- الإعلانات -

- الإعلانات -

الجزائر تفشل في جرّ تونس للاصطفاف ضد المغرب | خالد هدوي

تونس – وصفت أوساط سياسية مغاربية تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد خلال لقائه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بشأن دعمه لتجسيد اتحاد المغرب العربي، بأنه فشل جزائري في جرّ تونس إلى الاصطفاف خلف الجزائر في التوتر القائم بين البلدين منذ أشهر.

وقالت الأوساط إن تصريح سعيد جاء ليطمئن من خلاله المغرب بأن التقارب مع الجزائر لا يعني بالضرورة الوقوف ضد المغرب، وأن تونس محايدة في هذا التوتر ولا تفكر في الانخراط في التكتل، الذي تعد له الجزائر ويستثني المغرب كانت قد تحدثت عنه تسريبات صحافية خلال الفترة الماضية.

وأكد  قيس سعيد في لقاء إعلامي مشترك مع  عبدالمجيد تبون بقصر قرطاج “سنعمل على تجسيد المغرب العربي بمثل هذه اللقاءات”، في إشارة إلى الزيارة التي أداها الرئيس الجزائري إلى تونس.

ويرى مراقبون أن زيارة تبون وإن كانت لها انعكاسات إيجابية في التعاون الثنائي مع تونس في مجابهة جملة من الصعوبات، فإنها حملت نوايا جزائرية ترمي إلى تعزيز العلاقات السياسية مع تونس في علاقة بالأزمة الدبلوماسية المتصاعدة بين المغرب والجزائر.

وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد ذويب “من المؤكد أن زيارة الرئيس الجزائري إلى تونس مهمة جدا في سياق وطني ودولي وإقليمي مضطرب جاء في إطار أزمة كورونا التي مست كل البلدان بلا استثناء، والأكيد أن الاتفاقات السبع والعشرين التي تشمل جميع المجالات بين البلدين مهمة جدا وستكون لها انعكاساتها الإيجابية على البلدين الشقيقين وشعبيهما، ولكنّ هناك أيضا مغزى سياسيا بخصوص هذه الزيارة، فالجزائر مثلا علاقاتها الخارجية عامة متوترة خاصة مع المغرب ومع فرنسا، أيضا مع ليبيا التي ما زال وضعها غامضا”.

محمد ذويب: الجزائر تريد تأسيس مغرب عربي دون المغرب الأقصى

وأضاف في تصريح لـ”العرب”، “الجزائر الآن تبحث عن تحالفات سياسية جديدة وتريد ضم تونس إلى محورها بنية استعمالها كورقة ضغط ضد المغرب، وقد تكون بنية إحداث مغرب عربي دون المغرب بعد مساعدة ليبيا على الخروج من أزمتها، ولكن أرى أن هذا الأمر غير ممكن من جميع النواحي، كما أن الرئيس التونسي أكد خلال الاجتماع أن الموقف الرسمي لتونس هي من تحدده وفق مصالحها وبعيدا عن منطق الاصطفاف وثقافة المحاور، التي ترسخت في تونس منذ 2011 وتسببت للبلاد في مشكلات عديدة مع بعض الأقطار منها خاصة سوريا والجزائر نفسها في فترة الترويكا”.

وتابع محمد ذويب “الحديث عن مغرب عربي في ظل الأزمة الحادة بين الجزائر والمغرب وفي ظل وضع غامض في ليبيا غير ممكن الآن، ولكن أتمنى أن تلعب تونس دورا محوريا في خفض حدة التوتر بين المغرب والجزائر ومحاولة إقناع الطرفين بانتهاج لغة الحوار وتقريب وجهات النظر ولم لا تجاوز خلاف ظل يعصف بالمنطقة لما يقارب الخمسين سنة”.

 وأردف “أتمنى أيضا أن تلعب تونس والجزائر دورا كبيرا في إيجاد مناخ ملائم لإخراج ليبيا من أزمتها، عندها فقط يمكن بعث الروح في المغرب العربي الكبير، الذي آن أوان إحيائه لتمكين أقطاره من تجاوز أزمة ما بعد كورونا، خاصة وأن التحالفات بين الدول يعاد تشكيلها من جديد في ظل انخرام التوازنات في المنطقة وظهور قوى جديدة وتراجع أخرى”.

 وقررت الجزائر في أغسطس الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب متهمة الرباط بالقيام بأعمال غير ودية وعدائية ضدها دون أي أدلة تثبت ذلك.

ودعا بيان صادر عن المجلس الأعلى للأمن الجزائري في سبتمبر الماضي، إلى إقرار “الغلق الفوري” للمجال الجوي على كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية والتي تحمل رقم تسجيل مغربي.

وفي وقت سابق، حاول رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر عبدالرزاق مقري، استثمار تصريحات راشد الغنوشي (رئيس البرلمان المجمد في تونس)، التي لا تمثل رأي التونسيين عامة، للتخفيف من وطأة الإنجازات التي حققها المغرب، إلى جانب الانتصارات الدبلوماسية في ملف الصحراء المغربية.

نبيل الرابحي: تونس لا تريد الاصطفاف وراء محور جزائري ضد المغرب

وتبنّى مقري طرح الغنوشي، الذي دعا إلى فتح الحدود بين بلاده والجزائر وليبيا وتبني عملة واحدة، قائلا كما نقل ذلك الإعلام الجزائري “الغنوشي ذكر تونس والجزائر وليبيا ونسي موريتانيا، ونحن نضيفها”.

وكان رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، قال في تصريح تلفزيوني، وأكد من خلاله أن “مثلثا يتألف من تونس الجزائر وليبيا، سيشكل نقطة انطلاق لانبثاق حلم الاتحاد المغاربي، على غرار بداية إطلاق الاتحاد الأوروبي”.

وأثارت تصريحات الغنوشي استياء كبيرا في صفوف مختلف الفاعلين بالدول المغاربية، بما فيها تونس، الذين اعتبروا تصريحاته الإعلامية محاولة لوأد أحلام السكان في الدول الخمس الطامحة إلى إحياء المنطقة المغاربية.

واعتبر فاعلون موريتانيون ومغاربة أن تصريحات الغنوشي تسعى إلى التفرقة بين شعوب المنطقة.

واعتبرت شخصيات سياسية، أن تونس تؤكد على لعب دور محايد في التوتر القائم، وربما ستسعى إلى الوساطة بينهما أو تهدئة الأجواء السياسية بين الطرفين، كما أن الرئيس سعيّد حريص على دعم العلاقات المشتركة في إطار اتحاد مغرب عربي يتسع للجميع دون استثناء المغرب، كما تريد الجزائر.

وأفاد المحلل السياسي نبيل الرابحي بأن “زيارة الرئيس الجزائري إلى تونس تضمنت ثلاثة محاور، وهي الانتخابات الليبية، القمة العربية المزمع عقدها بتونس في شهر مارس القادم، وخصوصا التوتر السياسي القائم بين الجزائر والرباط”.

وصرّح لـ”العرب”، “موقف تونس دائما ما كان محايدا من سياسة الاصطفاف، وأعتقد أن تونس بوضعها الحالي لا تريد الاصطفاف وراء محور جزائري واضح ضد المغرب، وربما سيكون الدور التونسي مقتصرا على الوساطة الإيجابية واقتراح الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة أو الدفع نحو التهدئة”.

وتابع الرابحي “اتحاد المغرب العربي تشكل في السابع عشر من فبراير 1989، لكن للأسف، فشلت هذه التجربة بعد سلسلة من الاضطرابات ووقوف الجزائر وراء جبهة البوليساريو الانفصالية في صراع الصحراء، وهي تعد أكبر مشكلة في المنطقة الآن”.

وقال “هناك عدة نقاط سوداء حالت دون تكوين وحدة سياسية، ولكن على الأقل نريد وحدة اقتصادية”، لافتا “أعتقد أنه لا يمكن تكوين مغرب عربي كبير في الوضع الراهن، ومن غير الممكن الحديث عن مغرب عربي يستثني المملكة المغربية لأننا نتحدث عن علاقات مشتركة وسوق موحدة، تفتقر إلى استغلال الثروات وإنشاء مناطق للتجارة الحرة”.

#الجزائر #تفشل #في #جر #تونس #للاصطفاف #ضد #المغرب #خالد #هدوي

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد