- الإعلانات -

- الإعلانات -

السياحة الشتوية تغري الأوراسيين وغياب المرافق يثير استياء الجميع – الشروق أونلاين



أحدث تساقط الثلوج خلال الأيام الأخيرة حركية مهمة في جبال الأوراس ومناطق أخرى من الوطن، حيث أجمع الكثير بأن الفرصة كانت مواتية لممارسة عديد الأنواع من الرحلات السياحية في هذه الأجواء الشتوية، وبالمرة تجاوز المتاعب التي خلفها وباء كورونا، ما جعل الكثير من العائلات تفضل خيار تغيير الأجواء وزيارة جبال شيليا والشلعلع وغيرها من المناطق التي تجمع بين جمال الطبيعة وكثافة الثلوج في مناظر تريح النفس وتخلف صفاء الذهن وتجديد العزيمة.
أضفى تساقط الثلوج بكميات محترمة بجبال الأوراس الكثير من الحيوية وسط المواطنين والعائلات وكذا الجمعيات التي قصدت الجبال للاستماع بجمال الطبيعة، بشكل أعاد السياحة الشتوية والجبلية إلى الواجهة، في الوقت الذي يأمل الفلاحون تواصل تساقط الأمطار لتجاوز شبح الجفاف الذي لاحقهم في السنوات الأخيرة.
وقد كان للبساط الأبيض الذي زيّن جبال عديد بلديات وقرى ولاية باتنة وبقية مناطق الأوراس سحره الخاص على الصغار والكبار، ما حفّز الكثير على القيام برحلات جماعية وعائلية لمعانقة جمال الطبيعة والتمتع بسحر الثلج الذي أضفى أجواء مميزة في مناطق نافلة ومروانة ووادي الطاقة وعين الطين وبقية القرى التابعة لمنطقة آريس وإشمول وإينوغيسن ووادي الماء ومروانة، وصولا إلى جبال ومرتفعات شيليا والشلعلع والمحمل وغيرها، ما جعل الكثير من العائلات والجمعيات الثقافية تستغل الفرصة ببرمجة جلسات جماعية، من باب التسلية تغيير الأجواء والتخلص من ضغوط العمل والدراسة ومخلفات جائحة كورونا التي غيرت نمط حياة وتعاملات الجزائريين طيلة العام المنقضي.
كما سمحت مثل هذه الرحلات السياحية الجبلية للكثير من الزوار باكتشاف الوجه الحقيقي للأوراس في الشتاء على وقع الثلوج، خاصة القادمين من الجنوب الكبير، مثل بسكرة وورقلة والوادي وغيرها، وهي نفس الأجواء التي تعرفها مناطق وولايات أخرى، على غرار جبال الشريعة العريقة بالشمال، وكذا قرى وبلديات عاصمة الهضاب سطيف، وغيرها من المناطق المعروفة بمثل هذه الخصوصيات التي تشكل متنفسا مهما للمقيمين في المدن والأحياء الشعبية.
ويبقى الشيء الإيجابي في تقاليد السياحة الشتوية هو تفاعل السكان مع مثل هذه الأجواء المناسباتية التي ميزتها حركية جميلة على مستوى قرى وبلديات عاصمة الأوراس وعديد مناطق الوطن، وهو الأمر يعيد السياحة الجبلية إلى الواجهة، ويقلل من متاعب الجزائريين طيلة العام 2020 بسبب مخلفات ومتاعب وباء كورونا، مثلما تكرّس هذه التقاليد لجوانب مهمة تساهم في ترقية السياحة الصحراوية بمناطق الجنوب، وهذا بناء على الأجواء التي تجمع بين سحر الطبيعة والهدوء وراحة البال وكسر الروتين الناجم عن متاعب العمل وضغوط الحياة، في الوقت الذي يجمع الكثير من المواطنين الذين تحدثنا معهم على أهمية الاستثمار في مثل هذه المناسبات، لتفعيل السياحة الشتوية بشكل عام، سواء ما تعلق بالسياحة الثلجية الجبلية أو الصحراوية، وبالمرة دعوة المستثمرين والجهات الوصية إلى توفير المرافق اللازمة في مختلف الأماكن الإستراتيجية، وضمان خدمات مناسبة تساهم في تحسين ظروف الإقامة والإطعام وتسخير وسائل الراحة للزوار بغية تحفيزهم على اكتشاف معالم ومناطق هامة تقع في الأوراس وبقية مناطق الوطن، ما يفرض – حسبهم – السير على خطى جيراننا في تونس والمغرب لتفعيل القطاع السياحي بشكل عام، مبدين تأسفهم كيف لمناطق طبيعية ساحرة مثل جبال شيليا يقتصر فيها الأمر على شاليهات مغلقة خلال فصل الشتاء بحجة البرد وغياب أجهزة التدفئة، ناهيك عن عدم استيعابها لجموع الزوار، بحكم أن الأمر مقتصر على مرقد وشاليهات تعد على أصابع اليد الواحدة، في الوقت الذي لم يتم تفقد جبال الشلعلع إلى مرافق سياحية بمقدورها أن تشكل منطقة استقطاب العائلات وهواة الطبيعة، خاصة وأنها تتوفر على شجرة الأرز الأطلسي النادرة.
يحدث هذا في الوقت الذي لم يتوان جيراننا بتونس في تشييد مركبات سياحية ورياضية في مناطق جبلية عادية، إلا أنها تظل مقصد الجزائريين على مرّ السنوات الماضية، على غرار ما هو حاصل في عين دراهم الحدودية وقرية حمام بورقيبة وغيرها من المناطق التونسية، ما جعلهم يصنعون الفارق بتوفير الخدمات وحسن المعاملة، فيما بقيت السياحة مجمّدة ببلادنا رغم أن الجزائر تتوفر على مناظر ساحرة ومتنوعة ومناطق جبلية وصحراوية إستراتيجية تؤهلها لاستقطاب الزوار على مدار العام.



المصدر

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد