أحمد هندي.. أرقام عالمية وذهبية أولمبية لا تكفيه للحصول على وظيفة

مصطفى بالو

عمان- يعتبر أحمد هندي بطلا بارالمبيا عالميا في رياضة ألعب القوى، تخصص في دفع الكرة الحديدية ورمي الرمح والقرص، وتوج مجهوداته مؤخرا بنيل ذهبية الكرة الحديدية في منافسات ألعاب القوى بدورة الألعاب البارالمبية 2020 التي أقيمت هذا العام في العاصمة اليابانية طوكيو.
هندي من جنود الوطن الأوفياء في تحقيق الإنجازات للرياضة منذ العام 2016 إلى يومنا هذا، كافح لرؤية العلم الأردني يرفرف، والسلام الملكي يصدح عاليا فوق منصات التتويج العربية والقارية والعالمية، وبكت عيناه مع كل إنجاز للوطن، لكنه عاد إلى أرض الوطن، وما يزال تائها بين مكاتب المسؤولين يبحث فيها عن وظيفة، تدفع طموحاته الرياضية إلى المزيد من الإنجازات الوطنية، ليروي لـ”الغد” قصة مؤلمة.
طوق الميداليات
وصف هندي حكايته مع اللعبة والإنجازات الوطنية، بأنها الأروع في حياته، حكاية حملته رغم إعاقته، إلى دروب الطموحات، وقال: “يغلفني شعور الجندي الذي يقاتل من أجل الإنجاز للوطن ورياضته، بدأت في صفوف المنتخب الوطني للمعوقين في رياضة ألعاب القوى، متخصصا في سباقات رمي القرص والرمح ودفع الكرة الحديدية منذ العام 2016، ونجحت في تحقيق العديد من الإنجازات للعبة والرياضة الوطنية”.
وأضاف: “بدأت من بطولة غرب آسيا 2017 بتحقيق فضية وبرونزيتين، ومع اجتهادي ومواظبتي على التدريبات، نجحت في الفوز بـ3 ذهبيات في بطولة الشارقة الدولية 2018، وفي العام ذاته، تقلدت أيضا الذهب في بطولة آسيا التي أقيمت في اندونيسيا، وزينته بتحقيق رقم آسيوي وعالمي جديد (12.07 م)، وحطمت الرقم المسجل باسم لاعب إيراني (11.52 م).
وتابع: “مضيت أتدرج في الإنجازات بإشراف مدربي محمد الحراسيس، مع توقعات بفتح آفاق جديدة على المستوى الاجتماعي، وتوجت بذهبيتي الجائزة الكبرى في تونس العام 2019، واستمرت حكايتي مع الذهب في بطولة غرب آسيا التي أقيمت بالأردن 2019، حين فزت بذهبيتين وفضية في مسابقات الرمي، ومضيت نحو طموحي العالمي لأسجل رقما عالميا جديدا في بطولة العالم التي أقيمت في دبي بالعام ذاته، ما منحني التأهل عن جدارة واستحقاق إلى أولمبياد طوكيو، كأول لاعب أردني على مستوى الأصحاء والمعوقين الذي يصل ألعاب طوكيو”.
في طوكيو الإنجاز الأغلى
وشرح هندي المشاعر التي انتابته عندما فاز بذهبيته في طوكيو قائلا: “لم أتمالك نفسي وأنا أحقق الإنجاز الأغلى في مسيرتي الرياضية، وأهديته مباشرة للوطن، عندما خطفت ذهبية دفع الكرة الحديدية”.
وأردف: “دموع الفرح تقدمتني إلى منصة التتويج في الحدث البارالمبي الأهم، وغلفته بإنجاز غير مسبوق حين سجلت رقما أولمبيا جديدا (12:25 م) وتجاوزت الرقم الأولمبي السابق (11:28م)، وأضفته إلى سجل أرقامي العالمية، وعدت إلى عمان فارسا حالما بمستقبل وواقع جديد ينتظرني، يضمن لي ولعائلتي حياة كريمة محاطة بأمان اجتماعي ووظيفي بحياة كريمة”.
لكن سرعان ما تحولت آمال هندي إلى يأس وإحباط، عند مقابلته وزير الشباب د. محمد سلامة النابلسي، وقال: “قابلت وزير الشباب بهدف البحث عن وظيفة، مقارنة بزملائي في المنتخب الوطني الحاصلين جميعهم على وظائف تضمن لهم الأمان والاستقرار الوظيفي، لكن كلمات وزير الشباب جرحتني، حيث قال لي.. المكافأة التي حصلت عليها وقدرها 50 ألف دينار قادرة بأن تفتح لك أفضل مشروع”.
واستطرد: “لا أنكر أنني حصلت على هذه المكافأة، والتي اعتبرها نعمة وهبني الله إياها، ومكافأة على اجتهادي وإخلاصي وعطائي للوطن، لكن ماذا ستفيدني إن لم أشعر بالأمان الوظيفي؟ وكيف سأفتح مشروعا وأنا غير متفرغ لإدارته، وأتدرب يوميا في منتخب الوطني، مقابل 4 دنانير بدل مواصلات، لا تفي لسد بدل المواصلات من جبل المنارة إلى مقر الاتحاد في المدينة الرياضية ذهابا وإيابا، ولا تكفيني لبرنامجي الغذائي والتدريبي الذي يكلفني أضعاف هذا المبلغ، كما أن الرياضة أخذتني من عملي في أحد المخابز لتأمين قوت يومي ومصاريفي التدريبية والحياتية”.
وختم بصوت القهر والظلم قائلا: “أحلم بوظيفة تؤمّن لي الاستقرار، وتلقيت الكثير من الوعود منذ عودتي من طوكيو، المبلغ الذي حصلت عليه مكافأة على الإنجاز، لم يكفيني لشراء شقة بالقرب من اتحاد المعوقين في عرجان مثلا، حيث احتجت إلى تقسيط المبلغ المتبقي والذي تبلغ قيمته ربع المكافأة التي حصلت عليها، لا أملك وظيفة تساعدني على تقسيط المبلغ، وأنا أطرح قضيتي من خلال الرأي العام، فهل ما أطلبه شيء ضخم على بطل أعطى وما يزال يقدم الإنجازات؟ وبصراحة أشعر بالإحباط وينتابني شعور بالقهر على ما أعيشه حاليا، وأقدم صرختي إلى جميع المسؤولين، لعلها تجد آذانا صاغية وتنصفني في الحصول على وظيفة”.

#أحمد #هندي #أرقام #عالمية #وذهبية #أولمبية #لا #تكفيه #للحصول #على #وظيفة

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد