اليورو يحوم فوق أدنى مستوى وسط ترقب لقرار “المركزي”

يحوم اليورو، الخميس، فوق أدنى مستوى منذ 20 عاما الذي سجله قبل يومين، بينما يترقب المستثمرون قرار البنك المركزي الأوروبي بخصوص رفع أسعار الفائدة.

وبحلول الساعة 0747 بتوقيت جرينتش، جرى تداول اليورو منخفضا 0.3 بالمئة عند 0.99795 دولار، ليتماسك فوق أدنى مستوى منذ أواخر عام 2002 عند 0.9864 دولار، حسب “رويترز”.

وتبقي أزمة الطاقة في أوروبا العملة الموحدة تحت ضغط فيما يتعزز الدولار مع تكرار مجلس الاحتياطي الاتحادي التزامه بخفض التضخم إلى المعدل المستهدف، وفقا لـ”رويترز”.

تضخم قياسي وركود متوقع

من المقرر أن ينضم البنك المركزي الأوروبي إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة، الخميس، حيث يحاول القضاء على التضخم القياسي، على الرغم من أنه يخاطر بتفاقم الركود الذي يقول الاقتصاديون إنه يؤثر على أوروبا، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

ومن المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، مما يجعل سعر الفائدة على الودائع أعلى من الصفر للمرة الأولى منذ عام 2012، ولكن لم يستبعد خيار رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وفقا لـ”رويترز”.

وفي يوليو، حقق البنك أول زيادة له منذ 11 عاما في اجتماعه الأخير ورفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة عندما يتغير عادة بمقدار ربع نقطة فقط، حسب أسوشيتدبرس.

وقال رئيس الأسواق في آي.إن.جي، كريس تيرنر، “نتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي (الفائدة) 50 نقطة أساس فقط اليوم، بدلا من وجهة النظر التي تحظى بتوافق للآراء عند 75”.

وأضاف “إذا كان الأمر كذلك، فإننا نعتقد أن اليورو مقابل الدولار ربما يصحح تراجعه إلى حوالي 0.99 دولار، حسب رويترز.

وقال رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في Pictet Wealth Management، فريدريك دوكروزيت، إن “الفشل في التصرف اليوم سيؤدي إلى تحركات أكبر وتكاليف أعلى في المستقبل”، وفقا لـ”أسوشيتد برس”.

وقفز سعر الغاز الطبيعي المستخدم لتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل وإدارة المصانع – بأكثر من عشرة أضعاف حيث قلصت روسيا عمليات التسليم مع تصاعد التوترات بسبب الحرب في أوكرانيا، وهو ما يصفه السياسيون الأوروبيون بـ”الابتزاز بسبب دعم كييف”، وفقا للوكالة.

وتسبب التضخم في ارتفاع تكاليف الخدمات، حيث يتوقع العديد من الاقتصاديين أن تغرق منطقة اليورو في الركود في نهاية هذا العام وحتى عام 2023.

قال كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرغ، هولجر شميدنغ، إن تصرف البنك المركزي الأوروبي سيأتي “حتى على حساب إلحاق مزيد من الألم قصير الأجل للأسر والعاملين والشركات”، مضيفا أن خفض التضخم المتأصل “قد يكون أكثر تكلفة في المستقبل”، وفقا للوكالة.

وقال كبير الاقتصاديين في منطقة اليورو في بنك ING، كارستن برزيسكي، “ما زلنا نجد صعوبة في رؤية كيف يمكن للزيادات الشديدة في أسعار الفائدة أن تؤدي إلى انخفاض التضخم الرئيسي في منطقة اليورو”.

وأضاف أن الاقتصاد بعيد كل البعد عن الانهاك وسيقع حتما في “ركود خلال فصل الشتاء حتى دون المزيد من رفع الأسعار”.