حقائق مفزعة عن المديونية العمومية في تونس

بلغت المديونية الخارجية لتونس  %75 من مجموع  المديونية العمومية ، وفق ما بينته المعطيات المنشورة حول المديونية العمومية .

ووفق ما ذكرته جريدة الشارع المغاربي في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 16 فيفري 2021، فإن الدين الخارجي كان يمثل  %60 من مجموع الدين العمومي مقابل  %40 دين داخلي في سنة 2010  ثم ارتفع إلى نسبة  %75 دين خارجي سنة  .2020 بمعنى أن هذه الهيكلة  بالتزامن مع توزيع هذا الدين الخارجي حسب مصدر العملة الخارجية الذي  يعد بنسبة  %48 باليورو و %28 بالدولار الأمريكي و %  11 باليان الياباني  والبقية  %13بعملات أخرى وهي كلها تعد من بين أعتى العملات العالمية مما يمثل عناصر خطورة كبرى على سيادة واستقلال البلاد.

وهذا معطى تجاهلته  كل الحكومات المتتالية أو ربما سعت له بعض الأطراف حبا وطمعا في السلطة وتقربا من أصحاب القرار في الداخل والخارج. هذا التصرف غير المسؤول والذي  ما زالت تمعن فيه كل الأطراف المتمسكة بالسلطة يرتقي في كل الأحوال إلى مستوى الضرر الفادح في حق الوطن والشعب، وفق ذات المصدر.

والمعطيات المنشورة من طرف البنك المركزي تبين أن المديونية العمومية الجارية ارتفعت من  25,639 مليار دينار سنة  2010 أي ما يعادل 13,494 يورو آنذاك إلى  94,069 مليار دينار سنة  2020 أي ما يعادل  28,505 مليار يورو بالسعر الحالي للدينار. هذه المقاربة تبين أن المديونية العمومية تضاعفت   3,6 مرات بالدينار التونسي بينما المقارنة باليورو تبين أنها تضاعفت  2,1فقط مما يدل على خطورة انهيار قيمة العملة الوطنية في احتساب المديونية العمومية.

وهذا المعطى يتجلى من خلال مقارنة قيمة الدين الخارجي بين سنة  2014 وسنة  2019 حيث ارتفع من  24,781 مليار دينار إلى  58,405 مليار دينار في هذه المدة أي بفارق  33,624مليار دينار. غير أن التدقيق في هذا  الفارق يبين أن  17,0مليار دينار نتج مباشرة عن انهيار سعر الدينار مقابل  أسعار عملات مصدر الدين وأن المديونية الخارجية الصافية كانت في حدود   16,6مليار فقط.

كما كشفت المعطيات المنشورة أن نسبة  %93 من الدين الخارجي الذي تحصلت عليه الدولة سنة  2019تم صرفه لتسديد خدمة الدين الخارجي لنفس السنة. بمعنى أن الدولة تتداين لخاص الديون. وهذا التصرف علاوة على أنه يدفع البلاد إلى الإفلاس فهو أيضا يتنافى مع المبادئ الأساسية للديون التي يجب ان تكون مشفوعة بدراسات جدوى تثبت مردوديتها في استثمارات تخلق الثروة وتمكن من تسديد خدمة الدين في آجالها المحددة.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد