- الإعلانات -

- الإعلانات -

أوروبا تواجه كارثة ديموجرافية

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) تتجه‭ ‬القارة‭ ‬العجوز،‭ ‬أوروبا،‭ ‬نحو‭ ‬شتاء‭ ‬ديموجرافي‭ ‬تتأثر‭ ‬به‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬المواليد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسة‭ ‬عائلية‭ ‬طموحة‭. ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬التاريخية‭ ‬عديدة‭.‬

لم‭ ‬يعد‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬إبطاء‭ ‬حجم‭ ‬الانهيار‭ ‬الديموجرافي‭ ‬القادم،‭ ‬ولكن‭ ‬التحضير‭ ‬له‭.. ‬كيف؟‭ ‬ليس‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬زيادة‭ ‬الهجرة،‭ ‬كما‭ ‬يُنادى‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬لأن‭ ‬الشتاء‭ ‬الديمغرافي،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مقلقًا‭ ‬ومزعجًا،‭ ‬‮»‬سيكون‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ميزة‭ ‬إخراجنا‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‭ ‬قديم‮«‬‭.‬

تتقارب‭ ‬المؤشرات‭ ‬الديمغرافية‭: ‬دخلت‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬صدمة‭ ‬ديمغرافية‭ ‬دائمة‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭. ‬سينخفض‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬مع‭ ‬الاختفاء‭ ‬التدريجي‭ ‬لجيل‭ ‬طفرة‭ ‬المواليد‭.‬

في‭ ‬غضون‭ ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬أو‭ ‬نحو‭ ‬ذلك،‭ ‬ستكون‭ ‬القارة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬روسيا،‭ ‬قد‭ ‬نمت‭ ‬من‭ ‬743‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬مليون،‭ ‬وربما‭ ‬أقل‭. ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬المواليد‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ (‬6.2‭ ‬ملايين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭) ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬لسنوات‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التأثير‭ ‬سيزداد‭. ‬يُعد‭ ‬افتراض‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬البالغ‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬نطاقًا‭ ‬عاليًا‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬ولكنها‭ ‬أقدم‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1900‭.‬

تشارك‭ ‬اليابان‭ ‬والدول‭ ‬الغنية‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬مماثل،‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬رغبات‭ ‬السكان‭ ‬الأغنياء‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المتقدمة،‭ ‬ولا‭ ‬يرضي‭ ‬قادتهم‭.‬

تم‭ ‬تحديد‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬المواليد‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬لمدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ (‬2010‭)‬،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬اختفت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬العقد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحويل‭ ‬جزيرة‭ ‬مايوت‭ ‬إلى‭ ‬مقاطعة‭ ‬وربط‭ ‬10‭.‬000‭ ‬مولود‭ ‬فيها‭ ‬بالشخصيات‭ ‬الوطنية،‭ ‬تسارعت‭ ‬وتيرتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬

في‭ ‬11‭ ‬عامًا،‭ ‬انخفض‭ ‬معدل‭ ‬المواليد‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭.‬5 ‭%‬ ‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ (-‬100.000‭ ‬ولادة‭). ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬تتسارع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬كوفيد،‭ ‬مع‭ -‬13 ‭%‬ ‭ ‬من‭ ‬المواليد‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬مقارنة‭ ‬بشهر‭ ‬يناير‭ ‬2020‭. ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060،‭ ‬سيكون‭ ‬لدى‭ ‬فرنسا،‭ ‬مثل‭ ‬ألمانيا،‭ ‬50‭ ‬إلى‭ ‬55‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭.‬

أخبار‭ ‬متطابقة‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬وشرق‭ ‬وشمال‭ ‬القارة‭. ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬إيطاليا‭ ‬يتناقص‭ ‬الآن،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭. ‬فقدت‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬تماشيًا‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬خروج‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬التي‭ ‬أرادت‭ ‬الضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عودة‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬وشرق‭ ‬أوروبا‭.‬

هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬روسيا‭ ‬والمجر‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬الأسرية،‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬سكانها،‭ ‬وهو‭ ‬أيضًا‭ ‬حاد‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬رومانيا‭ ‬وبلغاريا‭ (-‬5 ‭%‬ ‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬سنوات‭).‬

تمكنت‭ ‬ألمانيا،‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬أوروبا،‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬سكانها‭ ‬منذ‭ ‬إعادة‭ ‬التوحيد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جذب‭ ‬الهجرة‭ ‬الثلاثية‭: ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ودول‭ ‬أوروبية‭ ‬أخرى،‭ ‬ومن‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ (‬روسيا‭ ‬والجمهوريات‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة،‭ ‬سوريا،‭ ‬إفريقيا،‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭).‬

كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬والبرتغال‭ ‬وكرواتيا‭ ‬ودول‭ ‬البلطيق،‭ ‬يتناقص‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬الألمان‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭ (‬واحد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أربعة‭ ‬ألمان‭ ‬مهاجر‭ ‬أو‭ ‬ابن‭ ‬لمهاجر،‭ ‬وواحد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭). ‬الوضع‭ ‬مقلق‭ ‬للغاية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التأخير‭ ‬قليلاً‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬والبرتغال‭ ‬واليونان‭. ‬لقد‭ ‬غادر‭ ‬الشباب‭ ‬العاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬لمدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬شمال‭ ‬أوروبا،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬سكانها،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬إيطاليا‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬35‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬ممكنة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا‭ (‬60‭ ‬مليونًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭)‬،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬البابا‭ ‬تأثر‭.‬

حافظ‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬الصافي‭ ‬لسكانه‭ ‬لمدة‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسة‭ ‬هجرة‭ ‬نشطة‭ (‬اتحاد‭ ‬27‭ ‬لديه‭ ‬22‭ ‬مليون‭ ‬مهاجر‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬ثالثة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬لا‭ ‬يشمل‭ ‬أطفالهم،‭ ‬لا‭ ‬المتجنسين‭ ‬ولا‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭)‬،‭ ‬لكنها‭ ‬أخذت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الانخفاض‭ ‬المقبل‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬الاتحاد‭.‬

وفقًا‭ ‬لـ Eurostat ،‭ ‬سينخفض‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬447‭ ‬مليونًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬420‭ ‬مليونًا‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2080،‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يتضمن‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬الاستباقي‭ ‬استمرار‭ ‬تدفق‭ ‬الهجرة‭ ‬السنوية‭ ‬بمليوني‭ ‬شخص‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬2080،‭ ‬سيكون‭ ‬للاتحاد‭ ‬ثلث‭ ‬سكان‭ ‬القارات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وفقًا‭ ‬لتوصية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬صياغتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬أولي‭ ‬عام‭ ‬حول‭ ‬‮»‬الهجرة‭ ‬البديلة‮«‬‭. ‬تأثرت‭ ‬بشدة‭ ‬ببلدان‭ ‬الجنوب،‭ ‬وأوصت‭ ‬بـ139‭ ‬مليون‭ ‬مهاجر‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2000‭ ‬و2025‭ (‬أي‭ ‬5‭.‬6‭ ‬ملايين‭ ‬في‭ ‬السنة‭).‬

من‭ ‬المفارقات‭ ‬أن‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬فوق‭ ‬700‭-‬730‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬لعدة‭ ‬عقود،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الانهيار‭ ‬المستمر‭ ‬لمعدل‭ ‬المواليد‭. ‬وهذا‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬عاملين‭ ‬رئيسيين‭:‬

الأول‭ ‬هو‭ ‬زيادة‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬لجيلين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬جيل‭ ‬طفرة‭ ‬المواليد،‭ ‬وهو‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الأوروبي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬أو‭ ‬إسبانيا،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬فرنسا‭ ‬أو‭ ‬ألمانيا،‭ ‬تم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬معدل‭ ‬المواليد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬متأخر‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬1965‭.‬

والثاني‭ ‬هو‭ ‬الهجرة‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬منذ‭ ‬الستينيات،‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المستعمرة‭ ‬سابقًا،‭ ‬ومن‭ ‬دول‭ ‬كبيرة‭ ‬ثم‭ ‬فقيرة‭ (‬الصين‭ ‬وتركيا‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬عودة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬من‭ ‬الإمبراطوريات‭ ‬القديمة‭ (‬لاتينية‭). ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬وإفريقيا‭ ‬لأوروبا‭ ‬الغربية،‭ ‬وآسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬للروس‭).‬

أدت‭ ‬الآثار‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المشتركة‭ ‬لهذه‭ ‬الهجرات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الصدمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬أوروبا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬ديناميكية‭ ‬الهجرة‭ ‬التي‭ ‬تنشدها‭ ‬بروكسل‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬الجنوب‭.‬

الانهيار‭ ‬الدائم‭ ‬للنمو‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬البطالة‭ ‬والعمالة‭ ‬الناقصة‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬القارة،‭ ‬آثار‭ ‬الموجة‭ ‬‮»‬الشعبوية‮«‬‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬هجرة‭ ‬المستوطنات‭ ‬من‭ ‬مدريد‭ ‬إلى‭ ‬موسكو‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬هوية‭ ‬أوروبا‭ ‬المنكوبة‭. ‬بسبب‭ ‬العولمة،‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬النمو‭ ‬البيئي‭ ‬للشباب‭ ‬الأوروبيين‭ ‬الذين‭ ‬ينقلبون‭ ‬ضد‭ ‬معدل‭ ‬المواليد‭ ‬نفسه،‭ ‬يستبعد‭ ‬سيناريو‭ ‬‮»‬الهجرات‭ ‬البديلة‮«‬‭ ‬الذي‭ ‬أوصت‭ ‬به‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬هجرة‭ ‬الاستيطان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬أثران‭ ‬سلبيان،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إبطال‭ ‬القرار‭ ‬المالتوسي‭ ‬للشباب‭ ‬الأوروبيين‭. ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬هجرة‭ ‬العمالة‭ ‬غير‭ ‬الماهرة‭.‬

إن‭ ‬مثال‭ ‬فرنسا‭ ‬مثير‭ ‬للاهتمام‭. ‬هذا‭ ‬الأخير،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬البطالة‭ ‬وتزايد‭ ‬الديون،‭ ‬ينسق‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬هجرة‭ ‬غير‭ ‬ماهرة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬بفضل‭ ‬المنطق‭ ‬الكينزي‭ ‬والإنتاجي‭ ‬الذي‭ ‬عفا‭ ‬عليه‭ ‬الزمن،‭ ‬يأمل‭ ‬حكامنا‭ ‬بالتالي‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬عامل‭ ‬العمل‭ ‬والاستهلاك‭ ‬لتعزيز‭ ‬النمو‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فكلما‭ ‬زاد‭ ‬تنوع‭ ‬السكان‭ ‬الفرنسيين‭ ‬وزاد‭ ‬عددهم‭ ‬انخفض‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬سلبيًا‭ (‬انخفض‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬45334‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬إلى‭ ‬39257‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭). ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ألمانيا‭ ‬وسويسرا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬العاطلين‭ (‬مليون‭ ‬في‭ ‬1975،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬اليوم‭)‬،‭ ‬وازداد‭ ‬اتساع‭ ‬ديون‭ ‬الدولة‭ ‬والعجز‭ ‬التجاري‭.‬

التأثير‭ ‬السلبي‭ ‬الآخر‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬ألمانيا‭ ‬تجاه‭ ‬بلدان‭ ‬جنوب‭ ‬أوروبا،‭ ‬وفرنسا‭ ‬تجاه‭ ‬إفريقيا‭ ‬ودول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭: ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استيراد‭ ‬المديرين‭ ‬التنفيذيين‭ (‬الأطباء‭ ‬الأفارقة‭ ‬والمتخصصين‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬لفرنسا،‭ ‬والمديرين‭ ‬التنفيذيين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬أوروبا‭).. ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬البلدان‭ ‬الفقيرة‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬وضعها،‭ ‬ويعيق‭ ‬تنميتها،‭ ‬وامتصاص‭ ‬المصادر‭ ‬الرئيسية‭ ‬للتخلف‭: ‬نقص‭ ‬تأهيل‭ ‬القوى‭ ‬العاملة،‭ ‬والعمل،‭ ‬وتدهور‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬للسكان،‭ ‬والاعتماد‭ ‬التكنولوجي‭. ‬في‭ ‬2019‭-‬2020،‭ ‬خسرت‭ ‬تونس‭ ‬80 ‭%‬ ‭ ‬من‭ ‬ترقيتين‭ ‬للأطباء‭ ‬الخريجين‭ ‬الشباب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬2500‭ ‬مهندس‭ ‬في‭ ‬2020‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬استيراد‭ ‬العمالة‭ ‬غير‭ ‬الماهرة،‭ ‬تعمل‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬مفاقمة‭ ‬مشاكلها‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬القفزة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬للروبوتات‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬اليابانية‭.. ‬واستيراد‭ ‬الأدمغة‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬التخلف‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تدخل‭ ‬دول‭ ‬الهجرة‭ ‬نفسها‭ ‬مرحلة‭ ‬ديمغرافية‭ ‬جديدة‭ ‬إذ‭ ‬ستصبح‭ ‬الكوادر‭ ‬المتاحة‭ ‬شحيحة،‭ ‬وستزداد‭ ‬احتياجاتها‭ ‬العمالية‭ ‬بسبب‭ ‬شيخوخة‭ ‬سكانها‭.‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬أوروبا‭ ‬مدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬التقييم‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬موارد‭ ‬داخلية‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬عللها‭. ‬النتيجة‭ ‬هي‭ ‬عدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬مستقبل‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‭. ‬التكاثر‭ ‬حقيقة‭ ‬من‭ ‬حقائق‭ ‬الطبيعة‭ ‬والهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬للكائنات‭ ‬الحية‭. ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الثقافة،‭ ‬الولادة‭ ‬هي‭ ‬فعل‭ ‬إيمان‭ ‬بالمستقبل‭ ‬والثقة‭. ‬

يتحملون‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭. ‬من‭ ‬المفهوم‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬انحرفت‭ ‬نحو‭ ‬الشمولية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ (‬روسيا،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬اليابان‭) ‬تمر‭ ‬بألم‭ ‬وجودي،‭ ‬مما‭ ‬يقوض‭ ‬زخمها‭ ‬الحيوي‭. ‬لكن‭ ‬أوروبا‭ ‬المتوسطية‭ ‬ليست‭ ‬قلقة‭: ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬معدل‭ ‬المواليد‭ ‬أعلى‭ ‬هناك‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬امتدت‭ ‬خيبة‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬الكاثوليكية‭. ‬إزالة‭ ‬المسيحية،‭ ‬وتدهور‭ ‬السياسات‭ ‬الأسرية‭ (‬كانت‭ ‬الجبهة‭ ‬الشعبية‭ ‬قد‭ ‬اخترعت‭ ‬سياسة‭ ‬الولادة‭)‬،‭ ‬وتعزيز‭ ‬النزعة‭ ‬الفردية‭ ‬والجنس‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ -‬الغرب‭ ‬هو‭ ‬الحضارة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لبناته‭ ‬الصغيرات‭ ‬في‭ ‬المزاد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديمهم‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المواد‭ ‬الإباحية‭ ‬المعولمة‭- ‬قوضت‭ ‬أسسها‭ ‬الأنثروبولوجية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬ركائز‭ ‬القوة‭ ‬الفكرية‭ ‬والفنية‭ ‬لأوروبا‭ ‬وإثمارها‭ ‬المذهلين‭.‬

لمدة‭ ‬ستين‭ ‬عامًا،‭ ‬حاربت‭ ‬فرنسا‭ ‬بنجاح‭ ‬ضد‭ ‬شياطينها‭ ‬المالتوسية،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة،‭ ‬انقلب‭ ‬المثقفون‭ ‬والسياسيون‭ ‬ضد‭ ‬الأسرة،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬وُصف‭ ‬بأنه‭ ‬هيكل‭ ‬من‭ ‬القمع،‭ ‬وأرض‭ ‬خصبة‭ ‬للتفاوتات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وحتى‭ ‬مكان‭ ‬للشذوذ‭.‬

إن‭ ‬التفكك‭ ‬المنهجي‭ ‬للقانون‭ ‬المدني‭ ‬النابليوني‭ ‬لمدة‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬الدولة‭ ‬الأقل‭ ‬زواجًا‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬اختفاء‭ ‬الزواج،‭ ‬احتفال‭ ‬مبهر‭ ‬بالشباب‭ – ‬يتألق‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬والسلام‭ – ‬يترك‭ ‬فجوة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬المسنة‭.‬

ويقترن‭ ‬ذلك‭ ‬بتقليل‭ ‬المساعدات‭ ‬للأسر،‭ ‬وإفقار‭ ‬الشباب‭ – ‬الذين،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أرادوا،‭ ‬لا‭ ‬يتمكنون‭ ‬من‭ ‬الزواج‭ ‬بشكل‭ ‬احتفالي‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ – ‬والإغلاق‭ ‬المنهجي‭ ‬لمستشفيات‭ ‬الولادة‭ ‬المحلية‭ ‬وأطباء‭ ‬الأطفال‭ ‬وأطباء‭ ‬التوليد‭.. ‬والأمثلة‭ ‬كثيرة‭.‬

سيستمر‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬المواليد‭ ‬وتزداد‭ ‬حدته‭. ‬بدون‭ ‬دعم‭ ‬المعدل‭ ‬الخارق‭ ‬لمهاجريها‭ ‬وأبنائها،‭ ‬ستكون‭ ‬فرنسا‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جيرانها‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الشمال‭. ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬تفكيك‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قاد‭ ‬إلى‭ ‬طفرة‭ ‬المواليد‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭.‬

عاش‭ ‬الشباب‭ ‬الفرنسي‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬المستقبل،‭ ‬ومن‭ ‬البطالة‭ ‬والتراجع،‭ ‬والآن‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬البيئي‭. ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬وباء‭ ‬كوفيد‭ ‬الذي‭ ‬يدمر‭ ‬الآن‭ ‬دافع‭ ‬الحياة‭. ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬متغيرة،‭ ‬يتجه‭ ‬معدل‭ ‬المواليد‭ ‬الفرنسيين‭ ‬نحو‭ ‬مستوى‭ ‬منخفض،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬وإيطاليا‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬وعواقبه؟‭ ‬الملاحظة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬القيام‭ ‬بها،‭ ‬بمجرد‭ ‬نسيان‭ ‬المنطق‭ ‬الإنتاجي‭ ‬الذي‭ ‬سيطر‭ ‬على‭ ‬أذهان‭ ‬الناس‭ ‬منذ‭ ‬الستينيات،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬السقوط‭ ‬الديمغرافي‭ ‬الذي‭ ‬بدأ،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬خبرًا‭ ‬سيئًا‭ ‬للغاية،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ميزة‭ ‬إخراجنا‭ ‬من‭ ‬القديم‭. ‬

سوف‭ ‬يفرض‭ ‬حلولاً‭ ‬للأمراض‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭. ‬عانى‭ ‬الفرنسيون‭ ‬مدة‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ ‬مقارنة‭ ‬بالقوى‭ ‬العظمى‭. ‬تعاني‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬مزعجة‭ ‬في‭ ‬نظامها‭ ‬التعليمي‭ ‬المتدني‭ ‬الأداء،‭ ‬بحسب‭ ‬بيزا،‭ ‬ومن‭ ‬أحدث‭ ‬مظاهرها‭ ‬نقص‭ ‬المعلمين‭ ‬المؤهلين‭.‬

لطالما‭ ‬عانت‭ ‬الأجيال‭ ‬الشابة‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬الجماعية‭. ‬يعاني‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬هيكلي‭ ‬في‭ ‬الإسكان،‭ ‬وهو‭ ‬السبب‭ ‬الجذري‭ ‬لإفقار‭ ‬الأجيال‭ ‬الشابة‭ – ‬وفقًا‭ ‬للمعادلة‭: ‬لا‭ ‬سكن،‭ ‬ولا‭ ‬زوجان،‭ ‬ولا‭ ‬طفل‭ – ‬وأخيراً‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬البيئية‭: ‬السباق‭ ‬إلى‭ ‬البناء‭ ‬يغذي‭ ‬الامتداد‭ ‬الحضري‭ ‬ويصيب‭ ‬الإقليم‭.‬

سيؤدي‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الشباب‭ ‬والزيادة‭ ‬الميكانيكية‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ (‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭) ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ – ‬يزداد‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬العاملين‭ ‬نسبيًا‭ – ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬معدل‭ ‬إشراف‭ ‬الطلاب،‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬الاستيعاب‭ ‬في‭ ‬المعلمين،‭ ‬ما‭ ‬يضطر‭ ‬الشركات‭ ‬المصنعة‭ ‬والخدمات‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬الروبوتات‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لأزمة‭ ‬الإسكان‭.‬

إذا‭ ‬تسارع‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬فستكون‭ ‬الزراعة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬النوعي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التلوث‭. ‬إن‭ ‬احتمال‭ ‬عودة‭ ‬التضخم‭ ‬سيجعل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تخفيض‭ ‬الديون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معاقبة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الممتلكات‭ (‬من‭ ‬خلال‭ ‬معاقبة‭ ‬المدخرين،‭ ‬هذا‭ ‬صحيح‭): ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسريع‭ ‬نقل‭ ‬الثروة‭ ‬الموروثة‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬طفرة‭ ‬المواليد‭ ‬الأثرياء،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬المديونية‭.‬

سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬دورة‭ ‬الائتمان‭ ‬الفاضلة‭ ‬في‭ ‬الستينيات،‭ ‬مع‭ ‬فرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬التصنيع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكثيف‭ ‬التقدم‭ ‬التقني‭. ‬كان‭ ‬المجتمع‭ ‬الياباني‭ ‬يقود‭ ‬الطريق‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭. ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬أو‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬الإنتاجية‭. ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬تعانقنا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الانحدار‭ ‬الديمغرافي‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشجع‭ ‬الانخفاض‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬المتقدمة،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬الابتكار‭ ‬والتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬بتفاؤل‭. ‬إذا‭ ‬تحسنت‭ ‬الظروف‭ ‬العامة‭ ‬والقيود‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬أحلام‭ ‬الشباب‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬جيل‭ ‬واحد،‭ ‬فسيكون‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬استعادة‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬تخلى‭ ‬عنه‭ ‬الكثيرون‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬تغلب‭ ‬الجنس‭ ‬البشري‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬المفاجئة‭ ‬والمروعة‭. ‬تقدم‭ ‬الديمغرافيا‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭. ‬الأمر‭ ‬متروك‭ ‬لنا‭ ‬لاغتنام‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬دوافع‭ ‬الموت‭ ‬التي‭ ‬تخنقنا،‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬يجدد‭ ‬الأمل‭.‬

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فرنسي‭ ‬

لوفيجارو

MENAFN14102021000055011008ID1102973575

#أوروبا #تواجه #كارثة #ديموجرافية

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد