الرهيدي: «عيال حارتنا» أمنيتي

رحلة العمر القصيرة، فيها أوراق كثيرة لم تتكشف حتى الآن.. هذه رحلة سريعة من الأسئلة والإجابات، أنتجتها مواقف الدنيا، نضعها كل يوم بعد لقاء أحد الوجوه البارزة في مختلف مجالات العطاء والإبداع.. رحلة لا تتوقف.. وضيفنا اليوم الفنان السعودي عبد المجيد الرهيدي.

– عبد المجيد الرهيدي
– فنان سعودي
– حاصل على بكالوريوس
– علوم مسرح “تمثيل وإخراج”
الهوايات: التمثيل
أبرز أعماله:
ـ حارة الشيخ
ـ سيلفي
ـ مخرج 7
ـ برنامج جوائز السعودية

01ـ 08 شخصي
– دون أي مقدمات.. دون أي محسنات أو إضافات.. كيف يمكنك التعريف عن نفسك أمام جمع من الغرباء؟
‎موهوب ولدي طموح.
– بعيدًا عن العمل والتحديات المهنية.. ما أعظم إنجازاتك الشخصية؟
‎بري بوالدي ووالدتي وعلاقتي الممتازة بعائلتي وأصدقائي.
– الطبع يغلب التطبع.. أي طباعك التي ما زالت تنتصر عليك وتسقطك بالضربة القاضية؟
‎طيبة قلبي.
– هل تملك من المال ما يجعلك آمنًا مطمئنًا أمام نوائب الدهر.. أم أن هذا المال آخر اهتماماتك؟
لا أملك هذا المال، ولكنني أحرص على اكتسابه بالعمل لتأمين مستقبلي ومستقبل عائلتي.
– الصبي الصغير الذي يتمنى حينما يكبر أن يكون رجلًا ثريًا.. مثل هذا هل تملك نصيحة ثمينة تهديها إليه؟
‎المال جزء من الحياة وليس الحياة.
– يكذب بعض الناس بكلمات بريئة وطريقة راقية ونوايا طيبة.. هذا النوع من الخداع المؤدب هل تلجأ إليه أحيانًا.. ومع من تفعلها؟
‎ألجأ إليه مع المحتاج والضعيف والمتضرر.
‎وضعت جائحة كورونا أوزارها.. تندلع حرب الحديد والنار والموت السريع في أقاصي أوروبا.. ماذا يحدث في هذا العالم؟
لا شك أن الحروب تدمر الحضارات وتسهم في انهيار ازدهار الدول، لكن نحن في مقاعد المتفرجين لا نملك سوى المتابعة.
– الذين يحشون أكواب القهوة بالسكر.. هل تعدّهم أكثر الناس سعادةً وذكاءً؟
‎لذة القهوة من دون سكر.. أما السعادة، لو كان ثمن شرب القهوة الحصول على السعادة والذكاء لكان التعساء والأغبياء في الأرض هم الأكثر حرصًا على شربها.

09ـ 15 رياضة
– السعودية والمغرب وتونس في المونديال.. وداع مؤلم وجارح للجزائر ومصر.. هل لديك تصور خاص لواقع الكرة العربية؟
شتان بين 2010 و2020، فسفراء الكرة العربية عالميًّا في ازدياد وانتشار وتوسع كمًا وكيفًا، لكن السؤال كيف ينعكس عطاء هؤلاء اللاعبين والمواهب الفذة التي وصلت العالمية على منتخبات بلادهم؟ السؤال موجه للاتحادات العربية من الممكن أن يكون لديهم الإجابة.
– كل شيء يؤكد أن الدوري السعودي الأفضل والأهم في القارة الآسيوية الكبيرة.. هل نحن بحاجة إلى براهين جديدة لنرسخ هذه الحقيقة.. أم أننا نبالغ في عواطفنا الكروية؟
دورينا أهم دوري آسيوي والدليل الحضور الآسيوي القوي لأنديتنا في الأعوام الأخيرة، فلا يكاد يمر عام إلا ونرى ناديًا سعوديًا في نصف النهائي أو وصيفًا أو بطلًا. ويمكنني القول إننا تجاوزنا الدول الآسيوية على مستوى قوة الدوري الذي انعكس على أنديتنا، فنحن وصلنا مستوى لم تصله الأندية الآسيوية.
– الحروب الباردة بين الأندية.. بين رؤسائها ونجومها وإعلامها وجماهيرها.. كيف نوقفها.. أم تراها ظاهرة رياضية صحية يجب أن تستمر؟
طالما هذه الحروب في إطار عادي بعيدًا عن الخروج من دائرة الذوق والخطوط الحمراء ومحورها الأساسي نصرة الفريق الذي يميل إليه بالطرق المشروعة سواء بالأحداث الداعمة لحديثه أو الأرقام أو الدلائل التي لا تقبل الشك فهي تعدُّ أمرًا صحيًا، فلا قيمة للرياضة دون هذه المناوشات التي تخلق لها أجواء جميلة تفاعلية يغلب عليها الحب والعشق للنادي دون أن تضل الطريق فتؤذي وتجرح، فالرياضة أساسها التنافس ومحركها الحب.
– تاليسكا وحمد الله وبيريرا وبانيجا.. هؤلاء الأربعة أكثر لاعبين أجانب ترددت أسماؤهم الموسم الجاري.. لماذا رافقتهم أجواء الصخب والجدل والآراء المتنافرة؟
كل مبدع له إنجاز يثار حوله الجدل، واللاعبون الأربعة يصنفون في خانة المبدعين رياضيًّا الذين يتمناهم ويحلم بهم أي نادٍ.
– لو منحك “فيفا” الحق في تغيير قانون كرة القدم.. فماذا أنت فاعل؟
‎أصدر مادة قانونية تمنع اللاعب من إعادة الكرة للحارس، لأن هذا المنظر المتكرر في الملاعب أراه يشوه جمالية الكرة.
– ما فريقك الذي وقعت في أسر محبته.. وما الثمن الذي تطلبه للتنازل عن هذا العشق؟
‎الأهلي عشقي.. ولا ثمن للعشق فهو أكبر من أن يثمن.
– حينما تترقب هذه الأحداث الرياضية العالمية الكبيرة التي تستضيفها السعودية.. فورمولا وفروسية وجولف وألعاب أخرى.. ماذا يجول في خاطرك؟
‎أتساءل لماذا لا توجد هذه الفعاليات والرياضات منذ زمن بعيد عندنا وأتحسف على ذلك، لكن أن تصل متأخرًا خيرًا من ألَّا تصل أبدًا.. وهذه نتاج رؤية الملهم محمد بن سلمان.

16ـ 20 فن وثقافة
– ‎سجَّل موسم الرياض أرقامًا باهرة في شتى فعالياته.. فنون وأفكار ومبادرات وابتكارات.. كيف تشاهد أنت الصورة في إطارها الواسع؟
موسم الرياض أعاد للعاصمة رونقها.. والسعودية قبل مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان شيء، وفي عهده شيء آخر، فرؤية السعودية 2030 وراء هذه النجاحات في شتى المجالات ومن ضمنها موسم الرياض درة الترفيه في الوطن العربي.
‎- هل تكتب اسمك وبثقة وسط قائمة تتمنى عودة أيام “طاش ما طاش” إلى الشاشة الرمضانية.. أم تعده عملًا تلفزيونيًّا تجاوزه الزمن وفاته القطار؟
‎لكل مرحلة فن يناسبها، وطاش كعمل إبداعي كان قمة في زمانه، لكن في هذه المرحلة فاته القطار، وهناك أعمال تناسب مرحلتنا الجارية، وما يناسب اليوم ليس بالضرورة أن يكون ملائمًا للغد.
– في عوالم الفن تظهر كل يوم وجوه جديدة.. أي الأسماء الصاعدة تراهن على نجاحاتها؟
‎لدينا مواهب شابة سعودية من الجنسين يمكن أن نراهن عليها، لكن رهاني أكبر على العنصر النسائي، لأن كل الأحاديث تنصب على الشباب فقط، وبدوري أراهن على الرباعي الموهوب إلهام علي، ميلا الزهراني، خيرية أبولين، والعنود سعود.
– الحب والجريمة والثروة أكثر ثلاثية تتناولها السينما.. هل لديك قضية رابعة ترشحها للعرض بشكل دائم؟
‎نعم، التسامح والعفو قيم تحتاج أن تكون حاضرة بشكل دائم في السينما، فلا بد أن يوازي الجوانب المادية جوانب فيها مشاعر وسلوك إيجابي حتى نحدث توازنًا في طرحنا الفني السينمائي.
– فنانتك الفاتنة التي تشكلت معها ذائقتك نحو نجمات السينما.. من هي.. ولماذا هي بالذات؟
‎فاتن حمامة.. لأنها ملاك شكلًا وخلقًا وظهورًا.. باختصار هي ملاك السينما العربية، يحبها الجميع ولا يكرهها أحد، لأنها بيضاء شكلًا ومضمونًا.

21ـ 30 فكر وحياة
– ‎‎الفكرة المجهولة التي تتمنى بلورتها على أرض الواقع.. هل جاء الوقت المناسب لتكشف خفاياها وأسرارها؟
‎لم يحن موعدها بعد.
‎- ما يسمى بزمن الطيبين.. أي شيء تختار منه لتأخذه معك في رحلة المستقبل؟
صفات كثيرة آخذها، ولا يمكن أن آخذ شيء وأترك أشياء من الصفات، كالتقدير والاحترام والأدب والود والنخوة والمروءة وغيرها الكثير.
– الناس المليئة قلوبهم بكراهيتك.. هل لديك رسالة واثقة تصدمهم بها؟
لك كراهيتك ولي حياتي فلا يعنيني.
الإعلاميون.. قديمهم وحديثهم.. من يعجبك منهم.. وماذا ستفعل لو توليت قيادتهم؟
يعجبني قينان الغامدي، وماجد الشبل ـ رحمه الله ـ، وسمير عطا الله، وتركي الحمد، وفرج فودة، والهادي التيمومي قديمًا، أما من الجيل الحالي فيشدني مفيد النويصر، وعبد الله المديفر، ومالك الروقي، وخالد مدخلي، وعمرو أديب، ولو ترأستهم لقدمت استقالتي وعدت لكرسي المعجب كي أستمتع بإبداعاتهم.
– على رفوف المكتبات ملايين الكتب التي أثرَت عقول البشر.. أي كتاب منها تريد أن تكون أنت مؤلفه وصاحبه؟
رواية “عيال حارتنا” لنجيب محفوظ.
– عندما يقول لك أقرب أصدقائك: أهدني عيوبي.. فهل تقول له نصف الحقيقة أم تتركه يعيش مع أوهامه؟
أكون واضحًا معه وشفافًا دون مواربة أو نفاق اجتماعي، ولأنني أحبهم أهدي لهم عيوبهم.
– أولئك البشر الذين يوصمون بالمفكرين.. بماذا تتمايز أفكارهم عن سواهم؟
يرون جوانب لا يراها الشخص العادي.
– في هذا العالم المكتظ بخلق الله.. من هو الوحيد الذي تأمنه على أسرارك وتسند عليه ذراعك؟
الأخ والصديق.
تلك السعادة التي يلهث وراءها كل الناس.. هل تعرّفت عليها في حياتك.. متى وكيف.. وما مواصفاتها؟
نعم في جبر الخواطر وسد احتياجات الناس.
– الإنسان الذي توقف عن الشغف والحلم والطموح.. كيف يمكننا مساعدته وإعادته إلى الحياة؟
ثمن النجاح هو الفشل في بداية الطريق، لذلك هو يسير بالشكل الصحيح، وإن كان قد فقد شغفه وطموحه فلينظر لمن أقل منه حينها يحمد الله على نعمه ويحرص أن يكون عونًا له، فبمثل هذه القيم السامية يرتفع الإنسان ويحيا من جديد.