التقنية الحديثة فى مونديال قطر أصابت الخبراء بالارتباك.. من هو صاحب القرار داخل الملعب.. حكم الساحة أم «الفار»؟!

  •  الجدل بدأ بتسديدة هيرست مرورا بيد مارادونا.. حتى هدف اليابان
  •  تطبيق التكنولوجيا حول مباريات كرة القدم إلى لعبة «بلاى ستيشن»

عبر السويسرى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم السابق عن احباطه، بعد مشاهدة هدف الإنجليزى فرانك لامبارد فى مرمى المنتخب الألمانى بالمباراة التى انتهت 4 -1 لمصلحة ألمانيا فى دور الـ16 لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وقال إنه السبب الرئيسى فى قبولنا بتطبيق تكنولوجيا خط المرمى بعدما فشل الحكم والمساعدون فى رؤية الكرة رغم أنها تجاوزت الخط!

ترى بعد مرور كل هذه السنوات نجحت تطبيقات التكنولوجيا الحديثة فى تلاشى الأخطاء فى مونديال قطر، ام تزايدت وتفاقمت، وباتت مثيرة للجدل وأصابت كل خبراء اللعبة بالدهشة وعجزوا عن تفسيرها ؟!

على الرغم من التنظيم الجيد والأكثر من رائع، والنجاح المبهر لمونديال قطر 2022، الذى جعل منها بطولة استثنائية فى كل شيء، بداية من الحضور الجماهيرى الكبير، وما حفلت به البطولة من أحداث ونتائج بالغة الإثارة، خاصة بعد انتفاضة المنتخبات العربية والقارة السمراء وآسيا على المنتخبات ذات التاريخ العريق فى كرة القدم والمتوجة بالألقاب السابقة.

فإن البطولة شهدت العديد من الحالات المثيرة للجدل تحكيميا، يسأل عنها الفيفا، وليست الدولة المنظمة الشقيقة قطر، خاصة بعد الضجة الكبيرة لهدف فوز اليابان على إسبانيا بعد أن تجاوزت الكرة خط الملعب.

لقد بالغ الفيفا فى الاستعانة بالتقنيات الحديثة لتحقيق أقصى درجات العدالة فى تطبيق قانون كرة القدم، ورصد كل ما يجرى فوق أرضية الملعب بدقة، إلا أن النتائج على أرض الواقع جات مخيبة للآمال، ومثيرة للجدل وأصابت خبراء اللعبة والنقاد الرياضيين بحالة من الارتباك، بعد عجزهم عن تفسير ما يحدث من قرارات، خاصة فى تطبيق قاعدة التسلل ومراجعة صحة احتساب الأهداف!!

واعتقد أن الفيفا سيعمل على مراجعة كل هذه الأمور عقب انتهاء البطولة، بعد أن أثبتت التجربة أنها تفتقد الدقة، والشفافية، والمعايير الثابتة، وتختلف من حالة إلى أخرى وإن كانت متشابهة، وهل هى تخضع للأهواء والمزاجية لمن يجلسون على مراقبة “الفار”، أم هى قرارات تصدر عن آلة “الفار” دون أن يستطيع أحدا التعقيب عليها؟! .. والسؤال الأهم من هو صاحب القرار الأول والأخير داخل الملعب حكم الساحة أم حكم “الفار”؟

لقد كشفت لنا التقنيات الحديثة عن أن حكم الساحة ماهو إلا رجل مطيع لقرارات فوقية تصدر إليه من “غرفة الفار”، فى بعض الحالات المهمة ولم يعد هو سيد الملعب أو القاضى صاحب القرار الأول والأخير داخل الملعب!

على مدى تاريخ بطولات كأس العالم منذ انطلاقه 1930، لم تخل بطولة من أحداث وأهداف مثيرة للجدل، وإن كان ذلك مقبولا فى السابق، لعدم وجود تقنيات حديثة مساعدة، كما هو الحال على ما نحن عليه الآن حتى فى عدد كاميرات التصوير التى تنقل اللقاء وجودتها ودقتها.

إلا أن ما حدث فى مونديال قطر يشوبه الكثير من الشكوك والريبة، ويضرب متعة كرة القدم فى مقتل، ويهدد بفقد اللعبة عناصرها الأساسية من متعة وإثارة وتشويق.

وإذا كان رئيس الفيفا السابق قال فى أحد تصريحاته إن أخطاء التحكيم هى جزء من إثارة كرة القدم، فى تعليقه على بعض حالات تحكيمية سابقة قبل إدخال تقنية “الفار” والعودة إلى “الفيديو”، ترى ماذا يمكن ان يقوله انفانتينو رئيس الفيفا الحالى بعد ادخال كل هذه التقنيات الحديثة.

وبالرجوع إلى أحداث سابقة على سبيل المثال لا الحصر، كانت ذات تأثير على مسار وجهة البطولات السابقة فى مقدمتها واقعة مونديال 1966 وهدف انجلترا الثالث فى مرمى ألمانيا بالمباراة النهائية والذى سجله جيف هيرست والذى منح انجلترا لقبها الوحيد فى تاريخها حتى الآن، ومازال هذا الهدف مثيرا للجدل حتى يومنا، وقيد التحقيق هل الكرة تجاوزت خط المرمى أم لا؟! ولا ينسى الكثيرون هدف الأسطورة مارادونا باليد فى مرمى انجلترا فى مونديال 1986 وتصريحه الشهير”إنها يد الله” فى ظل الأزمة بين انجلترا والأرجنتين خلال حرب جزيرة فوكلاند.

هل قانون كرة القدم تغير دون أن يعلم أحد به حتى الحكام انفسهم قبل انطلاق البطولة؟ وكيف تختلف المعايير فى تطبيق قاعدة التسلل من مباراة إلى أخري؟ لقد فجر هدف اليابان الثانى فى مرمى إسبانيا موجة من الجدل والغضب بين خبراء اللعبة، وكل الجماهير التى شاهدت بأعينها الكرة تتجاوز الخط خارج الملعب، وبعد قرار الحكم الجنوب إفريقى إلغاء الهدف، تدخل الفار وطلب منه احتساب الكرة هدفا لمصلحة اليابان وسط دهشة الجميع، وبغض النظر عن القرار الذى وضع اليابان فى الدور الثانى وأطاح بألمانيا خارج البطولة إلا أنه كان مثيرا للجدل والريبة، ويسحب البساط من سلطات حكم الساحة ويجعله “منفذا” لما يمليه عليه “الفار«”؟

لقد صدمنا الفيفا بإصدار بيان يؤكد أن الكرة لم تتجاوز الخط، وهل كان المطلوب من سكان المعمورة الذين يتجاوز عددهم الـ8 مليارات ان يكذبوا عيونهم ويصدقوا الفيفا!

الواقعة الثانية التى تثير الجدل تطبيق قاعدة التسلل باحتساب اللاعب فى موقف تسلل من عدمه، وما شهدته البطولة من إلغاء لهدف تعادل فرنسا فى الدقائق الأخيرة من مباراتها مع الشقيقة تونس، رغم احتساب الحكم الكرة هدفا لأنها مرتدة من رأس لاعب تونس، ولكن الفار تدخل وتم إلغاء الهدف على أساس أنه كان فى موقف تسلل!! لتنتهى المباراة بفوز تونس! ولم يتقبل الفرنسيون القرار حتى الآن وتقدموا باحتجاج رسمى إلى الفيفا لتأكيد صحة الهدف وتسجيل النتيجة التعادل؟!

ولم تمض 24 ساعة على هذا الهدف الفرنسى، حتى فوجئنا بكرة تشابه طبق الأصل الهدف الرابع لمنتخب ألمانيا على حساب كوستاريكا، وعندها تم احتساب الهدف من خلال “الفار” رغم قرار الحكمة الفرنسية ستيفانى فرابدت عدم شرعية الهدف لوجود اللاعب المسجل للهدف فى موقف تسلل واضح، إلا أنها تلقت استدعاء من الفار باحتساب هدف رغم أن الكرة وصلت للمهاجم من زميله الألمانى وليس مدافع الخصم، كما هو الحال فى مباراة تونس لينتهى اللقاء بفوز ألمانيا 4 /2 قبل ان تودع البطولة!.

كانت البطولة قد بدأت بالإثارة مع الثانية الثامنة فى مباراة الافتتاح، عندما تم إلغاء اسرع هدف فى تاريخ المونديال بالتقدم للإكوادور على قطر، وهل كان قرار “الفار” صحيحا أم لا ،بعد مراجعة تقنية التسلل التى حسمت الصورة بفارق جزء فى “حذاء” اللاعبين.

ولم تخل باقى المباريات من أحداث مشابهة، ناهيك عن احتساب الوقت بدل الضائع الذى يقترب من شوط إضافى “15” دقيقة فى بعض المباريات.. الآن يمكننا القول إن كرة القدم دون التقنية الحديثة أفضل كثيرا، فلم تعد مباراة كرة قدم، بل تحولت إلى لعبة “بلاى ستيشن”!

رابط دائم: 

#التقنية #الحديثة #فى #مونديال #قطر #أصابت #الخبراء #بالارتباك..من #هو #صاحب #القرار #داخل #الملعب. #حكم #الساحة #أم #الفار

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد