- الإعلانات -
انتخابات المغرب.. نهاية «الإخوان المسلمين» وفشل الإيديولوجيا وكذب الشعارات

سلط موقع معهد «غيتستون انستتيوت» الضوء على الأسباب التي جعلت العرب لا يثقون في جماعة الإخوان المسلمين، معتبرا أن السقوط الانتخابي لحزب العدالة والتنمية في المغرب بمثابة الانهيار الإيديولوجي للتنظيم في العالم العربي.
وبحسب تقرير لـ «خالد أبو طعمة»، منذ تأسيسها عام 1928، كان شعار جماعة الإخوان المسلمين هو «الإسلام هو الحل» لكل المشاكل، واستخدم أتباع التنظيم هذا الشعار على مدار العقد الماضي للارتقاء إلى السلطة في عدد من الدول، من بينها مصر وتونس والمغرب والسودان.
وأردف: لكن الأسابيع القليلة الماضية أظهرت أن الكثير من العرب والمسلمين لم يؤمنوا بقدرة الإخوان المسلمين على الحكم أو في الادعاء أن «الإسلام هو الحل»، كما قال الكاتب المغربي سعيد ناشد: «لقد أخذ الإخوان المسلمون المغرب إلى عقد من الظلام».

تنظيم فاسد
ومضى يقول: اكتشف شعب مصر وتونس والمغرب والسودان، الذين منحوا الإخوان المسلمين فرصة للحكم، أن التنظيم فاسد وغير كفء.
وتابع: في الشهرين الماضيين، عانى الإخوان المسلمون من نكستين كبيرتين، الأولى في تونس، والثانية في المغرب.
وأضاف: لاقت الإطاحة بحزب النهضة التونسي من السلطة في يوليو ترحيبا ليس فقط من التونسيين، بل من قبل العديد من العرب الآخرين الذين اتهموا الإسلاميين، وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين، بنشر الفوضى وعدم الاستقرار في العالم العربي.
وتابع: تعرض حزب التنمية والعدالة الإسلامي الحاكم في المغرب هذا الشهر لهزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية، بينما فاز الحزب الذي كان شريكا في الائتلاف في الحكومتين السابقتين، بـ 12 مقعدا فقط من 395 مقعدا في البرلمان. وكانت هذه هزيمة مذلة للحزب الإسلامي الإخواني لأن عدد مقاعدهم انخفض من 125 إلى 12.
واستطرد: كما هو الحال مع الإسلاميين في تونس، يحتفل العديد من العرب الآن أيضا بسقوط الحزب المرتبط بالإخوان المسلمين في المغرب.
شعارات فارغة
وبحسب التقرير، يقول العرب إن الإسلاميين لم يجلبوا شيئا سوى الفساد والبؤس في البلاد التي حكموها، كما يقول العرب إنهم تعلموا الدرس ولن يثقوا في الإسلاميين وشعاراتهم الفارغة بعد الآن.
ونوه إلى أن حجم هذه الهزيمة يظهر أن الإسلاميين الذين حكموا بعد فترة «الربيع العربي» قد فشلوا، وأنه ليس لديهم ما يقدمونه سوى الشعارات والتصريحات الدينية.
ونقل عن الباحث الإسلامي التونسي سامي براهم، قوله: إن الأحزاب التابعة لجماعة الإخوان المسلمين فشلت في إنتاج برامج ورؤى لشعوبها، لقد فشلوا على جميع المستويات. هذا أيضا فشل سياسي وأخلاقي. لقد ربطوا أنفسهم بأحزاب فاسدة.
كما نقل عن المحللة السياسية اللبنانية هدى رزق قولها: حاولت جماعة الإخوان المسلمين أن تثبت لصناع القرار في واشنطن أنها وحدها، بصفتها منظمة سياسية معتدلة، قادرة على التعامل في عالم السياسة ببراغماتية وفاعلية.
وتابعت رزق: كانوا يعلمون أن واشنطن تهتم بالمسألة الأمنية أكثر من اهتمامها بالديمقراطية في الدول العربية، خاصة في عهد الرئيس باراك أوباما. أظهر الإسلاميون في تونس والمغرب قدرا كبيرا من البراغماتية والمرونة، مما ساعدهم على أن يصبحوا عنصرا أكثر اندماجا في الأنظمة السياسية في بلادهم.
وتساءلت المحللة اللبنانية: هل انتهى عهد الإسلام السياسي في الدول العربية بعد 10 سنوات من الربيع العربي؟
وأجابت بقولها: مما لا شك فيه أن الأسباب التي أدت إلى الفشل كانت بسبب الجمود.

فشل ذريع
ونقل التقرير عن عمرو الشوبكي، الباحث بمركز الأهرام المصري للدراسات، قوله: لا يمكن وضع كل تجارب الإسلام السياسي في سلة واحدة، حتى لو كانت هناك قواسم مشتركة لفشل تجربتهم في دول المنطقة العربية.
وتابع الشوبكي: أحد الأسباب الرئيسية لسقوط جماعة الإخوان المسلمين مرتبط بالمكون الإيديولوجي لجماعات التنظيم، بما في ذلك عدم الفصل بين الدين والسياسة، واحتكارهم المزعوم للحقيقة المطلقة، وادعائهم تمثيل الإسلام الحقيقي.
وأردف المحلل المصري: رفض العرب فكرة الولاية عليهم باسم الدين، وبدؤوا في التمييز بين الدين المقدس وبرامج الأحزاب وقدرتها على تحقيق مصالحها.
ووفقا للباحث المصري، فإن أحد أسباب فشل الإسلاميين هو أنهم في أعقاب ما يسمى بالربيع العربي، كانوا يخبرون الناس أنهم جربوا النظام الاشتراكي والرأسمالي، والآن حان الوقت لتنفيذ المشروع الإسلامي لحل جميع المشاكل.
وتابع بقوله: بعد 10 سنوات، فشل المشروع «الإسلامي» ولم ينجح في حل مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية.
افتقار الخبرة
ونقل التقرير عن مروان شحادة، الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية، قوله: أحد أسباب فشل الإسلاميين هو الافتقار إلى الخبرة السياسية والفشل في التحول من المعارضة إلى الحكومة، السبب الآخر لفشل الإسلاميين هو تبنيهم نفس سياسات وتكتيكات الحكومات والأنظمة التي حلوا محلها.
وتابع شحادة: أصيبت الجماعات والأحزاب الإسلامية بالأمراض التي عانت منها أطراف أخرى، خاصة الفساد. لقد فشلوا في إدارة شؤون بلادهم أو حل المشاكل أو تزويد الناس بما يستحقونه. لم يجهزوا كوادر مناسبة لعمل الدولة.
ونقل عن أمين السوسي علوي، الباحث المغربي في القضايا الجيوسياسية، وصفه لهزيمة الإسلاميين في المغرب بالزلزال الذي سيقضي على ظهر الإخوان المسلمين في العالم الإسلامي.
وتابع علوي: إن تجربة المغاربة مع الإسلاميين خلال العقد الماضي مكنتهم أخيرا من اكتشاف زيف الشعارات الشعبوية التي استغلها حزب العدالة والتنمية لاختراق الحكومة.
ونقل التقرير عن الكاتب الليبي ميلاد عمر مزوغي، قوله: في حين أن العرب الذين صوتوا في الماضي للأحزاب المرتبطة بالإخوان المسلمين ربما ارتكبوا خطأ، لكنهم عرفوا كيف يعاقبون من خيب آمالهم.

ممارسات بشعة
وأردف مزوغي: لم يهتم الإخوان المسلمون في شمال أفريقيا بشعوبهم، وقاموا بأبشع الأعمال، وربطوا مصير شعبهم بتركيا، واستوردوا منها كل شيء لإنعاش الاقتصاد التركي، ونتيجة لذلك أفرغوا خزائن بلادهم وأفقروا شعوبهم، مما أدى إلى تصاعد البطالة والجريمة. يخطئ الناس أحيانا في اختياراتهم بسبب عدم وضوح الرؤية، ويقدم المرشحون معلومات كاذبة، لكنهم بالتأكيد يصححون خطأهم في أول فرصة، فالانتخابات البرلمانية المغربية عبرت بصراحة عن أن الجمهور المغربي استسلم للإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون نبتة شريرة.
ونقل عن الكاتب والمحلل السياسي السعودي فهد الشقران، قوله: إن سقوط جماعة الإخوان المسلمين في المغرب يعود إلى انتشار الفساد الفاضح الذي أثار غضبا شعبيا. العديد من الناخبين في المغرب يرون في جماعة الإخوان المسلمين تنظيما انتهازيا يحمل العديد من الشعارات الفارغة من أجل الاستفادة من الحكومة في أسرع وقت ممكن.
وحذر الشقران من أنه إذا لم يتعلم المسلمون من التجارب المميتة للإخوان المسلمين، فإن تجربة الفشل ستتكرر كل بضعة عقود.
شعارات خادعة
ونقل التقرير عن الكاتب الفلسطيني حافظ البرغوثي، قوله: لطالما زعمت أحزاب الإخوان المسلمين أنه ليس لديهم فرصة للحكم من أجل تنفيذ برامجهم. لكنهم تولوا الحكم في المغرب لمدة 10 سنوات ولم يحققوا أي إنجازات للمغاربة الذين خدعتهم الشعارات الدينية.
وأضاف: أثبتت التجربة أن أحزاب الإخوان المسلمين ماهرة في الهدم وليس البناء، والدليل أنهم يحكمون دون أن يقدموا لمن يحكمون أي خدمات غير الانتصارات الوهمية والفساد.
وأردف: تخلصت تونس من الإسلاميين لأنهم دمروا الاقتصاد وسرقوا أموال الشعب. في المغرب، ظل الإخوان المسلمون في السلطة لسنوات عديدة، مما أغرق البلاد في أزمة اقتصادية واجتماعية.
ونقل عن منير أديب، الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية، قوله: سقوط الإسلاميين في المغرب هو انعكاس لانهيار التنظيم في مصر وتونس ودول عربية أخرى. هذا السقوط ليس سياسيا، بل هو انهيار إيديولوجية الجماعة التي أصبحت غير مرغوب فيها في الدول العربية.
- الإعلانات -
#انتخابات #المغرب #نهاية #الإخوان #المسلمين #وفشل #الإيديولوجيا #وكذب #الشعارات
تابعوا Tunisactus على Google News
- الإعلانات -
