- الإعلانات -

- الإعلانات -

اتحاد الشغل التونسي يدعو صندوق النقد إلى تفهم هشاشة الوضع الاجتماعي

قال الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي نور الدين الطبوبي، إنه منفتح على الإصلاحات الاقتصادية، بشرط أن تحترم السيادة الوطنية، داعياً صندوق النقد والمقرضين إلى تفهم خصوصية الوضع الاجتماعي الهش في البلاد بعد ثورة نقلتها إلى نادي البلدان الديمقراطية.

وشرح الأمين العام لاتحاد الشغل، قائلاً: “نعي جيداً أننا نحتاج إصلاحات، ولكن إصلاحات تحترم السيادة الوطنية ودون شروط… لكل بلد خصوصيته، ولا يمكن مثلاً أن تُطبق السياسة التي جرت في اليونان أو في مصر في تونس”.

وكان صندوق النقد قد حذّر من أن العجز المالي لتونس سيتفاقم إلى أكثر من تسعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي إذا لم تسيطر الحكومة على مخصصات الدعم والأجور العامة، وذلك في ظل الاحتجاجات المستمرة في تونس، مطالبة بالشغل والتنمية منذ عشرة أيام في أرجاء البلاد.

وتسعى تونس التي تحتاج إلى قروض خارجية بقيمة خمسة مليارات دولار في 2021 إلى التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد بشأن برنامج تمويل جديد يسمح لها بتمويل العجز المالي ويتيح لها الاقتراض من السوق المالية الدولية.

 

وقال الطبوبي: “على صندوق النقد والمقرضين أن يتفهموا خصوصية الوضع الاجتماعي الهش في تونس، في البلد الذي يُعتبر استثناءً في المنطقة”. وأضاف أن الاتحاد يريد أن يتفاوض مع حكومة قوية للاتفاق بشأن الإصلاحات الاقتصادية، لافتاً إلى أنه مستعد لدراسة كل المؤسسات العامة حالة بحالة.

وذكر أنه لا يمانع على سبيل المثال تقليص حجم القوة العاملة في بعض الشركات بشكل خاص إذا كان ذلك ضرورياً، لكنه شدد على أنه يجب أولاً على الدولة أن تعين مسؤولين أكفياء وتوفر حوكمة رشيدة وتنهي البيروقراطية التي تعوق العمل في مناخ تنافسي.

واستدل على ذلك بأن اتحاد الشغل وافق على تسريح 1200 موظف من شركة الخطوط التونسية لتخفيف العبء على الشركة، لكن الدولة لم تلتزم حتى الآن تعهداتها المالية، ما عطل تنفيذ الاتفاق.

ويعاني الاقتصاد التونسي أزمة غير مسبوقة مع عجز ميزانية قياسي بلغ 11.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية 2020، إضافة إلى صعوبات كبيرة تواجهها الشركات العامة التي تشكو عجزاً مالياً ضخماً.

وذكر الطبوبي أن من الإصلاحات العاجلة الضرورية إقرار العدالة الضريبية بين الجميع، معتبراً أنّ من الإجحاف أن 75 بالمئة من الضرائب يدفعها الموظفون، بينما تدفع البنوك وشركات التأمين وغيرها 20 بالمئة، فيما يساهم القطاع الخاص فقط بخمسة بالمئة منها.

وبينما يُلقي سياسيون باللوم على اتحاد الشغل ويتهمونه بأنه معارض شرس لإصلاح الاقتصاد ويسعى فقط إلى تعزيز نفوذه في الشركات العامة، يرى الأمين العام للاتحاد أن هذه الادعاءات “سخيفة وتدل على ضعف سياسيين لا يلتزمون تعهداتهم ولا يعرفون الإصلاحات إلا عبر الخصخصة”.

وقدم اتحاد الشغل مبادرة لإجراء حوار وطني يضم الفرقاء السياسيين بهدف التوصل إلى اتفاق واسع حول إصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة تحتاجها البلاد للخروج من الأزمة التي تتخبط فيها.

ويهدف المقترح إلى الاتفاق حول إصلاح النظام الانتخابي الذي لا يسمح لأي طرف بالفوز بأغلبية واضحة إضافة إلى مراجعة تمويل الأحزاب وطرح نقاش وطني حول طبيعة النظام السياسي.

وقال الرئيس قيس سعيد نهاية الشهر الماضي إنه قبل المبادرة التي سيشارك فيها شبان من أرجاء البلاد. لكن حتى الآن لم يُعلن أي موعد للحوار، ما يعزز الشكوك حول انعقاده وسط خلافات سياسية عميقة وتوتر بين اللاعبين الرئيسين في البلاد.

وحذر الطبوبي من أنه إذا لم يحصل ذلك، فإن اتحاد الشغل لن يبقى مكتوف الأيدي ولديه تصورات لإنقاذ البلاد.

وأضاف لرويترز أن الاتحاد لديه أوراق سيكشفها في الوقت المناسب ولن يترك البلد يغرق، معتبراً أن “الصمت خيانة لمبادئ ودماء شهداء ثورة الكرامة، ولنحمِ كامل المسار من الانهيار”.

لكن الطبوبي رفض أن يكشف كيف يمكن الاتحاد أن يتحرك إذا استمرت التجاذبات السياسية ولم يحصل اتفاق ينهي أزمة البلاد اقتصادياً واجتماعياً.

ويُنظر إلى اتحاد الشغل على نطاق واسع في تونس على أنه أكبر قوة في تونس، وله نفوذ يفوق كل الأحزاب السياسية مدعوماً بأكثر من مليون منخرط.

(رويترز)

المصدر

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد