- الإعلانات -

- الإعلانات -

“تعبت من إخفاء صلعي تحت شعر مستعار” – BBC News عربي

تشارلي جونزبي بي سي نيوز4 يناير/ كانون الثاني 2023صدر الصورة، Debbie Burrowsالتعليق على الصورة، تقول لورا إنها تعتاد ببطء على فكرة تقديم نفسها كامرأة صلعاء في الحياة اليومية وليس فقط على وسائل التواصل الاجتماعيكان عمر لورا ماتياس لا يتجاوز الثالثة عشرة، عندما بدأت تفقد شعرها. وبشكل تلقائي، اعتبرت الفتاة نفسها الملامة على ذلك. شخّص الطبيب حالتها بأنها إصابة بمرض الثعلبة المناعي، وقال إنها ناجمة عن التعرض للتوتر والإجهاد. كان والدا لورا حينها في مرحلة الطلاق، وبدت الحياة صعبة بالنسبة للفتاة. على مدى السنوات الـ 17 التالية، أخفت لورا أمر تساقط شعرها، ولجأت إلى ارتداء الشعر المستعار باستمرار، وكان لديها عدد من الباروكات، ما تسبب لها بتهيج في فروة الرأس، وصل إلى خروج الدم منها في كثير من الأحيان. خلال فترات الإغلاق بسبب انتشار وباء كورونا، تشجعت لورا على مغادرة منزلها في مانينغتري ، في مقاطعة إسيكس البريطانية، من دون ارتداء شعرها المستعار، وشيئا فشيئا بدأت تفصح عن حالتها في منشورات على حسابها على إنستغرام.وفي النص التالي، تخبرنا لورا قصتها بنفسها، وتتحدث عن أمنياتها بالنسبة للمستقبل، وكيف أوصلتها التجربة والمعاناة الطويلة إلى تقبل نفسها كما هي، ومتابعة حياتها كامرأة شابة صلعاء. ‘لم أغادر المنزل طوال ستة أشهر’صدر الصورة، Laura Mathiasالتعليق على الصورة، لعدة أشهر لم تذهب لورا إلى المدرسة لأنها كانت قلقة للغاية بشأن حالتها ومظهرهاوجد مصفف الشعر بقعة صغيرة خالية من الشعر في مؤخرة فروة رأسي عندما كان عمري 13 عاما، وأخبر أمي بذلك، واقترح عليها أن تأخذني لزيارة الطبيب.أخبرني الطبيب أنها داء الثعلبة، ونصحني بأن أحاول ألا أشعر بالتوتر لأنه سيزيد الوضع سوءا، وقال إنني إذا هدأت فقد ينمو شعري مجددا. وعلى الفور بدأت ألوم نفسي.وحدثني أيضا عن بعض غرف الدردشة عبر الإنترنت، التي يمكنني الانضمام إليها، وهي مدارة من قبل جمعية خيرية بريطانية لمساعدة المصابين بداء الثعلبة، لكنني لم أفعل ذلك، وكنت أرفض أن أتقبل ما يحدث لي.كانت الخلافات تنشب بين والدي، ويتجادلان طوال الوقت، وكان الأمر مرهقا للغاية. كنت أستيقظ لأجد على الوسادة خصلا متساقطة من شعري، وأصبح الأمر يحرجني لدرجة أنني توقفت عن الذهاب إلى المدرسة.لم أغادر المنزل طوال ستة أشهر، وتوقفت عن فعل كل شيء. وكان هوسي مركزا على دراجتي الرياضية الثابتة، لأنها كانت الشيء الوحيد الذي يمكنني التحكم فيه، وفقدت الكثير من وزني. في الرابعة عشرة من عمري، طلبت من مصفف الشعر أن يحلق ما تبقى من شعري، ويساعدني في العثور على شعر مستعار (باروكة)، وقد كان مقاسها كبيرا جدا بالنسبة لي، وعلى الفور تفاقمت بسببها حالة فروة رأسي. أنا أعاني أيضا من الإكزيما، وطوال عدة سنوات كان وضعي يزداد سوءا بشكل كبير بسبب ارتداء الشعر المستعار. لقد أجبرت نفسي لاحقا على العودة إلى المدرسة، لكنني وُضعت في صف أقل، إلا أنني أفلحت في الاعتراض، وجادلت بأن لدي إمكانات، ويجب أن يُسمح لي بالعودة إلى الصف الأعلى. كان ذلك إنجازا، والحمد لله أنني عدت للدراسة، وإلا، من يدري كيف يكون حالي اليوم؟ ‘تعبت من الاخفاء’صدر الصورة، Debbie Burrowsالتعليق على الصورة، لورا كان لديها هويتان لورا الصلعاء في المنزل، ولورا التي ترتدي شعرا مستعارا خارج المنزلكنت أنفق كل ما أملك على شراء شعور مستعارة باهظة الثمن لكي أضمن عدم انكشاف سري. لم أكن أذهب إلى أي مكان في العطل أو أي شيء من هذا القبيل، فمثلا شراء باروكة يمكنني استخدامها لعامين كلفني 3000 جنيه إسترليني (تقريبا 3577 دولارا أمريكيا).عندما أغادر المنزل أكون “لورا في الباروكة”.عندما أبقى في المنزل أغلق جميع الستائر وأكون “لورا الصلعاء”. كان التطرف قد وصل بي إلى هذه الدرجة، ولم أكن أرى أي خيار آخر. تذكرت مرة كلام الطبيب وبدأت بمتابعة وسم “الثعلبة” على إنستغرام، وفجأة بدا الأمر وكأن الستائر قد رفعت عن نوافذ حياتي، وفكرت “يا إلهي، هناك أشخاص آخرون مثلي!”. خلال فترة الإغلاق وانتشار الوباء، قررت أنني تعبت من إخفاء حقيقة فقداني لشعري. كم من السنوات كانت ستمضي وأنا أرتدي الباروكة لدرجة أن تنزف جلدة رأسي، ما لم يحصل ما غير روتين حياتي؟في صيف عام 2020، شاركت في جلسة تصوير من دون أن أرتدي الشعر المستعار. وبدأت في مشاركة قصتي على وسائل التواصل الاجتماعي، لكي أبني ثقتي بنفسي. شعرت أنني كنت أقوم بتأريخ يومي للحالة على الإنترنت، وكان الناس يتابعونني، وشعرت أنني مضطرة إلى نزع الشعر المستعار. ولم أبدأ سوى مؤخرا فقط، بالخروج أحيانا من دون الشعر المستعار، وما زلت أتعلم الشعور براحة إزاء ذلك.”قابلت نساء رائعات مصابات بالثعلبة”صدر الصورة، Laura Matthiasالتعليق على الصورة، لورا مع صديقتها في روتردام ترتديان عصابة رأسكونت الكثير من الصداقات الرائعة من خلال مشاركة قصتي. وقابلت العديد من الشابات الأخريات اللاتي يعانين من فقدان الشعر، وساعدني ذلك على اعتبار الصلع أمرا طبيعيا.التقيت مؤخرا في روتردام بصديقة تعرفت عليها عبر الإنترنت فقدت شعرها وهي في الثلاثينيات من عمرها. لقد استغرق مني تقبل الأمر ما يقرب من 20 عاما، لذا يذهلني الأشخاص الذين مروا بهذه التجربة مؤخرا، وتصالحوا مع الأمر. صدر الصورة، Debbie Burrowsالتعليق على الصورة، كونت لورا صداقات مع شابت أخريات مصابات بالثعلبة عبر وسائل التواصل الاجتماعيكانت الصور الوحيدة التي رأيتها لنساء صلعاوات قبل أن ألتقي بتلك الشابات الرائعات، هي صور عارضات أزياء بأجساد نحيفة ورؤوس محلوقة بطريقة عصرية. وكنت بحاجة إلى أن أرى نساء عاديات صلعاوات، نساء حقيقيات من جميع الأشكال والأحجام، لكي أتقبل نفسي.لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه في التعامل مع الصلع لدى النساء. وأود يوما أن أرى في المجلات صور نساء برؤوس فيها فراغات لغياب الشعر، أي لم يكتمل بعد صلعهن، وأود أن أرى مزيدا من المصابات بمرض الثعلبة في وسائل الإعلام بشكل عام، وليس فقط عندما يستضفن للحديث عن تساقط الشعر. “العمل هو المكان الوحيد الذي أخفيت فيه صلعي”صدر الصورة، Laura Mathiasالتعليق على الصورة، لا تزال لورا تجد صعوبة بالذهاب إلى العمل من دون شعر مستعاركان هناك مكان واحد أخفي فيه إصابتي بالصلع، واعتبرها سرا، وهو مكان العمل.ولطالما أخفيت الأمر في جميع الوظائف التي عملت فيها، لكنني حصلت مؤخرا على وظيفة جديدة في منظمة “أنقذوا الأطفال”، وهي منظمة بريطانية غير حكومية تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم، وقررت أن أقوم بالتغيير. لقد أجريت المقابلة عبر تطبيق زووم من دون أن أضع الشعر المستعار. لم أذهب إلى المكتب برأس مكشوف بعد، ولكنني اكتفيت بربط عصابة على رأسي، وهذه خطوة كبيرة. أن تباشر عملا جديدا هو دائما أمر صعب، وأنا أعاني من الأكزيما في جلدة الرأس، كما فقدت رموشي أيضا. لذا تأثرت بالأمر، وقلقت بخصوص مظهري، لذلك شعرت أنني بحاجة إلى عصابة الرأس، وأنها تريحني. بدأت بالنشر على”لينكدين” بعد حادثة حفل توزيع جوائز الأوسكار، الذي قام فيه ويل سميث بصفع كريس روك لأنه قال نكتة عن إصابة زوجته بالثعلبة. أردت أن أشارك وجهة نظري. لقد تحسن مستوى الوعي بالثعلبة بعد حفل الأوسكار بشكل هائل، رغم أن الحادثة لم تكن الرد الأفضل. وقد طلب مني موقع “لينكدين” مؤخرا المشاركة في أول برنامج لمنشئي المحتوى في المملكة المتحدة، واستمتعت حقا بالعمل معهم. وأرغب في الاحتفاء بالأشخاص الذين لديهم اختلافات واضحة ويمكنهم العمل كموجهين في العمل، وآمل أن يتم استخدام أفكاري ليكون مكان العمل بيئة أفضل للجميع.’شخصت إصابتي باضطراب نقص الانتباه’صدر الصورة، Debbie Burrowsالتعليق على الصورة، تم تشخيص إصابة لورا مؤخرا باضطراب نقص الانتباهإلى جانب التعامل مع داء الثعلبة، شخصت مؤخرا إصابتي باضطراب نقص الانتباه، وهذا ساعدني على فهم جوانب عديدة في حياتي. أردت أن أفهم نفسي بشكل أفضل، وبدأت بالقراءة عن النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن بهذا الاضطراب، وكان ذلك مهما جدا بالنسبة لي.ليس لدي مرشح خاص للتعامل مع الأشياء، ويصعب علي التركيز، وهي أعراض شائعة، وأنا مفرطة في رغبتي بالمشاركة، وغالبا ما أقول نعم لكل شيء، وأصاب بالإنهاك. صدر الصورة، Debbie Burrowsالتعليق على الصورة، أحيانا تشعر لورا بالرغبة بارتداء الشعر المستعاردرست السينما والأدب في جامعة وارويك، وكان ذلك تحديا كبيرا، لأنني أجهدت نفسي كثيرا في الدراسة على حساب صحتي، وتمكنت من الحصول على المرتبة الأولى.كانت محاولة إخفاء حالتي مرهقة لغاية. قد تكون مهام البالغين العادية مثل الغسيل وترتيب المنزل بالنسبة لي أمرا صعبا. وأعتقد أيضا أنني أعاني من حساسية مرضية تجاه الرفض، وهي مرتبطة بشكل وثيق باضطراب نقص الانتباه، لذلك أتأثر بشدة بأي نوع من الرفض. ويؤثر هذا الخوف من الرفض على سلوكي وعلاقاتي. ولطالما قيل لي إنني حساسة، وأحيانا أكثر من اللازم. إنه لأمر جيد الشعور بأن حالتك مبررة، لقد كنت أتعامل بشكل مختلف مع طريقة عمل عقلي. ما زلت أحاول فهم كل شيء، ولكن على الأقل لدي الآن تشخيص طبي.’ما زال الناس يحدقون بي’صدر الصورة، Debbie Burrowsالتعليق على الصورة، تشارك لورا في حملات وتعمل مع جمعيات خيرية للتوعية بمرض الثعلبةأتلقى دائما رسائل على إنستغرام من أشخاص عانوا حديثا من تساقط الشعر، أو في بعض الأحيان من ذويهم، وأوضح لهم دائما أن تجربة كل شخص مختلفة، وأن الكثير من الأشخاص تكون خسارتهم للشعر لفترة محددة، لينبت بعدها الشعر من جديد. وقد لا يكون لديهم داء الثعلبة، الذي كان لدي في الأصل، قبل أن يتطور إلى ثعلبة يونيفيرساليس، ما يعني أنه لم يعد لدي شعر على الإطلاق. وأسأل الناس دائما، “هل لديك من يمكنك التحدث معه حول هذا؟”.أنصحهم بطلب المساعدة من جمعية” ألوبيشيا يو كي” الخيرية التي تطوعت معها. كما أعمل أيضا مع المؤسسة الخيرية “تشينجينغ فيسيز”، وشاركت في حملة “ستوب ذا ستيرينغ” أي “أوقفوا التحديق” ، والتي ساهمت برفع مستوى الوعي بحقيقة أن التحديق بالأشخاص المختلفين بشكل واضح أو الذين يعانون من تشوه، يمكن أن يتسبب بأذى لهم. صدر الصورة، Amanda Akokhiaالتعليق على الصورة، صورة للورا شاركت في معرض عن الأشخاص أصحاب المظهر المختلفما زلت ألاحظ أن الناس يحدقون بي عندما أخرج من دون باروكة. وأعتقد أنهم يفترضون أنني مصابة بمرض مثل السرطان، وأنني أتلقى العلاج، لذلك أحظى بكثير من النظرات المتعاطفة، ما يجعلني أشعر بعدم ارتياح.آمل حقا أن لا تحدق الأجيال القادمة بنا بهذه الطريقة، وأن تقبلنا فقط. وهذا من الأسباب التي تجعلني أحاول كل ما بوسعي لرفع مستوى الوعي بداء الثعلبة.صدر الصورة، Laura Mathiasالتعليق على الصورة، كانت لورا متحمسة بشدة لمشاركتها في المعرضما زالت تمر بي أيام أشعر فيها برغبة في ارتداء شعر مستعار، ولم أذهب حتى الآن إلى أي حفل زفاف من دون الباروكة، لكنني أصبحت أكثر فأكثر أخرج من المنزل مقدمة نفسي كامرأة صلعاء فخورة، ولم أكن سابقا أفكر أنني سأتمكن من فعل ذلك يوما. امتلاك الخيار شيء جيد ومريح. لقد أمضيت حياتي كلها وأنا أريد أن لا ألفت الأنظار حين أكون بين الآخرين، وأن لا يدرك الناس أنني أرتدي شعرا مستعارا. لكن الآن، أعلم أنه لا يهمني إذا لاحظ الناس ما أرتديه على رأسي أم لم يلاحظوا. صدر الصورة، Debbie Burrowsالتعليق على الصورة، تشارك لورا بعرض الأزياء خلال أسبوع الموضة بلندن للعلامة التجارية “أنهيدن”الآن، أشعر أن العيش مع هذا الاختلاف الواضح في مظهري جزء لا يتجزأ مني، سواء اخترت ارتداء الشعر المستعار أم لا، لكنه ليس الوحيد الذي يحدد هويتي. لذا رسالتي إلى من يقابلني هي: انظر إلي إذا شئت، اطرح علي الأسئلة إذا كنت تريد معرفة المزيد، لكن لا تعتقد أن شعري (أو عدم وجوده!) هو الشيء الأكثر إثارة للاهتمام في وجودي. تلك كانت قصة لورا كما أخبرتها لتشارلي جونز، الصحفية في بي بي سي نيوز

#تعبت #من #إخفاء #صلعي #تحت #شعر #مستعار #BBC #News #عربي

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد