جلول: للمغرب حقوق تاريخية في الصحراء .. والتخوين مأساة الفكر العربي

في وقت يستمر فيه الفتور الدبلوماسي الذي يطبع العلاقات التونسية المغربية منذ استقبال الرئيس قيس سعيد زعيم البوليساريو في غشت من العام 2022 خلال قمة “تيكاد”، وزيادة ضبابية مشهد مستقبل العلاقات ما بين البلدين إثر دخول تونس في محادثات حول مبادرة جزائرية مغاربية تقصي الرباط؛ قال ناجي جلول، رئيس حزب الائتلاف الوطني التونسي، إن “تونس حافظت على موقف الحياد الإيجابي في مسألة الصحراء غير أن استقبال زعيم البوليساريو لم يكن في محله وكان خطأ”. وأضاف جلول، في تصريح لهسبريس، أن “تونس فقدت دورها باعتبارها الوسيط المُبجل في هذا النزاع، غير أنه مازال لدينا الفرصة من أجل أن نلعب هذا الدور ما بين الجزائر والمغرب، هذا الأخير تربطنا به علاقات تاريخية عريقة، ولا ننسى في هذا الإطار أن الدولة الوطنية التونسية الأولى، أي الدولة الحفصية، كانت متفرعة عن الموحدين في المغرب”. حقوق تاريخية أوضح المتحدث أن “المطلوب من السلطات التونسية أن تأخذ على الأقل موقف الحياد الإيجابي رغم أن هناك إمكانية لحل هذا الإشكال الذي أصبح إشكالا تاريخيا أكثر منه إشكالا سياسيا واقتصاديا”، مشيرا إلى أن “الخلاف حول الصحراء مشكل أساسي، يجب أن نجد حلا لهذا الخلاف، وأنا أعتبر أن المغرب له حقوق تاريخية في الصحراء. وبالتالي، فإن الحل ممكن عبر الجلوس إلى طاولة المفاوضات وأن تكون تونس هي الوسيط. وبالتالي، فمن غير المعقول ألا تكون علاقات جيدة مع المغرب”. ودعا رئيس الائتلاف الوطني التونسي الوزير السابق في حكومة “يوسف الشاهد” إلى عودة العلاقات ما بين بلاده والمملكة المغربية، قائلا: “أجدادنا القرطاجيون كانوا تجارا وكانت تونس بلدا مفتوحا، فلماذا هذا الانغلاق اليوم؟ المغرب، مثلا، انفتح على إفريقيا ويحقق اليوم نجاحات مهمة في التنمية الاقتصادية عبر الانفتاح على العالم، لقد كنا تقريبا مثل المملكة في وقت سابق ثم انغلقنا بعد ذلك مع انتشار نوع معين من الخطابات”. هذه الخطابات قال عنها جلول إنها “تتعاطى، مثلا، مع قضايا الهجرة باعتبار المهاجرين سيغيرون من التركيبة العرقية للشعب التونسي، فنحن أيضا لدينا مهاجرون ونعاملهم بشكل لا إنساني في هذا البلد، وهذا عيب. وللأسف الشديد، فحتى اسم إفريقيا مستمد من تونس، لكن في نهاية المطاف هذا هو خطأ النخبة التونسية”. وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول المبادرة الجزائرية الأخيرة، أوضح المتحدث أن “تونس ليست بحاجة إلى تعقيد أكثر لعلاقاتها مع دول الجوار، وأنا أؤمن بالوحدة المغاربية وبالتكامل المغاربي، فنحن خمس بلدان مستلقة ولا واحدة من الدول المغاربية لها وصاية على الأخرى”، قبل أن يضيف أن “الجزائر، مثلا، يربطنا معها عمق حدودي وسياسي، ولا أعتقد أن هناك تدخلا في الشأن الداخلي التونسي رغم وجود بعض محاولات الوصاية على تونس”. تخوين وقتل علاقة بوضع المشهد السياسي في تونس، خاصة في إطار التحضير للانتخابات الرئاسية المرتقبة هذا العام، أشار المسؤول الحزبي التونسي إلى أنه ينوي الترشح “لكن ليس قبل صدور القوانين الانتخابية، لأنني أومن بالشرعية وبالديمقراطية، وسُجنت لأجل الديمقراطية”. وتفاعلا مع انتقاد الرئيس قيس سعيد ما أسماه تهافت مرشحين مرتبطين بالخارج على الاستحقاقات الرئاسية، قال جلول: “من مآسي الفكر السياسي العربي التخوينُ، فهذه الخطابات لا تُقدمنا إلى الأمام، ونحن كلنا أبناء هذا البلد باختلافاتنا، فالكل له الحق في التواجد في المشهد السياسي، بمن في ذلك الإسلاميون”. وسجل رئيس حزب الائتلاف الوطني التونسي أن “الخطاب الرسمي في تونس يخوف الناس، فمنذ الثورة إلى اليوم تحاول كل الطبقات السياسية فرض الوصاية على الشعب التونسي، وقتل منافسيها، رغم أن المنافس لا يُقتل في الديمقراطية، يُزاح من السلطة لكنه يبقى، وهذه عقليات مأساوية تدل على أن الثقافة الديمقراطية ما زالت لم تتأصل في تونس”. وخلص ناجي جلول إلى أن “اليوم في تونس يمكن أن تجلس مع سفير دولة أجنبية وتتهم بالتخابر مع الخارج، وهذا الخطاب يسيء إلى صورة وسمعة الدولة التونسية، وهناك اليوم استياء من هذا الخطاب، وأنا أرجو ألا تكون هناك قوانين انتخابية صارمة، لأنه في الأخير لا شيء فوق الاختيار الشعبي”.

#جلول #للمغرب #حقوق #تاريخية #في #الصحراء #والتخوين #مأساة #الفكر #العربي
تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد