- الإعلانات -

- الإعلانات -

المصمّمة ميرنا حمادة: فنّ الخط العربي يواكب عالم المفروشات المعاصر 

تربط الكشيدة (أو المدّة) بين حروف الكلمة، وتهدف إلى تطويلها. مع تكرار الأمر، في كلمات أي نصّ، حسب القواعد المحددة لكلّ خطّ، تسهّل الكشيدة القراءة، أو هي تزوّق الكلام المكتوب. من مفردة “كشيدة”، استقى المصمّمان ميرنا حمادة وإيلي أبو جمرة اسم شراكتهما الفنّية، ومن أحد معاني الكشيدة، والمتمثّل في الربط بين الحروف، هدفهما، وهو الجمع بين فنّ الخطّ والديكور المنزلي.
في الحوار الآتي نصّه، تتحدّث المصمّمة ميرنا حمادة لـ”سيدتي” عن كيفيّة مواكبة الخط العربي عالم المفروشات المعاصر، وعن طرق تطويع الخطّ في الاشتغال الفنّي، وعن الأثاث المتمايل حسب كتابة الحروف…
___
ما هو الرابط بين تصميم المفروشات والكشيدة؟
توصل الكشيدة بين حرفين، على غرار عملنا الفنّي الهادف إلى الربط بين فنّ الخطّ، والديكور المنزلي.

زوايا حادّة في الخطّ الكوفي

مكتبة تتخذ هيئة كلمة “اقرأ” منفّذة بالخطّ الكوفي

هل من خطوط محدّدة مستخدمة، في إطار الاشتغال الفنّي؟

نستخدم خطوطاً مختلفةً، كالديواني والكوفي والثلث والنستعليق، بالإضافة إلى خطوط عصريّة مبتكرة منّا. كانت المكتبة التي تتخذ هيئة كلمة “اقرأ” من أوائل تصاميم “كشيدة”؛ وهي منفّذة بالخطّ الكوفي المُمتاز بحروفه ذات الأشكال الهندسيّة، والقابلة لصنع زوايا حادّة (90 درجة)، الأمر الذي يفيد في حمل أوزان الكتب. أضرب هذا المثال، للإشارة إلى أن اختيار الخطّ في العمل الفنّي يرجع إلى طبيعة كلّ قطعة ووظائفها…
 

نشر جماليّات الخطّ العربي في المنازل هو من أولويات “كشيدة”

كيف ينسجم الطابع المعاصر، مع الحروف العربيّة، في المجموعات الجديدة؟
نشر جماليّات الخطّ العربي في المنازل هو من أولويات “كشيدة”؛ مع مرور الأعوام، لاحظنا أن الهدف من تسليط الضوء على فنّ الخطّ ليس استقطاب فئة العرب فحسب بل الجنسيّات المختلفة، وذلك لأن الفنّ لا يستهدف طائفةً معيّنةً من البشر أو جنسيّة محدّدة بل هو عابر للحدود. لذا، قمنا بابتكار خطوط جديدة، مع تقديمها في تصاميم الأثاث المعاصر لنشر الخطّ في مجالات أوسع. أرى أنّه بعد آلاف السنين، لا يزال الخطّ العربي موجوداً، وسيظّل كذلك في المستقبل، ما يؤكّد أن المجال مفتوح لتطوير هذا الفنّ أو رفده بأفكار جديدة، حتّى يواكب عالم المفروشات والاكسسوارت المعاصر.

 

الألوان المعدنيّة، كالذهبي والفضّي كثيرة الاستخدام، في مجموعات “كشيدة”، لأن الألوان المذكورة تتماشى مع ديكورات غالبيّة المنازل

 

ما هي المواد المستخدمة، في المجموعات الأخيرة، والألوان؛ يبدو لي أن هناك تكرار في استخدام الألوان المعدنيّة؟
صحيح؛ الألوان المعدنيّة، كالذهبي والفضّي كثيرة الاستخدام، كما الأسود، لأن الألوان المذكورة تتماشى مع ديكورات غالبيّة المنازل. لناحية الخشب، فإن التركيز هو على لون الخامة الطبيعيّة، سواء في حالة خشب الجوز أو خشب السنديان الفاتح، علماً أن هذه الأخير قد يطلى بالبنّي الداكن أو أي تدرّج من البنّي حسب الطلب. عموماً، لا فرقعة في ألوان القطع، التي تصمّم بصورة أنيقة، لتتماشى مع الديكورات المختلفة.

 

أقوال تحفيزيّة

كان المصمّمان استخدما عبارة من قلبي سلام لبيروت إثر انفجار المرفأ (4 آب 2020) على بعض القطع، الأمر الذي لاقى صدى من هواة الفن

هل من طريقة متبعة في اختيار الأقوال التي تحملها التصاميم؟ وهل اللغة الفصحى أساس أم المحكية واردة؟
الأقوال الدينية هي جزء من العمل الفنّي، جنباً إلى جنب الكلمات والأقوال التحفيزيّة من الثقافة العربيّة، الأقوال التي تخاطب مشاعر الناظر إلى قطعة الأثاث ومستخدمها. فمفردة كالبركة أو الحب، الواردة على العمل الفنّي، كفيلة بإيصال الرسالة. إلى ذلك، كنّا استخدمنا عبارة من قلبي سلام لبيروت (من قصيدة لبيروت، للشاعر الراحل جوزف حرب) إثر انفجار المرفأ (4 آب 2020) على بعض القطع، الأمر الذي لاقى صدى من هواة الفن، لا سيّما المغتربين اللبنانيين.

يتخذ الحرف العربي أهمّيةً بصريّةً في السنوات الأخيرة إذ يحضر في تعبيرات فنّية متعدّدة الوسائط؛ هل ترين أن هناك أسباب لذلك؟
حين بدأت “كشيدة” في عام 2011، كان الاشتغال بالخطّ العربي، في إطار التعبيرات الفنّية، غير رائج، لذا كان لـ”كشيدة” الأسبقيّة في تصميم الأثاث، ولا سيّما القطع المستخدمة في الحياة اليوميّة، على هذا النحو. أفرح راهناً لرؤية الاهتمام المستجدّ بالخطّ، ونتاج الشركات الناشئة، فهذا مؤشّر إلى استيعاب الناس لأهمّية فنّ الخطّ العربي. ولا أعتقد أن الأمر عبارة عن مجاراة لموضة سائدة، سواء تعلّق الأمر بـ”الفاشن” أو بتصميم الأثاث، لأن الخطّ العربي سيظلّ حاضراً بيننا، وهذا جيّد.

الاهتمام المستجد بالخط العربي في ميادين التصميم المختلفة مؤشر إلى استيعاب أهمّية هذا الفن

الحرف اليدويّة

ما هي مشاريعك الجديدة؟
الابتكار هو مشروع دائم في العمل، سواء تعلّق الأمر باستخدام البوسلين، أخيراً، على صعيد مجموعة جديدة من أدوات المائدة وأواني التقديم، أو خامات أخرى في تصميم الأثاث، مع التشديد على الحرفيّة اليدويّة، في طريقة التنفيذ، والتمسّك بأولئك الذين يقومون بهذه الأعمال.

في سطور…

المصمّمان ميرنا حمادة وإيلي أبو جمرة

كانت تخرّجت ميرنا حمادة في “الجامعة الأميركيّة في بيروت” عام 2009، بعد أن تخصّصت في التصميم الغرافيكي، وعملت في المجال ضمن وكالة إعلانات. ثمّ، أسّست “كشيدة”، بالشراكة مع إيلي أبو جمرة؛ فقد التقى الشريكان الفنّيان على مقاعد الدراسة، في “الجامعة الأميركيّة”، وجمع الشغف بالخطّ العربي بينهما، بعد أن اكتشفا سعة حدوده، ضمن صفّ مقرّر في الكلّية. شيئاً فشيئاً، غاص الشريكان في الخطّ العربي، فكان ذلك رئيساً في مشوارهما المستمرّ حتّى اليوم بدبي، والهادف إلى الإفادة من جماليّات الفن المذكور، في تصميم قطع مستخدمة في الحياة اليوميّة عبر “كشيدة”.

__

  • الصور من “كشيدة”

#المصممة #ميرنا #حمادة #فن #الخط #العربييواكب #عالم #المفروشات #المعاصر

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد