تونس تخفف إجراءات الحجر الصحي… وسياسيون يطالبون بإعادة «الهبة الإماراتية» بعد استغلالها في «إهانة» بلادهم

منذ ساعتين

حجم الخط

تونس – «القدس العربي»: أعلنت السلطات التونسية تخفيف إجراءات الحجر الصحي بسبب وباء كورونا، بعد تسجيل تراجع كبير في عدد الإصابات اليومية، فيما طالب سياسيون الحكومة التونسية بإعادة اللقاحات التي قدمتها الإمارات لبلادهم ضمن ما بات يُعرف بـ «الهبة الإماراتية» بعدما استغلت أبوظبي الأمر في الإساءة لصورة تونس وإظهارها كـ «دولة محتاجة».وأعلنت الناطقة باسم وزارة الصحة، نصاف بن علية، تقليص ساعات الحجر الصحي بداية من الثامن من آذار/مارس الحالي، بحيث تصبح من الساعة العاشرة ليلاً إلى الساعة الخامسة صباحاً، فضلاً عن إلغاء قرار منع التنقل بين الولايات وتعويضه بغلق المناطق التي تشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا، وتمديد عمل المقاهي والمطاعم إلى الساعة الثامنة مساء.وحول الإجراءات الخاصة بالوافدين على البلاد، قالت بن علية، في ندوة صحافية عقدتها الجمعة في العاصمة: «تقرر إلزام جميع الوافدين على تونس بتقديم تحليل سلبي لا تتجاوز مدته 72 ساعة مع ضرورة إجراء تحليل سريع في مناطق العبور وإعادة تحليل مرة ثانية بعد 48 ساعة من الوصول إلى تونس مع الدخول في حجر صحي ذاتي. وفي حال كانت النتيجة سلبية، يمكن للمعني مواصلة المهمة التي قدم من أجلها، لكن في حال كان التحليل إيجابياً يدخل المعني مباشرة في المسلك الخاص بالمصابين بكوفيد 19».فيما رجح رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا، الهاشمي الوزير، مضيفاً: «خلال الشهر الحالي، ستصل اللقاحات إلى تونس بكثافة، وعملية التلقيح ستنطلق أيضاً بكثافة بعد 24 ساعة أو 48 ساعة على أقصى تقدير من وصول الدفعة الأولى من اللقاحات».وأشار إلى أن تونس ستستقبل 93600 جرعة من لقاح «فايزر» وحوالي 500 ألف جرعة من لقاح «استرازنيكا» في إطار مبادرة «كوفاكس» العالمية، فضلاً عن «تخصيص كمية أخرى تقدر بنحو 300 ألف جرعة من لقاح «سبوتنيك» ستصل خلال الأيام المقبلة إلى تونس».وتسبب وباء كورونا في وفاة 8106 شخص منذ بداية تفشي الفيروس في البلاد قبل نحو عام، فيما تم اكتشاف 235 ألفاً و634 إصابة، شفي من بينهم 200 ألف و984 حسب بيانات وزارة الصحة.ودعا سياسيون السلطات التونسية إلى إعادة اللقاحات التي قدمتها الإمارات للرئاسة التونسية، رداً على محاولة أبوظبي استغلال الأمر في الإساءة لتونس.وكانت وسائل إعلام إماراتية تحدثت عن «فرحة تونسية» كبيرة باللقاحات والمساعدات التي قدمتها أبوظبي، مشيرة إلى أن الإمارات دأبت دوماً على دعم «الدول المحتاجة» كما نشرت فيديوهات لشباب تونسيين عبروا عن «فرحتهم» بالمساعدات الإماراتية، وهو ما أثار موجة استنكار في تونس.ودعا وزير الصحة السابق، عبد اللطيف المكي، الحكومة إلي إعادة اللقاحات الإمارتية، حيث دوّن على صفحته في موقع فيسبوك: «السيد رئيس الحكومة، أرى أن تعيدوا كمية اللقاحات فوراً إلى مصدرها، لأننا لم نُرِدْها ولأننا لا نقبل الامتهان، كما حدث في إعلامهم».وعلق الرئيس السابق منصف المرزوقي، بقوله: «أوافق على اقتراح عبد اللطيف المكي، وأقاسم كل تونسي وتونسية غضبه من تسريب القصة إلى استغلالها إعلامياً. أرجعوا لحكام الإمارات لقاحاتهم. المنّ الحقير لا يكون على التونسيين، يا ألدّ أعداء تحرر شعبنا وأمتنا».وأضاف رفيق عبد السلام، القيادي في حركة النهضة: «الإمارات تبث شريطاً دعائياً لـ 500 لقاح صيني منت بها على رئاسة الجمهورية، وتتحدث كما لو كان التونسيون شعباً منكوباً وجائعاً ينتظر بعض إحسان حكام أبو ظبي. هذه اسمها إهانة لتونس واستخفاف بشعبها. لا حاجة لنا بلقاحكم وهداياكم المقيتة المسمومة التي تتبجحون بها وتستغلونها لامتهان كرامة التونسيين والدعاية لحكامكم».وكانت «الهبة الإماراتية» الأخيرة للرئيس قيس سعيّد والمتمثلة في 1000 جرعة من لقاح كورونا، أثارت جدلاً واسعاً في تونس، وخاصة بعد إخفاء الرئاسة لهذا الأمر لأكثر من أربعة أشهر، قبل أن يقوم السفير الإماراتي بالإعلان عنها، ويتم التسويق لها بشكل واسع من قبل الإعلام الإماراتي.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد