ديبلوماسية النعامة.. الجزائر تنحني للعاصفة وتعيد سفيرها إلى مالي – تليكسبريس

نشر في:
08/01/2024
آخر تحديث:
08/01/2024

يتخبط النظام العسكري الجزائري في علاقاته الدبلوماسية مع دول الجوار، سواء تعلق الأمر باسبانيا أو بمالي، أو في وقت سابق مع فرنسا التي اضطر النظام الجزائري إلى إعادة سفيره دون شروط بعدما أخذته العزة والأنفة إلى اتخاذ قرار متهور بسحب سفيره من باريس، نفس الخطة اعتمدها الجزائر مع اسبانيا بعد إعلان مدريد تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، لكن بعد سنة ونصف عاد الدبلوماسي الجزائري إلى مدريد ودون شروط.
من جديد وتأكيدا لدبلوماسية النعامة، اختارت الجزائر الانحناء للعاصفة وإعادة سفيرها إلى بلد لديها معه أزمة دبلوماسية، حيث قررت إرجاع سفيرها في مالي، حتى دون أن تقوم باماكو بإجراء مماثل، وهو الأمر الذي أصبح معتادا بالنسبة لوزارة الخارجية الجزائرية، التي سبق أن فعلت الشيء نفسه مع فرنسا وإسبانيا ولكنها تتعنت فقط حينما يتعلق الأمر بالمغرب.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية AFP وصحيفة “لوفيغارو”، كشفتا نقلا عن وزير الخارجية المالي، عبد الله ديوب، أن السفير الجزائري عاد إلى باماكو يوم الجمعة، بعد أكثر من أسبوعين على استدعائه من طرف سلطات بلاده، على خلفية التوتر الدبلوماسي بين البلدين الجارين.
وكانت الجزائر اختارت التصعيد، إثر استدعاء وزير الخارجية المالي للسفير الجزائري، للاحتجاج على “الأعمال غير الودية الأخيرة التي ارتكبتها السلطات الجزائرية، تحت ستار عملية السلام في مالي”، ولإدانة استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أشخاصا مُعادين للحكومة المالية ولحركات تصفها باماكو بأنها “انفصالية” و”إرهابية”. لكن تصعيد نظام العسكر دون أي مفعول.
ولم تكتف الجزائر باستدعاء السفير المالي ماهامان أمادو مايغا، من طرف وزير الخارجية أحمد عطاف، بل لجأت إلى التصعيد عن طريق استدعاء سفيرها للعودة إلى بلاده، وهو ما ردت عليه باماكو في اليوم نفسه، قبل أن تبادر الخارجية الجزائرية إلى إعادة سفيرها إلى موقعه، وهو ما يعيد إلى الأذهان تعاملها الدبلوماسي مع فرنسا وإسبانيا.
ففي مارس من سنة 2023، أعادت الجزائر سفيرها، سعيد موسي، إلى موقعه في باريس، بعد 50 يوما على استدعائه، إثر قضية المعارضة الجزائرية مزدوجة الجنسية أميرة بوراوي، التي نقلتها السلطات الفرنسية إلى أراضيها من تونس، رغم أن الرئيس الجزائري كان شخصيا يسعى إلى تسلمها من أجل محاكمتها بتهم تتعلق بالإساءة إليه.
وتلا هذه العودة، إجراء اتصال هاتفي بين إيمانويل بين الرئيسين ماكرون وعبد المجيد تبون، وعلى إثره قرر هذا الأخير إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، حسب وسائل إعلام جزائرية، واكتفى بلاغ نشره قصر الإليزي، من جهته، بالقول ماكرون وتبون ناقشا “ظروف مغادرة مواطنة فرنسية جزائرية من تونس ووصولها إلى فرنسا، وقد أزالت هذه المناقشة سوء التفاهم”، دون تقديم أي توضيحات بشأن سوء التفاهم الذي نشب بين البلدين وكيف تم تجاوزه.
وفي نونبر من العام الماضي، عينت الجزائر سفيرا جديد في مدريد، بعد أن قررت، من جانب واحد، إنهاء خلافها مع إسبانيا، بعدما كان قد اتخذت قرار استدعاء سلفه منذ مارس من سنة 2022، على خلفية إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
 ويرى مراقبون للشأن الجزائري، أن بلاد العسكر تتخبط في سياسة خارجية غير متوازنة شعارها فتح الجبهات في كل الجهات، خاصة مع الجيران سواء غربا المغرب او جنوبا مالي او حتى شرقا  ليبيا وشمالا مع اسبانيا وفرنسا، في الوقت الذي تواصل فيه المملكة المغربية حصد مزيد من التأييد لمبادرتها الخلاقة المتعلقة بفتح المجال الأطلسي أمام دول الساحل للانفتاح على العالم كأمريكا الجنوبية.

#ديبلوماسية #النعامة. #الجزائر #تنحني #للعاصفة #وتعيد #سفيرها #إلى #مالي #تليكسبريس

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد