أكاديميون يناقشون جدلية الأدب والجمهور في ملتقى دولي بباتنة

بمشاركة باحثين من الجزائر وقطر ومصر والعراق وإندونيسيا

أكاديميون يناقشون جدلية الأدب والجمهور في ملتقى دولي بباتنة

كانت قاعة المناقشات التابعة لقسم اللغة والأدب العربي بجامعة باتنة على موعد مع تنظيم ملتقى دولي حول الأدب والجمهور، من تنظيم مخبر أبحاث في التراث الفكري والأدبي، وهذا بمشاركة باحثين من جامعات جزائرية ومن بلدان أخرى مثل قطر ومصر والعراق وتونس واندونيسيا، حيث تنوّعت محاور الملتقى بين الجمهور ونظرية التطهير الأرسطية، الجمهور ونظرية الإقناع، الجمهور والأخلاق في التوجه الكلاسيكي، الجمهور والتأثير مع الميلودراما، الجمهور ومنحى التثوير إضافة إلى الجمهور والنظريات العلمية.

عرف الملتقى الدولي حول “الأدب والجمهور” الذي افتتحه رئيس جامعة باتنة1 الأستاذ الدكتور عبد السلام ضيف مشاركة نخبة من الباحثين وفق خاصية الحضور أو المشاركة افتراضيا عبر خاصية زووم، وهذا تحت إشراف رئيس الملتقى الدكتور مداني مدور، حيث تم إلقاء مداخلات متنوعة، وكانت المداخلة الافتتاحية من طرف الدكتورة آمال بوعطيط من جامعة عنابة حول “المتلقي في النقد العربي القديم بين التوجه الأخلاقي وسلطة التخييل الشعري.. حازم القرطاجني أنموذجا”.

أما الدكتور عاشور بارودي فقد ركز على أثر الخطابة السياسة في إقناع الجمهور، فيما تطرّقت الدكتورة إكرام بسدوري من تونس إلى الكتابة النسوية بين الرفض والقبول، أما ربيعة بعلي من أندونيسيا فقد ناقشت “الدعاء والجمهور.. أي علاقة”، لتتواصل المداخلات من طرف باحثين من الجزائر وخارج الوطن، على غرار الدكتور مصطفى الضبع من مصر الذي تطرق إلى الفايسبوك وجماهيرية الأدب، والبروفيسور أحمد جاب الله الذي ناقش رفقة الدكتورة زبيدة بن اسباع “النظرية الأدبية والجمهور الافتراضي”، أما الدكتور عماد عبد اللطيف من قطر فقد كانت مداخلته حول “بلاغة الجمهور في الأدب”، لتتوالى المداخلات من طرف الأساتذة مزواد نسيبة وسوسن ابراشة ونوال جوابلية وخديجة كروش وخميس نادية ومكسح دليلة ووناسة صمادي والجمعي بن حركات وجميلة سيس وربيع بن مخلوف وغيرهم. كما تم برمجة جلسات موازية نشّطها أساتذة وطلبة باحثين.

وأكد رئيس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور طارق ثابت للشروق بأن الجمهور يصاحب حركة التأليف ويتأثر اطرادا بقوة الفن الأدبي، “لأجل ذلك لاحظنا أن كبار المنظرين عبر التاريخ أولوا للجمهور أهمية قصوى وصلت إلى حد التنظير والتأطير وإدراك أن الجمهور يرتقي إلى درجة المتلازمة التي لا ينبغي الاستغناء عنها”، لأنها حسب قوله المعيار الفاصل لازدهار حركة الأدب أو تراجعها، وهو الأمر الذي نبّه إليه مختلف رواد الكلمة، مضيفا أن فهم موقع الجمهور وكيفية التعاطي معه لأجل جعل حركة الأدب أكثر رسوخا وتأثيرا في تاريخ الأمم يقتضي إعادة النظر في هذه الثنائية (الأدب والجمهور) و”تسجيل وقفة مطولة نجمع من خلالها تلك المعطيات المتفاوتة التي أدركت مختلف الأمم تفاصيلها عبر العصور”. وأضاف أنه يمكن حصر إشكالية هذا الملتقى في إطار العلاقة الدقيقة بين الأدب والجمهور، والتي يمكن بلورتها ضمن التساؤلات التالية: هل أن الأدب يشتغل على ترضية الجماهير أو أنه يتعالى ليحقق وعيا أو ذوقا أرفع؟ أم أن علاقة الأدب والجمهور تحكمها علاقات تخضع لآليات نفسية على مستوى الذوق يستشعرها المؤلف فيستجيب لها تلقائيا؟ أم أن هذه العلاقة يحكمها وعي اجتماعي تتحقق بفعل نفاذ بصيرة المؤلف إلى تلك الروح الاجتماعية العامة؟ أم هي مجرد تقاليد تتفاوت من جنس أدبي إلى آخر والنقد يؤطرها ويحددها؟!

وقد انحصرت أهداف الملتقى في جملة نقاط منها الوقوف على النظريات التي فسّرت العلاقة بين الأدب والجمهور، ومحاولة استيعاب النظريات العلمية الحديثة التي شرحت هذه العلاقة بين الأدب والجمهور وفق التوجهات الحديثة لعلمي الاجتماع والنفس، والسعي إلى فهم التوجهات الأدبية التي سعت إلى تأسيس فهم علمي دقيق وفق أدوات نقدية مؤسسة من داخل الأدب.

#أكاديميون #يناقشون #جدلية #الأدب #والجمهور #في #ملتقى #دولي #بباتنة

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد