- الإعلانات -

- الإعلانات -

إغلاق قوس الفوضى – اتجاهات – مقالات

نتمنى أن تصبح كل الشهور يوليو، لكي نتخلص من هذه الجماعة الإرهابية في ربوع العالم. 3 يوليو 2013، كان فاصلاً لإنهاء حكم «الإخوان» في مصر، و25 يوليو 2021، أيضاً جاء فاصلاً لإغلاق قوس الفوضى الإخوانية في تونس.
لم تعد لدى الشعب التونسي رفاهية الانتظار على تغلغل حركة النهضة الإخوانية في مفاصل الدولة، فقد بلغ السيل الزُّبى، الانهيارات تتوالى على مختلف الأصعدة جراء وجود الإخوان. تونس على حافة الهاوية. الصمت خيانة. الوطنية تتطلب قرارات واضحة وقوية لا تقبل القسمة على وجهات النظر.
الرئيس التونسي قيس سعيد، لبى نداء شعبه، أصدر قراراته في التوقيت المهم والخطير، ما توافر لديه من معلومات تتعلق بالأمن القومي التونسي، دفعه إلى استخدام حقه الدستوري في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية البلاد. الخلاص من الإخوان مطلب وجودي، عبر عنه التونسيون بخروجهم إلى الشارع، احتفالاً بقرارات الرئيس التونسي، ورسالة تأييد تسعى للمزيد، من أجل تطهير مؤسسات الدولة التونسية، وتصحيح المسار، الذي تم اختطافه منذ ما يسمى بـ«الربيع العربي».

المشهد التونسي الآن، يطرح العديد من علامات الاستفهام: إلى أين تسير الأوضاع في تونس؟ وما مستقبل حركة النهضة، الذراع الإخوانية في تونس؟ وما المطلوب من الشعب التونسي لدعم قرارات الرئيس؟
كل المؤشرات تقول بضرورة اقتلاع الإخوان، وحتمية الحفاظ على المسار الوطني للدولة ومؤسساتها، سيما أن الأوضاع الاقتصادية تسجل أدنى معدلاتها خلال عقد مضى، وارتفاع غير مسبوق في حجم الدين، والبطالة وعجز الموازنة، وانخفاض مخيف في معدلات النمو، يأتي ذلك في ظل عدم قدرة تونس، على الوفاء بالتزامات صندوق النقد الدولي، كي تتمكن من الحصول على قروض جديدة، ودخول جائحة «كورونا» على الخط، لتزيد من تعقيدات الوضع الاقتصادي، بعد أن صنف تقرير منظمة الصحة العالمية الوضع في تونس، بأنه الأصعب في العالم العربي وأفريقيا. انهارت المنظومة الصحية، فشلت الحكومة الإخوانية في تقديم خدمات طبية للشعب، لم يحتمل الشعب التونسي، وهو يرى دولته، بعمقها الثقافي والحضاري، تعاني تحت وطأة حكم المرشد، ويسيطر عليها الفكر الظلامي، فوضع عدة مطالب، استجاب لها الرئيس التونسي.
اللحظة فارقة، الشارع التونسي لن يهدأ، دون تحقيق الخلاص من حكم النهضة، ودون تطهير مؤسسات الدولة من العناصر الإرهابية، حركة النهضة كشفت عن الفشل المعتاد لتجارب الإخوان في تولي المسؤولية، وأكدت أن مفهوم الدولة الوطنية يتعارض مع مبدأ السمع والطاعة، وأيضاً لا يتفق مع مشروعها الاستحواذي ودورها الوظيفي، ومن ثم فإنها تحرص دائماً على العمل السري، حتى إن كانت في سدة الحكم.
الشعب التونسي قال كلمته، الرئيس اتخذ التدابير اللازمة لصون مقدرات الدولة، انطلق القطار الوطني التونسي، غير مسموح فيه بركاب من النهضة الإخوانية، المحطة الرئيسية اسمها (الهوية التونسية)، حركة النهضة سجلت أعلى معدلات التراجع خلال عقد مضى، فقدت ثقة المواطن، مؤسسات الجيش والشرطة التونسية مرابطة في خدمة الشعب.
وسط هذه التحولات المهمة في المشهد التونسي، أرى بعض الملاحظات التي يجب التوقف أمامها جلياً، ويأتي في مقدمتها: ضرورة تحلِّي الشعب التونسي بالصمود وسياسة النفس الطويل، حتى يحقق مطالبه في الخلاص من حكم (الغنوشي)، والحفاظ على هوية الدولة الوطنية التونسية وأمنها القومي، هذه ملاحظة أولى، أما الملاحظة الثانية فهي، ضرورة تقديم كل الدعم العربي للشعب والرئيس التونسي، سيما أن إزاحة الإخوان من تونس، ستكون لها ارتدادات إيجابية على المنطقة والإقليم.
الملاحظة الثالثة، أن تفاصيل المشهد التونسي تؤكد حالة الهذيان والضعف، التي تعتري حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، سيما أنها تتعرض لحالة حصار عربي وإقليمي ودولي، ففي أوروبا انتفضت الماكينات التشريعية لإصدار قوانين تواجه عنف وتطرف وإرهاب هذه الكيانات، ومن ثم، فإنها تحاول التجريب مرة ثانية في تونس، ظناً منها بإمكانية إعادة نشر الفوضى من جديد، وهذا يقودنا إلى ضرورة الانتباه إلى هذا الأمر، والتضافر والتماسك والوحدة لتجفيف منابع هذه التنظيمات والقضاء على تجربتها السوداء في تونس.
* رئيس تحرير مجلة «الأهرام العربي»

طباعة
Email
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد