التضخم يتهدّد معيشة المواطن العربي في 2021

لا شك في أن آفة التضخم الجامح تجتاح غالبية دول العالم في وقتنا الحاضر، إلا أن تأثيراتها أشدّ على الدول المضطربة سياسياً وأمنياً واجتماعياً واقتصادياً، وبينها عدد لا بأس به من البلدان العربية العاجز معظمها عن ترسيخ الأمن الاجتماعي لمواطنيه.

فالاقتصاد العالمي يشهد ارتفاعا في التضخم هو الأسرع منذ عام 2008، بعد إنفاق آلاف مليارات الدولارات على شكل حزم تحفيز ضختها الحكومات والمصارف المركزية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.

لكن ما هو وقع موجة التضخم العالمية بالأرقام في الدول العربية؟

بدت كل الدول العربية، وفق أحدث إحصاءاتها الرسمية، والأرقام غير الرسمية أيضا، خاضعة لموجة التضخم العارمة، لكن بنسب مختلفة، باستثناء العراق الذي سجل انخفاضا طفيفا في معدل التضخم بلغت نسبته 0.7% خلال سبتمبر/أيلول 2021

ونظرا للتطورات المتسارعة على مستوى التدهور الاقتصادي التي فاقمت أزمة الأرقام في دول، مثل لبنان وسورية والسودان، يصعب الوقوف على إحصاءات حديثة يُركن إلى صحّتها، في حين أن كل الأنباء الواردة من تلك الدول حول غلاء المعيشة تشي بكارثة إفقار حادة.

اليمن

احتل اليمن صدارة الدول في تطوّر التضخم السنوي، وبلغت نسبة الزيادة 10% في سبتمبر/أيلول الماضي، فيما يتوقع البنك المركزي أن يرتفع معدل التضخم السنوي إلى 40% خلال العام الجاري، بسبب التضخم المستورد والاضطرابات الداخلية التي تشهدها البلاد، مقارنة بمعدل سنوي بلغ 25% خلال عام 2020، ومعدل سنوي منخفض بلغ 10% نهاية 2019.
وأشار البنك إلى أن المسح الخاص بالمؤشر الشهري لأدنى سعر للسلة الغذائية، يشير إلى بلوغ مستوى وسطي قدره 41.142 ريالا يمنيا عام 2020، مقابل 37.353 ريالا في عام 2019، أي بنسبة زيادة تفوق 10%.

وشهد منحنى المستوى العام للأسعار نسقا تصاعديا منذ عام 2020، تحت تأثير تدهور قيمة الريال اليمني لينعكس مباشرة على أسعار السلع الأساسية المستوردة والتي تمثل نحو 90% من إجمالي المواد المستهلكة.

مصر
وبعد اليمن، حلّت مصر التي زاد التضخم السنوي فيها بنسبة 7.3% في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، بعد زيادة نحو 8% في سبتمبر/أيلول و6.4% في أغسطس/آب الماضي، مسجلا ارتفاعا للشهر السادس على التوالي.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إن معدل التضخم في المدن ارتفع إلى 6.6% في سبتمبر/أيلول مقابل 5.7% في أغسطس/آب. كما قفز معدل التضخم الشهري 1.6% لإجمالي الجمهورية في سبتمبر/أيلول مقابل سالب 0.1% في أغسطس/آب الماضي.

وأرجع المركزي للإحصاء، أهم أسباب هذا الارتفاع إلى ارتفاع أسعار مجموعات الخضروات واللحوم والفاكهة والألبان والزيوت والصحة.

تونس

وبعد شهرين من الاستقرار عند 6.2% في تونس، ارتفع التضخم خلال أكتوبر/تشرين الأول 2021 بنسبة 6.3%، وفق معهد الإحصاء الحكومي، في تعارض واضح مع سياسة السلطة التي أعلنت الحرب على الغلاء والمضاربة.

وفسّرت مؤسسة الإحصاء زيادة نسبة التضخم إلى تطور نسق ارتفاع أسعار الغذاء الذي سجل زيادة 7%، ولا سيما أسعار الدواجن التي قفزت 27.3% خلال شهر واحد، فيما ارتفعت أسعار البيض 14.4%، والغلال الطازجة 13.7%، كما زاد ثمن الأسماك 3.8%.

وسجلت بقية المجموعات التي تدخل في سلة استهلاك التونسيين ارتفاعا لأسعار الملابس والأحذية بنسبة 6.4%، وخدمات ومواد التعليم 1.7%، والمواد الصيدلانية 8.5% ومواد البناء 12.4% والتنظيف 5.9%.

الجزائر

وفي هذا البلد، تبيّن أن نسبة التضخم الرسمية المعلنة بلغت 5.6% في يونيو/حزيران الماضي، فيما كشف وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عن بلوغ نسبة التضخم حتى يونيو/حزيران الماضي، 5.66%، بما يشكل ارتفاعا نسبته 3.4% مقارنة بالسنة الفائتة.

قطر

وفي دولة قطر، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (التضخم) في دولة قطر 4.28% في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على أساس سنوي، بالمقارنة مع الشهر المماثل من عام 2020، كما سجل ارتفاعا شهريا بنحو 1.34% بالمقارنة مع سبتمبر/أيلول من العام الجاري، ليصل إلى 100.41 نقطة، وفق بيانات جهاز التخطيط والإحصاء القطري.

ويعود الارتفاع السنوي لمعدل التضخم إلى زيادة تكاليف غالبية المجموعات المكونة للمؤشر، وأبرزها الترفيه والثقافة 25.31%، والنقل 9.56% والغذاء والمشروبات 4.17%، والأثاث والأجهزة المنزلية 3.72%.
وشهدت مجموعة السكن والماء والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى انخفاضا بنسبة 3.58%، ومجموعة الصحة 1.39%.

وباستبعاد مجموعة السكن والماء والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى، تشير بيانات الجهاز إلى أن هذا المؤشر وصل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى النقطة 103.81، بارتفاع 1.55% مقارنة مع سبتمبر/أيلول 2021، و6.24% عن أكتوبر/تشرين الأول 2020.

الكويت
خليجيا أيضا، أظهرت بيانات الإدارة المركزية للإحصاء ارتفاع معدل التضخم السنوي في الكويت بنسبة 3.36% في يونيو/حزيران 2021 الماضي، على أساس سنوي.

وحسب تقرير الإدارة ارتفع الرقم القياسي لأسعار المستهلك (التضخم) إلى 120 نقطة في يونيو/حزيران الماضي، مقابل 116.1 نقطة في الشهر المماثل من عام 2020. وعلى أساس شهري، ارتفع التضخم بنسبة طفيفة بلغت 0.5% في يونيو/حزيران الماضي، مقارنة بمايو/أيار 2021 الذي سجل 119.4 نقطة.

وساهم في الارتفاع السنوي زيادة أسعار 11 مجموعة على رأسها الأغذية والمشروبات بنسبة 11.47%، بينما تراجعت أسعار مجموعة واحدة فقط وهي التعليم بواقع 15.46%.

عُمان

وفي سلطنة عُمان، بلغت نسبة التضخم السنوي 2.46% في سبتمبر/أيلول 2021.

ليبيا

وتشير الإحصاءات الليبية إلى بلوغ التضخم 1.9% في يونيو/حزيران 2021، فيما تظهر الأرقام المنشورة حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري معدلات تضخم منخفضة لا تتجاوز 4%، إلا أن “صندوق النقد الدولي” في تقريره عن الاقتصاد العالمي المنشور في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، كان قد توقع أن يصل التضخم في ليبيا في سنة 2021 إلى 20.11% سنويا.

الأردن

وفي الأردن، ارتفع الرقم القياسي لأسعار المستهلك (التضخم) 1.61% على أساس سنوي في أكتوبر/تشرين الأول 2021، مقارنة بالشهر ذاته من 2019، بحسب دائرة الإحصاءات العامة (حكومية)، بتأثير من مجموعات النقل واللحوم والدواجن والإيجار والوقود والإنارة والزيوت والدهون. وعلى أساس شهري، ارتفع التضخم 0.06% مقارنة بأسعار سبتمبر/أيلول 2021، بتأثير من مجموعات النقل والفواكه والمكسرات والملابس والوقود والإنارة والشاي والبن والكاكاو.

وعلى أساس سنوي، سجل التضخم خلال الأشهر العشرة الأولى من 2021 ارتفاعا نسبته 1.21% عن الفترة نفسها من العام الماضي، نتيجة ارتفاع أسعار مجموعات النقل والإيجارات واللحوم والدواجن والتبغ والسجائر.

السعودية

وبالعودة إلى الخليج، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في السعودية 0.8% في أكتوبر/تشرين الأول 2021 عما كان عليه قبل عام، فيما بلغت الزيادة عن الشهر السابق 0.2%، بحسب الهيئة العامة للإحصاء التي أوضحت أن الزيادة السنوية ترجع إلى ارتفاع أسعار المواصلات 6.4% والغذاء والمشروبات 1.4%، علما أن ارتفاع تكاليف المواصلات والنقل يرجع أساسا إلى زيادة سنوية في أسعار البنزين بلغت 47.9%.

المغرب

وفي المغرب، تشير الأرقام إلى بلوغ التضخم 0.7% في سبتمبر/أيلول الفائت. وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2021، توقع البنك المركزي بلوغ التضخم 1.2% هذا العام، و1.6 في عام 2022، في سياق متسم بتزايد أسعار المواد الطاقية وانتعاش الطلب الداخلي.

وجاءت المواد الغذائية في مقدمة السلع التي شهدت ارتفاعا، حيث صعد سعر زيت المائدة 23 درهما (2.5 دولار) لقارورة الـ5 لترات، كما ارتفع سعر قارورة 5 لترات من الزيوت النباتية 27 درهما (3 دولارات)، وشمل ذلك جميع العلامات التجارية. أيضا، ارتفع سعر السميد فئة 25 كيلوغراما إلى 50 درهما أي نحو 5 دولارات.

ولم تشمل الزيادات في الأسعار المواد الغذائية فقط، فحتى أسعار المحروقات ارتفعت بنسبة تتراوح بين درهم ودرهمين للتر الواحد، بالتزامن مع قفزات أسعار النفط عالميا.

الإمارات

وفي الإمارات، أظهرت بيانات الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء الإماراتية، ارتفاع التضخم السنوي في أغسطس/آب 2021 الماضي، لأول مرة منذ يناير/كانون الثاني 2019، أي منذ 32 شهرا، مسجلا 0.55% وهي نسبة ضئيلة نسبيا.

وأفادت الهيئة في تقريرها الشهري، أن التضخم ظل في النطاق السالب على مدار 31 شهرا، قبل أن يرتفع في أغسطس/آب الماضي.

العراق

أما في العراق، فقد أعلن الجهاز المركزي للإحصاء أن معدل التضخم لشهر سبتمبر/أيلول 2021 انخفض 0.7% مقارنة بأغسطس/آب، مشيرا إلى أن معدل التضخم السنوي ارتفع 7.3%. وسجل قسم الصحة وقسم المطاعم والفنادق ارتفاعا نسبته 0.2%، ومجموعة الأجهزة المنزلية 0.3%، وقسم الملابس والأحذية والترفيه والثقافة 0.1%.

لبنان

وعلى ضوء الفوضى الحاصلة في لبنان حاليا، لا إحصاءات واقعية في لبنان بخصوص التضخم في عام 2021،إذ تعصف موجات غلاء متتابعة بجيب المواطن اللبنانية بعدما فقدت الليرة نحو 90% من قيمتها مقابل الدولار في العامين الأخيرين.

لكن “برنامج الأغذية العالمي” يقول إن التضخم في أسعار المواد الغذائية ارتفع بما يصل إلى 557% منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019.

سورية

وبما يشبه الواقع اللبناني، تغيب الإحصاءات الدقيقة عن الاقتصاد السوري عموما، لكن الواقع المعيشي للسوريين في عام 2021 يُعد الأسوأ منذ عام 2011.

فالأسعار تقفز بمستويات عالية، ما زاد تكاليف معيشة الأسرة السورية عن 1.3 مليون ليرة “بالحد الأدنى” فيما الأجور لا تتجاوز 77 ألف ليرة، متوقعا إعطاء الموظفين منحة مالية لمرة واحدة إن لم تزد حكومة الأسد الرواتب “لأن الوضع آيل إلى الانفجار، وروائح الجوع تغطي شوارع دمشق”.

وتزيد معاناة السوريين بتأمين قوتهم اليومي بعد تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار إلى نحو 3600 ليرة، وارتفاع الأسعار بحسب المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، جيسيكا لوسون بأكثر من 200% في أقل من عام، محذرة من أن “المزيد من السوريين ينزلقون إلى براثن الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي أكثر من أي وقت مضى”، الأمر الذي دفع أكجمال ماجتيموفا، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية، إلى التحذير من مغبة ارتفاع نسبة الفقر، بعد وصول 90% من سكان سورية إلى تحت خط الفقر البالغ دولارين في اليوم.

السودان

وفي السودان، سجل معدل التضخم انخفاضا جديدا خلال سبتمبر/أيلول 2021، عند 365.82%، مقارنة مع 387.56% في أغسطس/آب الماضي، بتراجع قدره 21.74 نقطة، بعدما كانت البلاد قد سجلت في يونيو/حزيران الماضي واحدة من أعلى نسب التضخم في العالم عند 442.78%، على ذمة الجهات الرسمية.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء إن معدل التغيير السنوي لمجموعة الأغذية والمشروبات انخفض من جديد، ليسجل 226.93% في سبتمبر/ايلول، مقارنة بمعدل 260.76% لأغسطس/آب. كما انخفض معدل التضخم الأساسي من دون مجموعة الأغذية والمشروبات، مسجلا 515.46% للشهر قبل الماضي، مقابل 541.6% للشهر الماضي.

#التضخم #يتهدد #معيشة #المواطن #العربي #في

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد