- الإعلانات -

- الإعلانات -

الجزائر والبحث عن أداء دور إيجابي في العلاقات الإقليمية – شفقنا العربي

 

شفقنا-شهدت أجندة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال الشهرين الماضيين، زيارتين إقليميتين كبيرتين. إذ قام في الأولى بزيارة تونس في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر 2021، يرافقه وفد رفيع المستوى، وقع خلالها البلدان على أكثر من 27 مذكرة تفاهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية. كما زار الرئيس الجزائري مصر أواخر يناير2022، بعد شهر تقريبا من زيارته لتونس. وقبل هذه الزيارات، استضافت الجزائر رئيس الوزراء الإيطالي في أوائل نوفمبر 2021. تعكس هذه الزيادة في التحركات السياسية والدبلوماسية وحتى الأمنية للجزائر في الأشهر الأخيرة عن التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة التي تواجه البلاد، فضلا عن رغبة الحكام الجزائريين في أداء دور كبير في محيطهم لمواجهة هذه التحديات.

التحديات الأساسية التي تواجهها الجزائر

تمثل منطقة شمال إفريقيا والصحراء التحدي الجوهري للجزائر في السنوات الأخيرة إذ شكلت تحديات أمنية كبيرة لها، كان يمكن ان تترك تأثيرات مدمرة على الأمن القومي الجزائري وعليه اتخذت سياسة خارجية نشطة طيلة السنوات الأخيرة لمواجهة هذه التطورات الحديثة، إذ يمكن تقديم التحديات الجوهرية التي تواجهها الجزائر طيلة السنوات الأخيرة على النحو التالي: 

عدم الاستقرار والحروب الأهلية في ليبيا وتونس، وبما ان الجزائر لها حدود طويلة مع البلدين فان هذه القضية تحظى بأهمية خاصة لها، ان عدم الاستقرار السياسي في تونس والحرب الأهلية في ليبيا أدت إلى مواجهة الجزائر مختلف التحديات منها تهريب الأسلحة والمخدرات وتهريب البشر وزيادة خطر الإرهاب والتطرف وتواجد القوى الأجنبية على الحدود. إضافة إلى هذا فان زيادة دور المغرب الإقليمي ودور المحور العربي في الدول المجاورة للجزائر شكلت عاملا آخر في تكوين خطر العزلة من جانب المغرب وحلفاءها في المنطقة، فان دعم الجزائر لحكومة الوفاق الوطني ومساعيها للاقتراب من تركيا والحفاظ على علاقاتها بأغلبية التيارات السياسية في تونس تأتي في إطار الحؤول دون زيادة نفوذ المحور العربي والمغرب في حدودها الشرقية.

هذا ويشكل زيادة تواجد الكيان الصهيوني امنيا في منطقة شمال إفريقيا من القضايا التي واجهتها الجزائر في السنوات الأخيرة كما ان زيادة التنافس الدولي في منطقة الساحل والصحراء كونها من المناطق المحيطة بالجزائر تضاف إلى التحديات التي تواجهها الحكومة الجزائرية.

السياسة الخارجية للجزائر في فترة حكم تبون

بعد الأحداث التي شهدتها الجزائر في فترة ما بعد بوتفليقة وتسلم تبون الحكم في عام 2019 و2020 غيرت الجزائر سياستها الخارجية المؤسسة على العزلة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، واتخذت إستراتيجية جديدة لمواجهة التطورات الإقليمية، وفي هذا الإطار ولأول مرة بعد الاستقلال غيرت دستورها وابتعدت رسميا عن سياسة الحياد وسمحت للحكومة والجيش بإرسال القوات إلى خارج البلاد عند الضرورة، وعلى هذا يمكن القول بان أعمدة سياسة الجزائر الخارجية في عهد تبون تأتي على النحو التالي:

المشاركة النشطة في حلحلة الصراعات في الدول المحيطة بها، وخاصة ليبيا ومالي، إذ لعبت دورا نشطا في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا بعام 2021 وكذلك حاولت من خلال أداء دور فعال في أزمة مالي ان تلعب دورا نشطا في منطقة الصحراء. من جهة أخرى سعت إلى خلق التوازن الإيجابي بين القوى العالمية، إذ قامت بتوسيع نطاق علاقاتها بالأطراف الدولية والإقليمية أو إعادة النظر في الجوانب الأخرى، ومنها التقارب مع الصين وروسيا وإيران وتركيا كما حاولت ان تعيد النظر في علاقاتها بفرنسا، ومن جهة أخرى قامت بالمشاركة النشطة في المؤسسات الدولية والإقليمية وخاصة الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.

التحركات السياسية في الأشهر الأخيرة، الأهداف والدوافع

يبدو بأنه وبالنظر إلى التطورات الأخيرة في منطقة الساحل والصحراء وخاصة الانقلابات العسكرية المتتالية في دول مثل مالي وغينيا وبوركينافاسو وزيادة الأحداث الأمنية، قامت الجزائر بصب الاهتمام على هذه المنطقة وفي هذا المجال يمكن القول بان الجزائر تهدف من وراء التحركات الأخيرة التي تجلت في زيارة تبون إلى تونس ومصر إلى تحقيق أهداف جمة منها: الاستمرار في عملية خفض التوترات في شمال إفريقيا، إذ يبدو ان الجزائر تقيم الوضع الراهن الذي يتمثل في الاستقرار النسبي في ليبيا والاتفاق الدول على عدم زيادة التوتر، بانه إيجابيا، إذ تعد تغيير الحكومة في ليبيا بدعم مصري وبعد أيام من زيارة تبون إلى مصر علامة على موافقة الجزائر على تلك التطورات.

هذا وتهدف الجزائر إلى مواجهة المغرب والكيان الصهيوني في الحدود الشرقية، إذ وبالرغم من العلاقات الإيجابية بين الجزائر وحزب النهضة يبدو ان المناورات السياسية لقيس سعيد داخليا وخارجيا وخاصة مقدرته في الحؤول دون اندلاع ثورة شعبية واقترابه من المغرب والإمارات جعلت الجزائر تنظر إلى بناء العلاقات مع تونس سبيلا لا مفر منه، بهدف الحؤول دون اداء المغرب الدور الأكبر في المنطقة، وخلق التوازن من خلال تواجد الإمارات ومصر وكذلك منع تواجد الكيان الصهيوني في بناء العلاقات مع تونس.

هذا وإنها تبذل مساع لعقد القمة العربية بنجاح بالرغم من الانباء المتضاربة التي تشير إلى عزم بعض الدول العربية القوية على مقاطعة القمة العربية المقبلة بسبب إصرار الجزائر على دعوة سوريا، ومن هنا أنها قامت بإجراء مفاوضات مع مصر بسبب أهمية إقامة هذه القمة، وإنجاحها.

المصدر: موقع جريان

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

————————–

النهاية

#الجزائر #والبحث #عن #أداء #دور #إيجابي #في #العلاقات #الإقليمية #شفقنا #العربي

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد