- الإعلانات -

- الإعلانات -

تونس تحيي الذكرى العاشرة للثورة تحت الإغلاق التام

واستنفدت تونس التي يعتمد اقتصادها على المانحين الدوليين إلى حد بعيد، في الربيع الماضي برنامجا للدعم منحه صندوق النقد الدولي، من دون أن تتمكن من النهوض باقتصادها وإصلاح القطاعات الحيوية فيه.
وأثّر الوباء بصفة مباشرة على قطاع السياحة الذي يعتبر ركيزة للاقتصاد ومصدرا للعملة الصعبة وأصبح هذا القطاع يعاني من أزمات متواصلة منذ العام 2011 إلى اليوم وخسر كثيرون من العاملين في المنشآت السياحية وظائفهم التي كانت تعيل عشرات العائلات.
في موازاة ذلك، تعطلت أنشطة استخراج الفوسفات والنفط في ولايات مثل قفصة وتطاوين (جنوب) بسبب الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بالتشغيل وتحسين البنية التحتية داخل هذه الولايات المهمشة.
وتراجع إنتاج الفوسفات إلى أدنى مستوياته من نحو 8 ملايين طن سنويا في 2010 إلى 500 ألف طن أو أكثر بقليل في سنوات ما بعد الثورة وخسرت تونس الأسواق التقليدية في منافسة المغرب ودول أخرى.
في المقابل، تعيش الطبقة السياسية تناحرا وصراعات متواصلة على السلطة ويتهمها بعض التونسيين بخدمة مصالح فئات معينة من المجتمع على حساب البعض الآخر، فيما استشرى الفساد في كل مناحي ومفاصل الدولة.
وإزاء انسداد الآفاق وارتفاع البطالة، ارتفعت أعداد المهاجرين السريين من تونس في اتجاه السواحل الإيطالية وسجلت أرقاما قياسية منذ العام 2011. ويُشكل المهاجرون التونسيون أكبر عدد بين جنسيات المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا العام الماضي (حوالي 38 بالمئة).
وتفيد أرقام وزارة الداخلية الإيطالية أن 12883 تونسيا وصلوا إلى إيطاليا في العام 2020، أي قرابة خمسة أضعاف مقارنة بعددهم في العام 2019.
ويعتبر مركز دراسات ‘ترانسناشونال’ في أمستردام أن الحكومات التسع المتعاقبة “وجدت صعوبة في إحداث توازن بين مصالح النخبة التقليدية وباقي المواطنين المهمشين”.
ويغذي الإحساس بالإحباط والخذلان بعض الحنين إلى النظام القديم ويعمل بعض السياسيين على دعم هذا التوجه مثل الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه المحامية عبير موسي القيادية السابقة في حزب التجمع الديمقراطي، الحزب الحاكم قبل الثورة.
ويدعو هذا الحزب الذي تترأسه عبير موسي إلى إقصاء الإسلاميين وعلى رأسهم حزب النهضة المحسوب على تيار الإخوان المسلمين الذي يتواجد في السلطة منذ ثورة 2011، والعودة إلى نظام رئاسي قوي.
ويحمل معظم التونسيين الإسلاميين الفشل في إدارة الدولة وفي استشراء الفساد والمحسوبية وغلبة المصالح الفئوية والحزبية وتغول اللوبيات على حساب المصالح العليا للبلاد.
ويعيش حزب حركة النهضة أزمة داخلية غير مسبوقة على وقع انقسامات وانشقاقات واستقالات لعدد بارز من قيادته بينهم لطفي زيتون مستشار رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي يشغل أيضا رئاسة البرلمان.
وكان نحو 100 قيادي في الحركة قد قدموا عريضة تطالب الغنوشي بعدم الترشح مجددا لرئاسة الحركة، في أول خطوة من داخل النهضة سلطت الضوء على حجم الخلافات الداخلية.
وفي الوقت ذاته تعمل أحزاب ممثلة بكتل برلمانية على عزل الغنوشي من رئاسة البرلمان ورفع الحصانة عن نواب من ائتلاف الكرامة المتحالفين مع النهضة ومن ضمنهم رئيس الكتلة سيف الدين مخلوف، بسبب تجاوزات دستورية وقانونية وكان من أيضا من بين الأسماء التي طالب القطب القضائي برفع الحصانة عنه للتحقيق معه في قضايا مالية.

المصدر

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد