبر أبو سالم من أجل وصول المساعدات وأيضا البضائع إلى غزة، حيث أن الطاقة الاستيعابية لمعبر رفح الذي يمثل المعبر الوحيد العامل اليوم لنقل المساعدات إلى القطاع، لا تكفي لإيصال الإغاثات التي تشتد لها الحاجة لدى سكان القطاع.
ويؤكد مسؤولون ومنظمات إنسانية إن معبر كرم أبو سالم، أكثر ملاءمة بكثير للسماح بدخول مئات شاحنات المساعدات يوميا، على اعتبار أنه، مجهز بقدرات تفتيش قوية لضمان مرور المساعدات الإنسانية فقط، وفق تقرير لـ”بوليتيكو”.
في هذا الجانب، شدد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، كاظم أبو خلف، في تصريح سابق لموقع الحرة، على ضرورة فتح معبر كرم أبو سالم، حتى تدخل البضائع إلى السوق وتدور عجلة الاقتصاد، مشيرا إلى أن معبر رفح، ليس مخصصا في الأصل، لعبور السلع وشاحنات المساعدات بل فقط لتنقل الأشخاص.
من جهته، حث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة لإيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع الفلسطيني.
لماذا ترفض إسرائيل فتحه؟
وتسيطر إسرائيل على حركة السلع والبضائع بالقطاع بالتنسيق مع مصر، وتشرف على الحركة التجارية فيه “اللجنة الرئاسية لإدخال البضائع” التابعة للسلطة، على الجانب الفلسطيني.
وأعلنت إسرائيل، وسط الأسبوع، أنها ستفتح المعبر لتفتيش شاحنات المساعدات “في الأيام القليلة المقبلة”، لكنها ستظل بحاجة إلى دخول غزة عبر رفح، الذي تمر عبره المساعدات.
وقال العقيد، إيلاد غورين، الذي يرأس القسم المدني في وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، في مؤتمر صحفي: “سنفتح معبر كرم أبو سالم للتفتيش فقط، وسيحدث ذلك في الأيام القليلة المقبلة”.
وأكد المسؤول الإسرائيلي، أن “من الضروري فتح المعبر إذا أرادت إسرائيل تفتيش أكثر من 200 شاحنة يوميا متجهة إلى غزة.
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون أن يؤدي خط الشاحنات التي تدخل غزة من إسرائيل إلى جعلها “أهدافا لا تقاوم بالنسبة لحماس”، وفقا لـ”بوليتيكو”.
وذكرت الصحيفة بأنه سبق، وقاد إرهابيون فلسطينيون ثلاث مركبات مفخخة إلى نقطة التفتيش في عام 2008، مما أدى إلى إصابة 13 جنديا إسرائيليا.
وبعد أربع سنوات، دخل مسلحون ملثمون مسافة نصف ميل تقريبا إلى إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم بعد مقتل 15 جنديا مصريًا في شبه جزيرة سيناء.
وألقى مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية (COGAT)، المسؤول عن المساعدة في تنسيق عمليات توصيل المساعدات إلى غزة، باللوم علنا على الأمم المتحدة لفشلها في بذل المزيد من الجهود لتبسيط حركة الشاحنات العالقة على الجانب المصري من الحدود.
بالمقابل، قال أحد قادة مجموعة إغاثة دولية تعمل في غزة، إن القول بأن الأمم المتحدة مسؤولة بطريقة أو بأخرى عن الفشل في إدخال المساعدات إلى غزة “فكرة سخيفة”، مشيرا إلى أن إسرائيل ترفض السماح للعديد من هذه الشاحنات بالدخول.
وفيما تسعى المنظمات الإنسانية لفتح معبر كرم أبو سالم، تصر بالمقابل، على أنه حتى بالسماح لهذا المعبر بتدفق المساعدات، فإن الاستجابة لجميع الحاجيات الحقيقية بالقطاع المحاصر “تبقى بعيدة المنال”.
الموقف الأميركي
وقال مسؤول أميركي كبير لرويترز، الخميس، إن إسرائيل وافقت، بناء على طلب الولايات المتحدة، على فتح معبر كرم أبو سالم فقط لفحص وتفتيش المساعدات الإنسانية التي يتم تسليمها إلى غزة عبر معبر رفح.
وتبحث واشنطن مع الإسرائيليين منذ أسابيع إمكانية فتح معبر كرم أبو سالم لتسريع عملية تفتيش شاحنات المساعدات. ولم يذكر المسؤول الأميركي إطارا زمنيا بشأن موعد فتح المعبر.
وكانت “بوليتيكو” قد نقلت، الأربعاء، عن ثلاثة مسؤولين أميركيين وثلاثة من قادة منظمات الإغاثة إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تحث إسرائيل على فتح معبر ثانٍ لغزة حتى تتمكن من وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، وذكرت أن إسرائيل رفضت هذه الطلبات حتى الآن.
وقال مسؤول أميركي كبير لبوليتيكو إن شخصيات بارزة في الإدارة تثير مسألة فتح معبر كرم أبو سالم، وهو معبر حيوي أبقت عليه إسرائيل مغلقا بسبب مخاوف عسكرية وسياسية، “في كل اجتماع”.
مسؤول أميركي: إسرائيل توافق على فتح معبر كرم أبو سالم لتفتيش المساعدات لغزة
قال مسؤول أميركي كبير لرويترز، الخميس، إن إسرائيل وافقت، بناء على طلب الولايات المتحدة، على فتح معبر كرم أبو سالم فقط لفحص وتفتيش المساعدات الإنسانية التي يتم تسليمها إلى غزة عبر معبر رفح.
ويأتي هذا التواصل، بحسب بوليتيكو، في الوقت الذي دفعت فيه منظمات الإغاثة الدولية الإدارة في اجتماعات خاصة، بما في ذلك مع مستشار الأمن القومي، جايك سوليفان، لاستخدام نفوذها لدى إسرائيل لفتح المعبر.
وفي اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، أكد بايدن أهمية التدفق المستمر والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددا على ضرورة حماية المدنيين في القطاع وفصلهم عن حركة حماس.
ورحب بايدن بالقرار الإسرائيلي الأخير لضمان أن مستويات الوقود ستلبي الاحتياجات المطلوبة، لكنه شدد على أن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة بشكل عاجل، وفق ما نقله بيان للبيت الأبيض.
#مطالب #بإعادة #فتحه. #ما #أهمية #معبر #كرم #أبو #سالم #لغزة
تابعوا Tunisactus على Google News