العلاج بالفن

التعبير الفنى وجد منذ وجود الإنسان الأول، ورسوم الكهوف تشهد بصحة ذلك الزمان، وإن رسم ذلك الفنان لتلك الأشياء لم يكن فى أغلب الأحيان لمجرد المتعة والفخر بإتقان العمل الفنى بل كانت الأهداف أعمق نفسيا.. يعتبر معلم التربية الفنية إخصائى العلاج عن طريق الفن، حيث إن عمله لا يتوقف عند إكساب التلميذ خبرات فنية فقط، بل يتعدى ذلك إلى دراسة أعماله الفنية من جهة نفسية واجتماعية ليخرج بفهم متكامل لشخصية الطالب ثم محاولة توجيهه فنيا ليتجاوز مشكلاته النفسية والاجتماعية، حيث هو الموجه النفسى والاجتماعى لمستقبل هذا الطالب. إن العلاج بالفن يعتمد على الأشكال البصرية (التصوير التشكيلى ـ الرسم ـ الطباعة ـ الخزف ـ الأشغال الفنية ـ النحت) كأداة يستعملها المعلم ليساعد الطلاب على إبراز الأفكار والمشاعر التى لا يستطيعون التعبير عنها بأى طريقة أخرى. ويمزج العلاج بالفن بين عناصر العلاج النفسى، والعمل الإبداعى، عن طريق استخدام الوسائط فى أنشطة فنية، حيث تختلف تبعا لاحتياجات الطلاب التى يحددها معلم التربية الفنية مثل تقدير الذات والحد من العزلة الاجتماعية وتحسين التأزير الحركى والمهارة اليدوية وتحسين التنبيه العقلى من خلال حل المشكلات والذاكرة البصرية، والتركيز، والتخيل. وتبدأ مرحلة العلاج بعد انتهاء الطلاب من أعمالهم الفنية مباشرة، حيث يطلب منهم الحديث عن أعمالهم الفنية وتفسيرها، يلى ذلك أن يقوم معلم التربية الفنية بعد انتهاء مناقشة الطالب بوضع تفسيره الخاص، الذى يستقيه من تفسير الطالب لعمله..

وأثبتت الدراسات نجاح العلاج بالفن مع حالات ذوى الاحتياجات الخاصة ودمجهم فى المجتمع الذى يعيشون فيه وهنا نستطيع أن نتحدث عن ضرورة دمج المدرسة مع المنزل فى التعريف بالمشكلات التى يعانيها الطالب لتوحيد أسلوب التعامل معها، والعمل على حلها. وممارسة الأنشطة التى تحتاج إلى جهد داخل المدرسة مثل التشكيل بالصلصال والطباعة وخامات البيئة مع الطالب ذى النشاط الزائد لتفريغ طاقته. وعمل برامج توعوية بدور العلاج بالفن فى الحد من المشكلات السلوكية والنفسية للطالب، والتنفيس عن الرغبات المكبوتة داخل الطالب من خلال الرسم.

إن المفهوم الجديد للمدرسة لا يحصر وظيفتها فى تحصيل المتعلمين للمعارف والسلوكيات والقيم، بل يتعداه إلى ضمان القواعد الضرورية لاندماج النشء فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية.. ولا يتأتى ذلك إلا بتعليم رفيع يمكن من بلوغ مستوى راق من المعارف والكفاءات.

أسامة محمد محمود
رابط دائم: 

#العلاج #بالفن

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد