اجتياح أوكرانيا..اجتياح بيروت و”الشيزوفرينيا السياسية”!

أمد/ كتب حسن عصفور/ من الفوائد الجانبية لـ “حرب أوكرانيا” التي يتطلع لها الفلسطيني الخال من “الجين الخنوعي”، وكما العربي المتطلع لحرية من تبعية طال أمدها، انها تفتح باب كل “مبيقات محور الشر الغربي”، والذي ما كان ممكنا دون ما أقدمت عليه روسيا بعمليتها العسكرية يوم 24 فبراير 2022.

دون انتظار نتائج “حرب أوكرانيا”، والتي ستفرض تغييرا جوهريا في الخريطة الجيوسياسية، ففتح ملف “الشرعية الدولية” والجنائية الدولية والعقوبات الشاملة بسرعة قياسية والحديث عن “جرائم حرب” تستوجب المحاسبة، هي فرصة ربما تكون “تاريخية” للشعب الفلسطيني، قوى ومؤسسات ومعها ممثل رسمي الى جانب “حكومة قطاعية” في غزة، لإعادة ترتيب أوراقها مبكرا كي تكون على طاولة البحث الدولي.

ومن أجل إعادة الاعتبار لمحطات تاريخية من جرائم حرب دولة الكيان، وكيفية سلوك المحور العربي الاستعماري نحوها، تعود الذاكرة الى أول اجتياح إسرائيلي لعاصمة عربية، عندما قررت حكومة الكيان اجتياح لبنان وصولا الى بيروت، بقيادة وزير الجيش أريك شارون، وتحت هدف “طرد منظمة التحرير، رئاسة وقوات ومؤسسات” من لبنان.

معركة اجتياح بيروت، التي بدأت يوم 4 يونيو 1982، حتى يوم 30 أغسطس 1982 يوم مغادرة الخالد المؤسس ياسر عرفات بباخرة متوجها الى تونس، معركة بررتها دولة الكيان، بوجود تهديد أمني عليها من قبل قوات الثورة، رغم أن لبنان بلد مستقل، وهو دون غيره من يملك الحق بالتعامل مع وجود الثورة والمنظمة، ولكن دولة الكيان، استبدلت الشرعية الرسمية بشرعية البلطجة الغازية
خلال ما يعرف بمعركة الـ “80 يوم” كان “محور الشر الاستعماري الغربي” يقف بقوة مع العدوان والغزو واحتلال عاصمة عربية.

خلالها، سارعت أمريكا، ومعها بعض العرب وجهات لبنانية، لفرض صيغة طرد تهين الثورة والمنظمة، ولم تكن تتوقع قدرة التحدي والتصدي لقوات الثورة الفلسطينية اللبنانية، بحيث أصبحت بلدات ومدن لبنانية رموزا كفاحية، لمعت منها قلعة الشقيف، الدامور والمية مية، صيدا وصور، ومنطقة المتحف، حيث أعلنت دولة الكيان تقدم قواتها بالأمتار…

مسار معركة أعاد رسم معادلة “الطرد” التي كانت ضمن توافق غير معلن بين أطراف متعددة، ووضعت الثورة والقائد ياسر عرفات شروطا تجاوبت مع رغبة أطراف من الحركة الوطنية اللبنانية، شريكة المعركة من أجل الخروج، ليس تحت وقع هزيمة ولكنها، استدراكا لشركاء المسار من أهل لبنان.

كان ياسر عرفات آخر المغادرين وهو يعلن أن طريقه فلسطين، رغم ان باخرته اتجهت بحرا الى تونس.

اجتياح بيروت، رأته أمريكا ومحورها الاستعماري “حق شرعي” لدولة تمارس “العدوانية” في كل اتجاه، فيما اجتياح أوكرانيا، عمل عدواني يستوجب شن حرب عالمية ثالثة غير مسلحة، وبلغة سوقية فريدة، عندما تدافع عن نظام يرتكب جرائم حرب كحق شرعي، فيما ترى حق دولة بصيانة أمنها جريمة حرب تستوجب تشكيل تحالف عالمي لمواجهته.

بالتأكيد، الحديث عن “شيزوفرينيا” السياسة الدولية ليس استجداء لتغيير، بل لتذكير بعض مغفلي “الزفة” أن أمريكا ليست بلدا للحرية والتحرر وحماية الشعوب، بل هي وكر الإرهاب واللصوصية العالمية.

فتح ملفات ماض هو تذكير بما سيكون لاحقا، قياسا بما حدث وكيفية التعامل مع المتغيرات وفقا لـ “المصالح العامة”، وليس وفقا لتبعية آلية كرستها دول الغرب تحت أوهام سقطت من زمن، لكن البعض يصر ان لا يرى…

حرب أوكرانيا، قد تكون بلادنا العربية أكثر من يربح سياسيا من نتائجها، لو بدأ الاستعداد مبكرا خارج نطاق “الرعب القديم”…أمريكا لن تكون أمريكا والعالم لن يعود لتبعيتها العمياء.

وحسنا بدأت بعض دول الخليج قراءة الأمر مبكرا نحو مسار علاقات دولية جديدة، عنوانه “تعددية المراكز”، بما يخدم مصالحها وأيضا يعزز مكانتها، لترسم ملامح أثر فاعل بدلا من استمرارية الاسترضاء التبعي.

ملاحظة: حذف سفارة “راس الحية –أمريكا” تغريدة عن لقاء رجال أعمال فلسطينيين بمبعوثها هادي عمرو بعد دقايق من نشرها يفتح باب الشك الوطني بمن حضر…شكلهم راحوا على روسهم وبدون علم السلطة…معقول بدت أمريكا تحضير “بديلها الخاص”..بدها شوي تفكير لأنها “متعودة”!

تنويه خاص: الناطق باسم الرئيس عباس طلع محموق أن “راس الحية – أمريكا” ما وفتش بعهود بايدن…واال معقول السذاجة وصلت لهون..وعود شو ووفاء مين..على بال مين يللي بتصرخ عالفاضي!

#اجتياح #أوكرانيااجتياح #بيروت #والشيزوفرينيا #السياسية

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد