- الإعلانات -

- الإعلانات -

جريدة المغرب | انطلاق أول قمة عربية صينية في الرياض: نحو إحياء «طريق الحرير» التاريخي في سياق تحالفات جديدة

• سعيد يؤكد على أهمية بناء عالم جديد قائم على التنمية العادلة

انطلقت امس فعاليات أول قمة عربية صينية، وذلك في العاصمة السعودية الرياض بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ ومشاركة واسعة من القادة والمسؤولين العرب. وتعد هذه القمة حدثا تاريخيا بامتياز وتعكس تحولا في العلاقات الدولية والشراكات الاستراتيجية التقليدية في الشرق الأوسط وتوجها خليجيا وعربيا نحو الشرق من خلال إحياء طريق الحرير التاريخي بكل ما يمثله من متغيرات إقليمية ودولية . وتهدف «قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية» الى تأسيس شراكة استراتيجية عربية صينية بما يخدم المصالح المشتركة.
وقد ترأس القمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي ألقى كلمة وعد فيها بمواصلة التعاون العربي الصيني «لخدمة الأهداف المشتركة» .
وأكد ولي العهد السعودي أن العلاقات العربية الصينية قائمة على التعاون والاحترام المتبادلين داعيا إلى ضرورة تعزيز الشراكة بين الدول العربية والصين. وأضاف الأمير محمد بن سلمان أن «المملكة تعمل على تعزيز التعاون من أجل الاستقرار الإقليمي والعالمي». كما أعرب عن تقديره لموقف الصين في دعم التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية. وقال إننا نسعى إلى تعزيز مستوى التعاون والتطلع إلى مرحلة جديدة من الشراكة.
وقال ولي العهد السعودي: «تؤسس القمة العربية الصينية لمرحلة جديدة بين دولنا»، مضيفا: «نثمن مبادرة أصدقاء التنمية العالمية التي طرحتها الصين».
وتابع الأمير محمد بن سلمان: «نقدّر موقف الصين الداعم لحل الدولتين وفق المبادرة العربية».
حدث مفصلي
من جانبه اعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ القمة «حدثا مفصليا في تاريخ العلاقات الصينية العربية». وأضاف: «نتحد ونتقدم معا بهدف تحقيق طموحات دولنا»، مشيرا إلى «إنشاء 17 آلية تعاون في إطار منتدى التعاون الصيني العربي».
وأشار إلى تعزيز التضامن والتعاون وبناء مجتمع لمستقبل أوثق على الجانبين الصيني والعربي . وشدد على أن «ما يجمعنا هو الاهتمام بالسلام والانسجام والسعي وراء الحق والدعوة إلى الحوار بين الحضارات».
كما تعهّد الرئيس الصيني شي جينبينغ بإقامة علاقات وثيقة في مجالي الأمن والطاقة مع دول الخليج خلال اجتماعات مع قادة بلدان المنطقة.
وقال شي في بداية القمة الصينية-الخليجية «ستواصل الصين دعم دول مجلس التعاون الخليجي بحزم في الحفاظ على أمنها وبناء إطار أمني جماعي للخليج».
وتابع «ستواصل الصين استيراد كميات كبيرة من النفط الخام من دول مجلس التعاون الخليجي»، متعهدا في الوقت نفسه بمجالات أخرى للتعاون في مجال الطاقة بما في ذلك واردات الغاز الطبيعي المسال.
كلمة تونس
واكد الرئيس قيس سعيّد، في كلمته أمام القمة على أهمية التنمية والتعاون بين العرب والصين في «بناء عالم جديد». وأضاف سعيّد: «لا تنمية دون سلام، ولا سلام للجميع في غياب تنمية عادلة، ولا نريد بناء جدران جديدة بل نعمل من أجل أسس جديدة في بناء جديد ينهي التوزيع غير العادل للثروات». وتابع بالقول: «شعوبنا دفعت ثمن ما يُتعارف عليه بالعولمة التي لم تغيّر الواقع في العالم».
وشدد سعيد على ضرورة أن «تُوفّق القمة في شق طريق جديدة وبمفاهيم جديدة تصنعها البلدان العربية والصين معا انطلاقا من القيم والإرادة نفسها».
وقال: «لا تنقصنا الحكمة ولا الإرادة المشتركة في بناء عالم جديد سنؤسس له من هذه القمة يكون قوامه التنمية والأمن والسلام للإنسانية جمعاء».
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، أكد سعيّد على ضرورة «التوصل إلى حل عادل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان واحترام الوضع التاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها».
وكانت لسعيد لقاءات على هامش القمة مع كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ، والمصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح. وخلال هذه اللقاءات، شدد على «تجديد علاقات تونس مع هذه البلدان في مجالات التنمية والاستثمار». وتعد هذه اللقاءات فرصة لتعزيز فتح فرص الاستثمار الصينية في تونس على هامش القمة .
تقارب صيني سعودي
واللافت ان هذه القمة تعكس تقاربا سعوديا صينيا غير مسبوق في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الامريكية جفاء وتوترا على خلفية قرار «أوبك بلس» الأخير بشأن عدم الترفيع في انتاج النفط . وقد عكس البيان المشترك الصيني والسعودي إرادة مشتركة لمزيد تعزيز التعاون في اطار رؤية جديدة للعلاقات بين الطرفين . وتحدث بيان صيني سعودي مشترك عن ضرورة التركيز على الانبعاثات بدلاً من مصادرها في معالجة مسألة التغير المناخي، وهو النهج الذي أيدته دول الخليج الغنية بموارد الطاقة.
وتم الإعلان عن 46 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم حول عدة قطاعات، من الإسكان إلى تدريس اللغة الصينية، بينما يسعى الجانبان إلى تحقيق منافع اقتصادية واستراتيجية من خلال تعميق التعاون.
وفي السياق نفسه أكد الرئيس الصيني، في كلمة له أمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي ، على مواصلة الصين استيراد النفط بكميات كبيرة من دول الخليج، كاشفا عن خطط إنشاء مجلس استثمار صيني خليجي. وقال إن ثمة تواصلا صينيا مع مجلس التعاون الخليجي منذ نشأته، وإن المجلس نجح في تخطي التحديات العالمية، مشددا «على مواصلة الدعم الثابت لأمن الخليج». وأعرب عن ترحيبه بمشاركة الدول الخليجية في مبادرة أمن الخليج»، لافتًا إلى «أن بلاده ستعمل على إنشاء المركز الخليجي الصيني للأمن النووي. مشيرا إلى أن الصين ستتعاون مع دول الخليج في الاستثمار بالطاقة النظيفة. من ناحية أخرى، كشف الرئيس الصيني عن خطط إنشاء مجلس استثمار مع دول الخليج»، ولفت إلى تضافر الجهود مع دول المنطقة لتفعيل نظام المدفوعات بالعملات المحلية. كما عبر شي عن حرص بلاده على التعاون مع دول الخليج في مجالات الحوسبة والاقتصاد الرقمي، وإطلاق سلسلة من مشروعات التعاون في مجالات الفضاء، قائلا: «نرحب بدخول رواد فضاء خليجيين لمحطة الفضاء الصينية».
فلسطين حاضرة
وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن استيائه من الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مؤكدا على دعم بلاده إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين. وقال: «لا يمكن استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الفلسطينيون ولا المساومة على الحقوق المشروعة»، مشيرا إلى ضرورة منح فلسطين «العضوية الكاملة في الأمم المتحدة».
وأضاف أن بكين «تدعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية».
ولعل السؤال الأهم الذي يطرح نفسه اليوم هو ما سيكون موقع بلادنا في خضم هدا العصر الجديد من العلاقات العربية الصينية ، وهل ستلتقط الدبلوماسية التونسية المشاركة في القمة على أعلى مستوى هذه اللحظة التاريخية الفارقة في اطار التحولات العالمية الراهنة؟.

#جريدة #المغرب #انطلاق #أول #قمة #عربية #صينية #في #الرياض #نحو #إحياء #طريق #الحرير #التاريخي #في #سياق #تحالفات #جديدة

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد