الإغاثة السعودية .. ثوابت وقيم 

 يشهد التاريخ أن لدى السعودية مواقف إنسانية قوية تجاه الأمتين الإسلامية والعربية، ولم يتردد قادتها لحظة في دعم الشعوب الشقيقة، بحكم الرابط الديني والعربي، رافعة في ذلك شعار الوقوف بجانب الأخوة. فمواقف الرياض مع أشقائها لا تحصى، ومشاهدة وملموسة، ويعلمها الجميع، وهذه من الثوابت الاستراتيجية لقادة السعودية منذ تأسيسها وحتى الآن، فهي حاضنة للخير والسلام، انطلاقا من رابطة الأخوة الإسلامية العميقة.
ونحن نرى كيف انتشرت المساعدات الإنسانية السعودية وتجاوزت معظم حدود الدول، وأصبحت لها روافد في كل مكان لتقديم الدعم والإغاثات. ومن هذا المنطلق جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في استجابة سريعة لطلب الرئيس التونسي، حيث انطلق الجسر الجوي السعودي إلى تونس للإسهام في مكافحة آثار جائحة كورونا يسيره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وقد أشاد وزير الصحة التونسي بهذه الوقفة والمساعدات، معتبرا أن السعودية لا تدخر جهدا في مساعدة أشقائها خلال أزماتهم.
إن ما قدمته وتقدمه السعودية بين الحين والآخر، من مساعدات إغاثية وإنسانية متنوعة شملت العديد من دول الجوار من أشقاء وغيرهم قد بلغ صداه أنحاء العالم، وما زالت جسورها الخيرية ممتدة بالعطاءات الإنسانية المستمرة، يحدوها في ذلك صدق الإخاء والمواساة. نعم هذه هي السعودية، التي تبذل الغالي والنفيس دفاعا وعطاء للأمتين العربية والإسلامية، ساعية في ذلك بكل إمكاناتها لدعم هذه الدول ومساعدتها.
ولقد أثبتت الأحداث المتغيرة التي مرت على المنطقة العربية بدءا من الأزمة المالية العالمية، ثم الصراعات السياسية التي عمت دول المنطقة، وما تلاها من أحداث جسيمة في العراق، وسورية، ثم في اليمن، ولبنان، وما يحدث الآن من أزمة صحية واقتصادية متزامنة وخاصة في تونس الشقيقة، كل ذلك والسعودية تواجه تلك الأحداث بحكمة كبيرة وتساعد الأشقاء شعوبا وحكومات على تجاوز الأزمات الصعبة، رغم التحديات التي تفرضها الظروف السياسية والاقتصادية، والتدخل السافر من قبل إيران في الشأن العربي، وخلط الأوراق، وقلب الحقائق باستخدام أذرعها وميليشياتها.
قبل عقد من الزمان واجه العراق واحدة من أصعب التقلبات السياسية والانفلات الأمني الكبير، والعبث الإيراني في الداخل العراقي، فلم تتخل السعودية عن دورها المهم في قيادة الأمة العربية، من منطلق مسؤوليتها فدعمت وحدة أراضي العراق وعودة المسار السياسي الصحيح، وتثبيت الأمن في البلاد.
وفي اليمن ومع الانقلاب الجائر من الميليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية المنتخبة وفرضها سياسة الأمر الواقع، واستخدام القوة لترهيب الشعب اليمني وإخضاعه لسياسات إيران، فلم يجد الشعب اليمني وحكومته الشرعية من ملاذ بعد الله إلا السعودية، فشكل خادم الحرمين الشريفين تحالفا عسكريا من أجل إنقاذ اليمن ولدعم الشرعية فيه، مع جسر من الإغاثة للشعب اليمني، والهدف كله تحقيق الاستقرار والأمن والسلام والخير للشعب اليمني.
وفي السياق نفسه نتذكر جميعا كيف تدخلت السعودية لتقود قوة درع الخليج لإعادة السلام ومنع تدخل إيران في البحرين والعبث بأمنها. وفي كل الأحوال فإن سياسة السعودية الخارجية واضحة في دعم الحكومة الشرعية القادرة على تثبيت الأمن وإحلال السلام، وتأكيد الهوية العربية ومنع الأيادي الإيرانية من العبث بمقدرات ومستقبل الأمة، ولا تتوانى في التدخل استجابة لنداء السلام وتثبيت الاستقرار من أجل تحقيق تطلعات الشعوب العربية، وليس من أجل أجندات خارجية.
وفي الوقت نفسه فإن السعودية تنأى بنفسها عن الأحداث إذا كانت الحكومة غير قادرة على قيادة شعبها، فهي لا تتعامل مع منظمات غير معترف بها، ولا ميليشيات إرهابية مجهولة، أو مدعومة من الخارج. هذه هي السياسة السعودية واضحة كل الوضوح، وعلى مدى التاريخ، ورغم تبدل الأحوال في كثير من الدول فإن السعودية لا تتبدل ولا تغير من منهجها المعتدل وتستخدم الحكمة في التعامل مع المواقف التي تتطلب تدخلها خاصة الإنساني.
هذه هي السعودية عبر الأزمان، تقدم الأعمال الإنسانية، والوقوف مع الأشقاء على الاعتبارات الأخرى، وهي بذلك تقدم رسالة سامية، ومعاني ذات قيم عالية وراسخة عبر التاريخ.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد