- الإعلانات -

- الإعلانات -

«الخطَّابة» بين الزمن الجميل وعصر الذكاء الاصطناعي!

تحقيق‭: ‬فاطمة‭ ‬اليوسف‭ ‬

 

تصوير‭- ‬محمد‭ ‬مطر

‭ ‬

كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬نقع‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمرنا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشأن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬نرتبط‭ ‬فيها‭ ‬بشريك‭ ‬الحياة‭ ‬المثالي‭ ‬والمناسب‭ ‬ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الاختيار‭ ‬الصحيح‭ ‬للزوج‭/ ‬الزوجة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يبنى‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علميَّة‭ ‬وأخلاقيَّة‭ ‬متينة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التسرُّع‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬واللهث‭ ‬وراء‭ ‬المظاهر‭ ‬الماديَّة‭ ‬الخادعة،‭ ‬إذ‭ ‬إنّ‭ ‬اتباع‭ ‬الأسس‭ ‬السليمة‭ ‬سيضمن‭ ‬لكلا‭ ‬الطرفين‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الراحة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬والاستقرار‭ ‬والمودة‭ ‬والرحمة‭ ‬فيما‭ ‬بينهما‭.‬

سمعنا‭ ‬وقرأنا‭ ‬عن‭ ‬جيل‭ ‬آبائنا‭ ‬وأجدادنا‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬خطبة‭ ‬الأهل‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ (‬الخطّابات‭) ‬اللاتي‭ ‬كنّ‭ ‬يجبن‭ ‬البيوت‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الفتيات‭ ‬المناسبات‭ ‬للزواج‭ ‬بل‭ ‬وكانت‭ (‬الخطّابة‭) ‬تٌرى‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬والأعراس‭ ‬دائما‭ ‬للبحث‭ ‬بين‭ ‬الحضور‭ ‬عن‭ ‬العزباء‭ ‬والمطلقة‭ ‬والأرملة‭ ‬لمساعدتهن‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬الزوج‭ ‬المناسب‭.‬

ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬فقد‭ ‬تغيرت‭ ‬طرق‭ ‬البحث‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الراهن‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬بالغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬المسافات‭ ‬وتسهيل‭ ‬طرق‭ ‬التواصل‭ ‬والمعرفة‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬والأفراد،‭ ‬فهل‭ ‬نرى‭ ‬عن‭ ‬قريب‭ ‬دورا‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يساعد‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نصفه‭ ‬الآخر؟

وللحديث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬وسطاء‭ ‬الزواج‭ ‬‮«‬الخطّابات‮»‬‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬استضافت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬عددا‭ ‬ممن‭ ‬يمتهنون‭ ‬المهنة‭ ‬لمعرفة‭ ‬آرائهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ولمعرفة‭ ‬مدى‭ ‬بقائها‭ ‬وما‭ ‬أهم‭ ‬طلبات‭ ‬الجيل‭ ‬الحديث‭ ‬مقارنة‭ ‬بالجيل‭ ‬السابق‭.‬

 

 

رجل اقتحم مهنة النساء.. سعيد حبيب محمد لـ«أخبار الخليج»:

(سمّاك) دخله 1000 دينار تم رفضه لعدم حمله شهادة عليا

المدرّسة.. الأكثر طلبا بين المتقدمين للزواج يعتبرونها (دولارا)

 

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬سعيد‭ ‬حبيب‭ ‬محمد‭ ‬مؤسس‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬القلوب‭ ‬الطاهرة‭ ‬للتزويج‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬بدأ‭ ‬حديثه‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أمتهن‭ ‬مهنة‭ ‬‮«‬خطّاب‮»‬‭ ‬بالعرف‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬بل‭ ‬إنني‭ ‬أزاول‭ ‬مهنة‭ ‬التزويج‭ ‬بطريقة‭ ‬تخدم‭ ‬الأفراد‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬وتخدم‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬لذا‭ ‬فكرت‭ ‬بتأسيس‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬القلوب‭ ‬الطاهرة‮»‬‭ ‬في‭ ‬2015‭ ‬بعد‭ ‬تقاعدي‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقليل‭ ‬نسبة‭ ‬المشاكل‭ ‬الأسرية،‭ ‬ولخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والناس‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬اقتحم‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬لأن‭ ‬لديه‭ ‬خبرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يعملن‭ ‬بها‭ ‬كان‭ ‬يتقاضين‭ ‬أجورًا‭ ‬نظير‭ ‬ذلك،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬بأجر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬فهو‭ ‬غالبًا‭ ‬يفكّر‭ ‬بمصلحته‭ ‬الشخصية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لمصالح‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تزويجها‭ ‬وخدمتها‭.‬

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬زواج‭ ‬أسهم‭ ‬فيها‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬عام‭ ‬1986‭ ‬حيث‭ ‬ساهم‭ ‬بتزويج‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬مضيفا‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬حالات‭ ‬التزويج‭ ‬سابقًا‭ ‬لخدمة‭ ‬الأقارب‭ ‬والأصدقاء‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فالأمر‭ ‬أصبح‭ ‬يشمل‭ ‬الجميع‭ ‬بعد‭ ‬تأسيسنا‭ ‬لمشروع‭ ‬‮«‬القلوب‭ ‬الطاهرة‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬طلبات‭ ‬الزواج‭ ‬سابقًا‭ ‬والآن‭ ‬قال‭ ‬سعيد‭ ‬حبيب‭: ‬‮«‬سابقًا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬تعقيدات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالوظيفة‭ ‬والشكل‭ ‬والدراسة،‭ ‬بينما‭ ‬الآن‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬الثلاث‭ ‬صارت‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬متطلبات‭ ‬الزواج‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يبوح‭ ‬بها‭ ‬مباشرة‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬هو‭ ‬أنهم‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬الشكل‭ ‬والوظيفة‭ ‬والدراسة،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فالوظيفة‭ ‬الأكثر‭ ‬طلباً‭ ‬بين‭ ‬المتقدمين‭ ‬بطلبات‭ ‬زواج،‭ ‬هي‭ ‬المدرّسة‭ ‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬وظيفة‭ ‬المدرّسة‭ ‬كالدولار‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬طلبات‭ ‬البنات‭ ‬حيث‭ ‬إنهن‭ ‬يطلبن‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬حاملي‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬والوظائف‭ ‬المرموقة،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬رفض‭ ‬المتقدم‭ ‬للزواج‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذا‭ ‬دخل‭ ‬مرتفع‭ ‬والسبب‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬وظيفته‭ ‬المتواضعة‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬مستواه‭ ‬التعليمي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬طلبات‭ ‬العوائل‭ ‬أو‭ ‬البنت‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬لدي‭ ‬أحد‭ ‬الطلبات‭ ‬لرجل‭ ‬يعمل‭ (‬سمّاكا‭) ‬لديه‭ ‬إحدى‭ ‬الكبائن‭ ‬لبيع‭ ‬الأسماك‭ ‬يتراوح‭ ‬دخله‭ ‬بين‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬وحتى‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬ولكن‭ ‬يتم‭ ‬رفضه‭ ‬دائمًا‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬حمله‭ ‬شهادة‭ ‬عليا،‭ ‬فمعظم‭ ‬البنات‭ ‬لا‭ ‬يقبلن‭ ‬بحملة‭ ‬الشهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬الآن‭.‬

وكشف‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬‮«‬القلوب‭ ‬الطاهرة‮»‬‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬قام‭ ‬بتزويج‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬30‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الطبقات‭ ‬منها‭ ‬أصحاب‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬ونسبة‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الثانوية‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬أطباء‭ ‬ومهندسون‭ ‬ومدرسات،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬رفض‭ ‬طلبا‭ ‬لرجل‭ ‬عربي‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بسبب‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الزوجة‭ ‬مدرسة‭ ‬أو‭ ‬طبيبة،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬أغلقت‭ ‬الباب‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نواياه‭ ‬مادية،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المتقدمين‭ ‬بطلب‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬زوجة‭ ‬أحد‭ ‬الشباب‭ ‬وكلما‭ ‬بحثنا‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬زوجة‭ ‬يتم‭ ‬الرفض‭ ‬ثم‭ ‬سألته‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬فأخبرني‭ ‬بأنه‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬‮«‬الوسواس‭ ‬القهري‮»‬،‭ ‬وهناك‭ ‬موقف‭ ‬آخر‭ ‬لرجل‭ ‬طلب‭ ‬التواصل‭ ‬معي‭ ‬لتزويج‭ ‬ابنه‭ ‬ثم‭ ‬اتضح‭ ‬لي‭ ‬لاحقا‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬طالب‭ ‬الزواج‭ ‬وليس‭ ‬ابنه‭ ‬فرفضت‭ ‬طلبه‭.‬

وأشار‭ ‬مؤسس‭ ‬‮«‬القلوب‭ ‬الطاهرة‭ ‬إلى‭ ‬ندرة‭ ‬تقدم‭ ‬الفتيات‭ ‬لطلبات‭ ‬التزويج‭ ‬عن‭ ‬طريقه‭ ‬لأنهن‭ ‬ينظرن‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬الكرامة‭ ‬وأن‭ ‬البنت‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬نفسها‭ ‬للزواج‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نعانيه‭ ‬حقيقة‭ ‬حيث‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬فهمهن‭ ‬للدين‭ ‬الصحيح‭ ‬فحتى‭ ‬الآباء‭ ‬يرون‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المعيب‭ ‬أن‭ ‬يقدمون‭ ‬طلبا‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬زوج‭ ‬لابنتهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أننا‭ ‬لدينا‭ ‬قصة‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬شعيب‭ (‬ع‭) ‬الذي‭ ‬خيّر‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ (‬ع‭) ‬ليختار‭ ‬إحدى‭ ‬بناته‭ ‬ليتزوجها،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬نعانيه‭ ‬مع‭ ‬الأعراف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬أحيانا‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الدين،‭ ‬ولاحظنا‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬العوائل‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬ويتقدمون‭ ‬لطلب‭ ‬تزويج‭ ‬بناتهم‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬استحياء‮»‬‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أهداف‭ ‬مشروعه‭ ‬هو‭ ‬نشر‭ ‬التوعية‭ ‬الأسرية‭ ‬لمساعدة‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬شريك‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حياة‭ ‬زوجية‭ ‬أكثر‭ ‬استقرارا‭ ‬وأشد‭ ‬تماسكا‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬دقة‭ ‬البيانات‭ ‬للطرفين‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليها‭ ‬وبث‭ ‬الوعي‭ ‬الأسري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاضرات‭ ‬وندوات‭ ‬نقدمها‭ ‬للمقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭.‬

واختتم‭ ‬حديثه‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬مهنة‭ ‬‮«‬الخطّابين‮»‬‭ ‬موجودة‭ ‬تاريخيا‭ ‬وهي‭ ‬جيدة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تدخل‭ ‬فيها‭ ‬الأمور‭ ‬المصلحية،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الخطابات‭ ‬يلجأن‭ ‬لتزيين‭ ‬الطرفين‭ ‬لبعضهما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سرعة‭ ‬إتمام‭ ‬الخطبة‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬تظهر‭ ‬مساوئ‭ ‬ذلك‭ ‬التزيين‭ ‬بعد‭ ‬الزواج‭. ‬والآن‭ ‬صارت‭ ‬لديهن‭ ‬‮«‬قروبات‮»‬‭ ‬للتزويج‭ ‬وتزيين‭ ‬‮«‬أصحاب‭ ‬طلبات‭ ‬الزواج‮»‬‭ ‬وأنا‭ ‬لست‭ ‬ضدهم‭ ‬لكني‭ ‬لا‭ ‬أحب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬طلبات‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬وأنصحهم‭ ‬بتصحيح‭ ‬مسارهم‭ ‬وأن‭ ‬يضعن‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أنهن‭ ‬‮«‬يبنين‮»‬‭ ‬أسرة‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المصداقية‭ ‬في‭ ‬البيانات‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وصحيح‭ ‬فالأسرة‭ ‬هي‭ ‬اللبنة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وإذا‭ ‬صلحت‭ ‬الأسرة‭ ‬صلح‭ ‬المجتمع‭ ‬وصلحت‭ ‬الأوطان‭.‬

 

 

 

بعد ربع قرن في المهنة.. «الخطّابة» أم علي لـ«أخبار الخليج»:

أصبح لدي 12 «قروبا» للتزويج

الصور تخدع بسبب كثرة استخدام الفلاتر والفوتوشوب لذلك ننصح بالنظرة الشرعية

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬مع‭ ‬أم‭ ‬علي‭ ‬‮«‬خطّابة‮»‬‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬بدايات‭ ‬عملها‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تزويج‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فقد‭ ‬اختلف‭ ‬الأمر‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬الأهل‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬صارت‭ ‬جميع‭ ‬الطلبات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬الواتساب‮»‬‭ ‬ولدينا‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬12‭ ‬‮«‬قروبا‮»‬‭ ‬لطلبات‭ ‬الزواج‭ ‬ونتواصل‭ ‬تواصل‭ ‬نسائي‭ ‬فقط‭ ‬مع‭ ‬أم‭ ‬الولد‭ ‬أو‭ ‬أخته‭ ‬ونقوم‭ ‬بجمع‭ ‬البيانات‭ ‬الرئيسية‭ ‬والمهمة‭ ‬عن‭ ‬طالب‭ ‬الزواج‭ ‬مثل‭ ‬العمر‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬أعزبا‭ ‬أم‭ ‬مطلقا‭ ‬أو‭ ‬أرملا‭ ‬كما‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إبلاغنا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬حامل‭ ‬لأمراض‭ ‬وراثية‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬معرفة‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬تسهل‭ ‬علينا‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الطلب‭ ‬المناسب‭ ‬له‭.‬

بعد‭ ‬معرفة‭ ‬معلومات‭ ‬المتقدم‭ ‬بطلب‭ ‬زواج‭ ‬أقوم‭ ‬بترشيحه‭ ‬لإحدى‭ ‬زميلات‭ ‬المهنة‭ ‬لتبحث‭ ‬له‭ ‬بين‭ ‬الطلبات‭ ‬المتاحة‭ ‬لديها‭ ‬عما‭ ‬يناسبه‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬طلبات‭ ‬البنات‭ ‬التي‭ ‬تردني‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الواتساب‮»‬‭ ‬أقوم‭ ‬بإرسال‭ ‬الاسم‭ ‬والبيانات‭ ‬لزميلات‭ ‬المهنة‭ ‬ليقمن‭ ‬بالسؤال‭ ‬عنه‭ ‬لتكون‭ ‬مهنتنا‭ ‬أكثر‭ ‬مصداقية‭ ‬ولتجنب‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬المشاكل‭.‬

وشددت‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬ترسل‭ ‬صورَ‭ ‬أصحاب‭ ‬طلبات‭ ‬الزواج‭ ‬لأنها‭ ‬تفضل‭ ‬المقابلة‭ ‬المباشرة‭ ‬للنظرة‭ ‬الشرعية،‭ ‬لأن‭ ‬الصور‭ ‬تخدع‭ ‬الآن‭ ‬بسبب‭ ‬كثرة‭ ‬استخدام‭ ‬الفلاتر‭ ‬والفوتوشوب‭ ‬لذلك‭ ‬ننصح‭ ‬أهل‭ ‬الشاب‭ ‬أو‭ ‬الفتاة‭ ‬بالرؤية‭ ‬المباشرة‭ ‬والنظرة‭ ‬الشرعية‭. ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬استثنائية‭ ‬لو‭ ‬تعذر‭ ‬الحضور‭ ‬مثلا‭ ‬واضطررنا‭ ‬للصورة‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬موافقة‭ ‬الأم‭ ‬والبنت‭ ‬قبل‭ ‬إرسال‭ ‬الصورة‭ ‬لأم‭ ‬الشاب‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تنبيهها‭ ‬بمسح‭ ‬الصورة‭ ‬بعد‭ ‬المشاهدة‭.‬

وعن‭ ‬الفارق‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬الخطَّابة‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬قالت‭ ‬‮«‬أم‭ ‬علي‮»‬‭: ‬‮«‬في‭ ‬السابق،‭ ‬وقبل‭ ‬23‭ ‬عاما‭ ‬حين‭ ‬بدأت‭ ‬العمل‭ ‬بالمجال‭ ‬كانت‭ ‬الخطبة‭ ‬أسهل‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬شروط‭ ‬تعجيزية‭ ‬أو‭ ‬معقدة‭ ‬والحقيقة‭ ‬فالشروط‭ ‬التعجيزية‭ ‬والطلبات‭ ‬المبالغ‭ ‬بها‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لدي‭ ‬طلب‭ ‬أحد‭ ‬الشباب‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬فقط‭ ‬وشروطه‭ ‬كالآتي‭: ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جامعية‭ ‬وتعمل‭ ‬وجميلة‭ ‬وبيضاء‭ ‬وطويلة‭ ‬وضعيفة‭ ‬وشعرها‭ ‬حرير‭ ‬وأن‭ ‬تمتلك‭ ‬سيارة‭ ‬خاصة‭ (‬طلبية‭ ‬مصنع‭)‬،‭ ‬معظم‭ ‬طلبات‭ ‬الشباب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الفتاة‭ ‬تعمل‭ ‬وطلبات‭ ‬الفتيات‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الشاب‭ ‬جامعيا‭ ‬لاعتقادهم‭ ‬بأن‭ ‬راتب‭ ‬الجامعي‭ ‬أكثر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الطلبات‭ ‬لفتيات‭ ‬تجاوزن‭ ‬الثلاثين‭ ‬وبعضهن‭ ‬في‭ ‬الأربعين‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬ولكن‭ ‬شروطهن‭ ‬صعبة‭ ‬ونصيحتي‭ ‬لهن‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الشروط‭ ‬مادامت‭ ‬فرص‭ ‬الزواج‭ ‬قائمة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

وعن‭ ‬أصغر‭ ‬حالة‭ ‬تزويج‭ ‬قامت‭ ‬بها،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬مرحلة‭ ‬البحث‭ ‬لابنها‭ ‬عن‭ ‬زوجة‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬19‭ ‬عاما‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬توفق‭ ‬في‭ ‬تزويجه‭ ‬إلا‭ ‬حين‭ ‬بلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬20‭ ‬عاما‭.‬

 

 

 

الكويتي بوحمد: أنا «الخطّاب» رقم (1) بالكويت والخليج

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬حاورت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬الخطّاب‭ ‬بوحمد‭ ‬من‭ ‬الكويت،‭ ‬والذي‭ ‬قال‭ ‬إنني‭ ‬تفرغت‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1993‭ ‬ولقبت‭ ‬بـ‭ (‬خطّاب‭ ‬الكويت‭ ‬الأول‭) ‬لأنني‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬انفرد‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬بالكويت‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وعرفت‭ ‬واشتهرت‭ ‬وأنجزت‭ ‬وزوجت‭ ‬وجمعت‭ ‬بين‭ ‬‮«‬رأسين‭ ‬في‭ ‬الحلال‮»‬‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬بلدي‭ ‬الكويت‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭.‬

وحول‭ ‬تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتسارع‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الـ«خطّابين‮»‬،‭ ‬أوضح‭ ‬بوحمد‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتقني‭ ‬وتعدد‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬حيث‭ ‬قرّب‭ ‬المسافات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والأشخاص‭ ‬وجعل‭ ‬علينا‭ ‬ضغط‭ ‬كبير‭ ‬بسبب‭ ‬سهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخطابين‭ ‬والخطابات‭ ‬وسرعة‭ ‬التوافق‭ ‬للزواج‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬مرتادي‭ ‬مكتبه‭ ‬سواء‭ ‬أكانوا‭ ‬رجالا‭ ‬أو‭ ‬نساء‭ ‬يحبون‭ ‬أن‭ ‬يتعاملوا‭ ‬مع‭ ‬الخطابين‭ ‬الرجال‭ ‬الثقات‭ ‬وبفضل‭ ‬الله‭ ‬بالكويت‭ ‬والخليج‭ ‬أنا‭ (‬الخطّاب‭ ‬رقم‭ ‬1‭).‬

وعن‭ ‬الشروط‭ ‬التعجيزية‭ ‬التي‭ ‬يضعها‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬الزواج‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يبلغهم‭ ‬أن‭ ‬فرصتهم‭ ‬ضعيفة‭ ‬جداً‭ ‬بالزواج‭ ‬ويترك‭ ‬الأمر‭ ‬لهم‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬نصيحته‭ ‬للمقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬ينصحهم‭ ‬بتسهيل‭ ‬الشروط‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وعدم‭ ‬التشديد‭ ‬والصدق‭ ‬بالمعلومات‭ ‬لأن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬يبارك‭ ‬الحياة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الصدق‭.‬

 

 

 

الخطّابة «أم أحمد»: رسالتي للبنات.. خففوا طلبات الزواج

الخطابة‭ ‬‮«‬أم‭ ‬أحمد‮»‬‭ ‬أخبرتنا‭ ‬أنها‭ ‬امتهنت‭ ‬مهنة‭ ‬الخطابة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬23‭ ‬عاما‭ ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬خطبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تزويجها،‭ ‬شقيق‭ ‬زوجها‭ ‬ثم‭ ‬قامت‭ ‬بتزويج‭ ‬عمها‭ ‬والبعض‭ ‬من‭ ‬أقاربها،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬ترث‭ ‬مهنة‭ ‬الخطابة‭ ‬فهي‭ ‬أول‭ ‬خطابة‭ ‬في‭ ‬عائلتها،‭ ‬وترى‭ ‬أن‭ ‬المهنة‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬أفضل‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬البنت‭ ‬نراها‭ ‬رأي‭ ‬العين‭ ‬ونتحدث‭ ‬معهن‭.‬

وكشفت‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬طلبات‭ ‬للزواج‭ ‬من‭ ‬البنات‭ ‬والذكور،‭ ‬مؤكدة‭ ‬اختلاف‭ ‬شروط‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬عن‭ ‬السابق،‭ ‬حيث‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬يرغبون‭ ‬بالزواج‭ ‬من‭ ‬بنت‭ ‬‮«‬أجودية‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬تحمل‭ ‬شهادات‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الأهم‭ ‬لديهم‭ ‬أنت‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬بنت‭ ‬بيت‮»‬‭ ‬بينما‭ ‬الآن‭ ‬يشترطون‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬البنت‭ ‬شهادة‭ ‬عليا‭ ‬ويفكرون‭ ‬بالشكل‭ ‬والمظهر‭ ‬والجمال‭ ‬والبنات‭ ‬كذلك‭ ‬يرغبون‭ ‬بالزواج‭ ‬من‭ ‬جامعي‭ ‬ويعمل،‭ ‬فقد‭ ‬صار‭ ‬الجنسان‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬المنظر‭ ‬والمظهر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الجوهر‭ ‬الداخلي،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬صار‭ ‬الأمر‭ ‬متعبا‭ ‬جدا‭ ‬الآن‭.‬

وعن‭ ‬أغرب‭ ‬الطلبات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬عليها،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أغرب‭ ‬طلب‭ ‬لرجل‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬يرغب‭ ‬بالزواج‭ ‬من‭ ‬بنت‭ ‬تمتلك‭ ‬جمالا‭ ‬‮«‬موطبيعي‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬تتركز‭ ‬طلبات‭ ‬البنات‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬شقة‭ ‬ويحمل‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية‭ ‬ويعمل‭ ‬بوظيفة‭ ‬مناسبة،‭ ‬بينما‭ ‬طلبات‭ ‬الرجال‭ ‬فلديهم‭ ‬طلبات‭ ‬مختلفة‭ ‬فمثلا‭ ‬أحدهم‭ ‬يرغب‭ ‬بالزواج‭ ‬من‭ ‬بنت‭ ‬شقراء‭ ‬وعيناها‭ ‬خضراوان‭ ‬وبشرتها‭ ‬‮«‬بيضاء‮»‬‭.‬

واستبعدت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حسابات‭ ‬الخطابات‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬قد‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬سير‭ ‬عملهن‭ ‬كخطابات،‭ ‬ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬إتمام‭ ‬حالات‭ ‬زواج‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬أيضا‭.‬

ونفت‭ ‬تقاضيها‭ ‬أجرا‭ ‬عن‭ ‬عملها‭ ‬قائلة‭ ‬أعمل‭ ‬لوجه‭ ‬الله‭.. ‬ولكن‭ ‬لو‭ ‬قدموا‭ ‬لي‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬أنفسهم‭ ‬فلا‭ ‬أرفض‭.‬

وعن‭ ‬أصغر‭ ‬حالات‭ ‬الزواج‭ ‬للبنات‭ ‬لديها‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬لبنت‭ ‬مواليد‭ ‬2005،‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬وتم‭ ‬تزويجها‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬وعموما‭ ‬فمعظم‭ ‬الطلبات‭ ‬الحالية‭ ‬لدي‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬مواليد‭ ‬1999‭ ‬وحتى‭ ‬2005‭. ‬تتواصل‭ ‬معي‭ ‬أمهاتهن‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الشاب‭ ‬المناسب‭ ‬لبناتهن‭. ‬ووجهت‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الراغبين‭ ‬بالزواج،‭ ‬قالت‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬رسالتي‭ ‬إلى‭ ‬البنات‭ ‬هي‭ ‬تخفيف‭ ‬الطلبات‭ ‬على‭ ‬الشباب،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬طلبات‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لها،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عزوفا‭ ‬كبيرا‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬بات‭ ‬ملحوظا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬وراءه‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬بدافع‭ ‬الدراسة‭ ‬أم‭ ‬بسبب‭ ‬الوظائف‮»‬‭.‬

 

 

 

ماذا قال الشباب عن «الخطَّابة».. السوشيال ميديا أصابت الشباب بـ«الجاموفوبيا»

حرصت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬على‭ ‬استطلاع‭ ‬رأي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬حول‭ ‬الزواج‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬‮«‬الخطَّابات‮»‬‭ ‬فقال‭ ‬ياسر‭ ‬صالح‭ ‬إن‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬الخطابات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬قل‭ ‬كثيرا‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬مازال‭ ‬قائما‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬لما‭ ‬يتمتعون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬بساطة‭ ‬وقناعة،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والمناطق‭ ‬الجديدة‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬تكاد‭ ‬تنقرض‭.‬

وعن‭ ‬أسباب‭ ‬عزوف‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬الزوج‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬هو‭ ‬غلاء‭ ‬المهور‭ ‬ومصاريف‭ ‬الزواج‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬يرفضون‭ ‬القيود‭ ‬المبكرة‭ ‬والالتزام‭ ‬بالارتباطات‭ ‬الزوجية‭.‬

لا‭ ‬حاجة‭ ‬لوسيط

أما‭ ‬منير‭ ‬الشهابي‭ ‬فعبَّر‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬الخطابات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن،‭ ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬تعد‭ ‬الخطابة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬للتعارف‭ ‬والزواج‭ ‬وهي‭ ‬الوسيلة‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬فتلجأ‭ ‬إليها‭ ‬الأسر‭ ‬لتسريع‭ ‬وتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬الزواج،‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬أو‭ ‬يتعرف‭ ‬الشاب‭ ‬على‭ ‬الفتاة‭ ‬وكذلك‭ ‬كانت‭ ‬طبيعة‭ ‬الحياة‭ ‬مختلفة‭ ‬عما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭ ‬فالاختلاط‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬كان‭ ‬محدودا‭ ‬وضمن‭ ‬أطر‭ ‬وقواعد‭ ‬ضيقة‭. ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬وبسبب‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وانفتاح‭ ‬المجتمع‭ ‬والاختلاط‭ ‬المنتشر‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬كالوظائف‭ ‬والجامعات‭ ‬والمدارس‭ ‬والأسواق‭ ‬والمجمعات‭ ‬والتجمعات‭ ‬العائلية‭ ‬وتبدل‭ ‬بعض‭ ‬المعتقدات‭ ‬والثقافات‭ ‬لدى‭ ‬شريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬سهولة‭ ‬التعارف‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الشاب‭ ‬والشابة‭ ‬ما‭ ‬يمنحهم‭ ‬الفرصة‭ ‬للزواج‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وسيط‭ ‬كالخطابة‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬عزوف‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬أوضح‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬تأثير‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬الناس،‭ ‬فأغلبية‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬متأثرة‭ ‬بالثورة‭ ‬التكنولوجية‭. ‬وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتابع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬والكثير‭ ‬مما‭ ‬تنقل‭ ‬وتنشر‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل‭ ‬هي‭ ‬أشياء‭ ‬سلبية‭ (‬وقبيحة‭) ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬وتروج‭ ‬إلى‭ ‬العزوبية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الطلبات‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العوائل‭ ‬والشباب‭ ‬والشابات‭ ‬الذين‭ ‬يشترطون‭ ‬أمورا‭ ‬مادية‭ ‬ثقيلة‭ ‬ومبالغ‭ ‬باهظة‭ ‬وبعض‭ ‬المراسم‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ (‬الشو‭) ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬هدف‭ ‬إلا‭ (‬المظاهر‭) ‬والتفاخر‭ ‬وكذلك‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تعقدت‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬تجارب‭ ‬ممن‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬الزيجات‭ ‬الفاشلة‭ ‬فتصاب‭ ‬بردة‭ ‬فعل‭ ‬سلبية‭ ‬تجاه‭ ‬الزواج‭ ‬حيث‭ ‬تصاب‭ ‬‮«‬الجاموفوبيا‮»‬‭.‬

 

 

 

«مهنة (الخاطبة) في تونس ولت»​​​​​​​

قال‭ ‬التونسي‭ ‬منير‭ ‬قلال‭ ‬والمقيم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬36‭ ‬عاما،‭ ‬انتهى‭ ‬زمن‭ ‬الخطَّابات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يتراجع‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬ذهب‭ ‬وولى‭. ‬أما‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬عزوف‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬فهناك‭ ‬أسباب‭ ‬عدة‭ ‬أهمها‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الزواج‭ ‬وذلك‭ ‬جراء‭ ‬الارتفاع‭ ‬الصاروخي‭ ‬في‭ ‬تكاليف‭ ‬الحياة‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬والسبب‭ ‬الثاني‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬البطالة‭ ‬السائدة‭ ‬بين‭ ‬الشباب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬المتعددة‭.‬

وعن‭ ‬مدى‭ ‬تأييده‭ ‬لفكرة‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالخطّابات‭ ‬قال‭: ‬أنا‭ ‬أرفض‭ ‬تماما‭ ‬الاستعانة‭ ‬بـ«الخطّابات‮»‬‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بأي‭ ‬طرف‭ ‬ثالث‭ ‬للعثور‭ ‬على‭ ‬شريكة‭ ‬الحياة‭. ‬لأنني‭ ‬أعتبر‭ ‬أن‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬للزواج‭ ‬هو‭ ‬التعرف‭ ‬المباشر‭ ‬والشخصي‭.‬

#الخطابة #بين #الزمن #الجميل #وعصر #الذكاء #الاصطناعي

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد