تعز: ندوة سياسية بمنتدى أطياف تبحث جذور الثورات العربية

عدن الان/ خاص:

 

نظّم منتدى أطياف الأكاديمي العلمي الثقافي بمحافظة تعز، يوم امس، فعالية مهمة وقراءة تاريخية ومعاصرة حول الجذر السياسي للثورات العربية قديماً وحديثاً. 
 
وفي مستهل الفعالية التي حضرها عدد من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين ورواد المنتدى، أكد رئيس المنتدى الدكتور/عبدالله اليوسفي، بأن هذه الفعالية تأتي ضمن محاضرات وحلقات نقاشية تقام أسبوعياً وتتناول العديد من القضايا والموضوعات العلمية والثقافية والاجتماعية. 

 

ثم ألقى الكاتب والصحفي عبدالعزيز السيافي، المحاضرة التي حملت عنوان (الجذر السياسي للثورات العربية قديما وحديثا.. قراءة تاريخية ومعاصرة)، الذي قال في مستهلها “أن التوظيف السياسي للدين كان على يد آل البيت في حادثة “غدير خم”، وجعلوا من السلطة السياسية نصا دينياً ينص على انتقال السلطة بعد وفاة الرسول (ص) إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، دون بقية صحابة رسول الله صلاوات الله وسلامه عليه.

وبين الكاتب “السيافي” بأن النبي محمد بن عبدالله (ص)، لم يوص بالسلطة لأحد من آل بيته من بعده، وجعل أمر السلطة السياسية من الأمور الدنيوية، وتخضع للتقدير الزمني والمكاني، وفق الآثر النبوي:”أنتم أعلم بشؤون دنياكم”.

 

وسرد “السيافي” الأحداث التاريخية بعد وفاة رسول الله (ص)، وحتى القرن الرابع الهجري حين شهد العالم الإسلامي ثورة القرامطة والحشاشين، الذين اسقطوا خلالها مكة وانتزعوا الحجر الأسود، ثم نقلوه إلى البحرين وظل هناك 20 عاماً.

 

وأضاف “لم يبوب العلماء المسلمين في كتبهم  ل “فقه الثورات”، بل لفقة “الفتن”، وعد الإمام أحمد بن حنبل إن الفرائض آولى من مسائل الحكم والسياسة”، مشيراً إلى أن مسائل الأموال والقضاء ظلت تحظى بالأهمية على حساب القضايا السياسية، وظهر الإهتمام بها متآخرا على يد “الماوردي” في كتابه “الأحكام السلاطنية”.

 

وقال: لم تسلم المذاهب الآربعة من توظيف سياسي لها من قبل المتعاقبين على الحكم، فكان المذهب الذي يخاصمه الحاكم السابق، يقربه الحاكم اللاحق إليه.. مضيفاً بأن العرب والمسلمين لم يطوروا نظاماً للحكم أو صيغة للتداول السلمي للسلطة في المراحل اللاحقة من تاريخ الدولة الأموية والعباسية والإيوبيين والمماليك والعثمانيين، ولا العالم العربي والإسلامي بعد خروج المستعمر. 

 

وتابع قائلاً :”ظلت تتوزع مابين ملكية (مطلقة – دستورية مقيدة – دستورية صورية) أو جمهوريات تسلطية “الضباط الآحرار”، أو ماتسمى في أدبيات الفكر السياسي الاسلامي بالملك العضوض “حكم الغلبة والقوة”.

 

وتطرق إلى ان مصر ظهرت فيها حركات إصلاحية كالتي قام بها الإمام محمد عبده وجمال الدين الآفغاني، وتيار الوطنية المصرية لمصطفى كامل، ثم تيار الوطنية المهادنة على يد سعد زغلول، وصولاً  إلى جماعة الإخوان كحركة وطنية ذات هوية إسلامية ضد الإحتلال الإنجليزي وأعوانه.

 

وتحدث عن هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الآولى انتهت إلى خروج الأتراك من الآراضي العربية، وعانى العالم العربي صراعاً مريرا على  هوية الدولة هل هي: إسلامية – علمانية – وطنية قومية – إشتراكية – رأسمالية؟!، مشيراً إلى أن أنظمة الحكم تفاوتت في الجمهوريات مابين جمهوريات تسلطية “دولة الزعيم الآوحد”، أوجمهوريات صورية تجرى فيها الانتخابات، لكن متحكم بنتائجها سلفاً لصالح “الحزب الواحد”.

 

وأضاف “بعد الحرب العالمية الثانية شهد العالم الديمقراطية الليبرالية، وبعد تفكك الإتحاد السوفيتي تبنت الدول التي كانت تخضع للمعسكر الشرقي الديمقراطية الإجتماعية، وفي جمهورية لبنان الديمقراطية التوافقية “المحاصصة الطائفية السياسية”، التي وضعها المستعمر الفرنسي حينئذ وماتزال حتى اليوم.

 

وبين “السيافي” أن الدولة الوطنية والقومية  ظهرت كردة فعل للحكم العثماني للمنطقة العربية، وظهور الدول القومية في مطلع القرن التاسع عشر في آوروبا، وانتشار الفكر القومي المتطرف ضد الأجانب كالفاشية في إيطاليا، والنازية في ألمانيا.

 

وأضاف “عانت الجمهوريات من الانقلابات العسكرية ولعل أكثر هذه الدول هي سوريا والعراق وموريتانيا والجزائر والسودان واليمن”.، مؤكداً بأن العرب لم يقوموا بثورة وصلت إلى الحكم الديمقراطي النيابي إلا في تونس وتم الانقلاب عليها بأدوات الديمقراطية نفسها.

 

وتابع” بعد الربيع العربي تطور النظام السياسي في الملكيات الدستورية ووصل الإسلام السياسي في المغرب والأردن إلى المشاركة بالسلطة، وعلى الرغم من التحسن في الحالة السياسية إلا إنها ظلت ممارسة السلطة في الملكيات الدستورية صورية ،كما هوالحال في الجمهوريات الديمقراطية صورية.

 

واختتم محاضرته بالقول”يظل الاستبداد السياسي والديني، وغياب التداول السلمي للسلطة هو الجذر التاريخي والسياسي للثورات العربية قديما وحديثا، مع عدم اغفال بقية الأسباب الآخرى من اجتماعية وإقتصادية وثقافية”.

 

وعقب انتهاء المحاضرة تم فتح باب النقاش حول موضوع الفعالية، وكانت المداخلة الأولى للدكتور/شفيق الصلوي، الذي أكد على أهمية أن تقوم القوى السياسية والثقافية، والأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الاعلام، بدورها الإيجابي في صناعة الوعي، من أجل التخلص من هذه الكوارث والحروب والصراعات، والانتقال إلى معركة البناء والتنمية المستدامة في شتى مجالات الحياة.

 

من جهته أشار الناشط السياسي/عدنان الاثوري، إلى أن بعض الدول العربية التي شهدت ازمات وصراعات سياسية، وحينها سميت بثورات (الربيع العربي)، تعرض بعضها لانتكاسات كارثية، لكن تونس هي الدولة الوحيدة التي استشعرت حجم المخاطر التي تهددها، واتخذت خطوات سريعة لتجنيب البلاد انهيار كاد أن يحدث لولا تظافر جهود جميع القوى الحية ووعي المجتمع.

وقال الدكتور/عبدالناصر الاثوري، بأن المحاضرة كانت شامل كافة التقلبات التي شهدتها الأمة العربية خلال حقب زمنية (قديمة، ومتوسطة، وحديثة)، وإذا أردنا الحديث عن الحرية والعدالة والديمقراطية سنجد أن الاشكاليات تكمن في القوى السياسية التي انشغلت بصراعاتها البينية، وتجاهلت عمداً الدور المناط بها في صناعة الوعي وتوحيد الجهود لتحقيق نهضة شاملة. 

وبين الكاتب الصحفي/سالم المجيدي، أهمية تظافر الجهود الرسمية والشعبية، من أجل التصدي للفكر السلالي الذي يهدد السلم الاجتماعي، ويسعى بكل الوسائل إلى تغيير شامل للمناهج الدراسية.. داعياً كل الإعلاميين والمثقفين للقيام بدورهم الوطني في هذه المرحلة التي تستدعي توحيد الجهود للوقوف أمام التحديات الخطيرة التي تواجه البلاد والعباد. 

وبين محمد الشاذلي، أن مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، قامت مؤخراً بتغيير المناهج الدراسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في خطوة تهدف إلى هدم الوعي، وغرس الفكر العقائدي السلالي في عقول الأجيال، وعلى الجميع ان يدرك أهمية توحيد الصف الوطني لمجابهة هذه الجرائم الحوثية. 

واوضح رئيس منتدى أطياف الأكاديميين العلمي الثقافي الدكتور/عبدالله اليوسفي، في مداخلته، بأن أي مكون سياسي يصل إلى الحكم، يجد معارضة ورفض من المكونات السياسية الأخرى، وهذا يعني أن لكل طرف سياسي لديه ايديولوجية مختلفة عن أيديولوجية الآخر، وبالتالي فإن الأدلجة بحد ذاتها تحتاج إلى إعادة النظر. 

وأكد الدكتور “اليوسفي”، أن غياب المشروع الاقتصادي للقوى السياسية أو الحاكمة، في بعض الدول العربية أدى إلى حدوث اضطرابات وصراعات وانهيار اقتصادي وصحي وتعليمي ومجاعة وفقر أصابت الشعوب وعلى إمتداد عشرات السنين.

من جهته قال زكرياء العبسي، بأنه لايمكن ان تقوم دولة مدنية حديثة، طالما وهناك قوى طائفية وقبلية، مهما طال الزمن، مالم يتم تحجيم دور هذه القوى، والعمل على بناء دولة يسودها النظام والقانون والعدالة والمساوة ونهضة حقيقية شاملة. 

وتحدث الدكتور/محمد الاصبحي، عن حقائق مهمه فيما يتعلق بالتاريخ الاسلامي.. مبيناً حقائق تاريخية عن التنظيم الفارسي المجوسي الشيعي الذي عمل منذ وقت مبكر على اشعال الفتن وخلق الصراعات البينية، ولعب دور بارزا في محاربة الإسلام والمسلمين، وتمزيق النسيج الاجتماعي في كثير من الأقطار العربية والإسلامية. 

وتحدث الدكتور/مدهشي المعمري، قائلاً “مشكلتنا في الدول العربية الأستبداد و(الأستبداد المورث)، ومع الاسف النخب السياسية التى تصل الى السلطة في الغالب تاتي عبر الخارج”.. مشيراً إلى أن الحوثي يقوم بتغيير المناهج وسيعمل على نشر ثقافة فكره السلالي العنصري البغيض.. مضيفاً بأن لدينا تعددية سياسية وكل طرف لايقبل بالأخر، ومازلنا نعيش في حاله الفردية. 

وقال مختار المجيدي” لو استعرضنا منذ بداية الوجود البشري على هذه الأر، سنجد أن فكرة البشر قبل أن يصلوا إلى الزراعة كانوا قائميين على ثقافة الصيد خلال فترة من الزمن، وحتى اكتشفت الزراعة وبدء الأنسان يستقر، وبدأت ثقافة الصيد تتلاشى، ثم تشكلت القوانيين في الدول. 

آخر مداخلة للدكتور/عز الدين المخلافي، الذي أكد بأن الاستعمار الخارجي للدول العربية، انتج ملكيات أكثر الجمهوريات، وفيما بعد تحولت إلى جمهوريات ملكية.. مشيراً إلى أن النخب هي في كل الأحوال تقرر وتقود الشعوب، لكن من المؤسف للغاية ان الشعوب تفرز نخب لاتعكس وجهات نظر الشعوب.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الان ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الان ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

#تعز #ندوة #سياسية #بمنتدى #أطياف #تبحث #جذور #الثورات #العربية

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد