سعيدان: “يجب أن تنخرط تونس في عملية إنقاذ عاجلة لاقتصادها”
علّق الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان، اليوم السبت 15 ماي 2021، على الأرقام الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء، واصفا إياها بـ”المحبطة”.
وذكر سعيدان، في تدوينة مطولة على صفحته بموقع الفيسبوك، ان “تونس سجلت نموًا سلبيًا بنسبة -3٪ في نهاية الربع الأول من عام 2021. وهذا يعني أنه خلال فترة 12 شهرًا، من 1 أفريل 2020 إلى 31 مارس 2021، مقارنة بالربع الأخير من عام 2020، وكان النمو الاقتصادي المسجل خلال الربع الأول من عام 2021 ما يقرب من الصفر (0.1٪)٪. وعليه، فقد تقلص الاقتصاد التونسي بنسبة 3٪ في عام واحد”.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن تونس سجلت معدل نمو سلبيًا بلغ -8.8٪ في 2020، وقال ان “الاقتصاد غير قادر على اللحاق بالركود الذي شهده عام 2020، ولا يزال في المنطقة السلبية للربع الخامس على التوالي. وقد أدى هذا الأداء السلبي أيضًا إلى خسارة عشرات الآلاف من الشركات، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وعشرات الآلاف من الوظائف”.
كما تحدّث سعيدان عم ارتفاع معدل البطالة في نهاية الربع الأول من عام 2021 إلى 17.8٪ ، مقارنة بـ 17.4٪ في نهاية ديسمبر 2020.
وقال ان تونس كان لديها 743 ألف عاطل عن العمل في نهاية مارس 2021 بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا، وأضاف ان “معدل البطالة المسجل في نهاية مارس 2021 قد بلغ 40.8٪ أو 40.4٪ للرجال و 41.6٪ للنساء، وهو ما اعتبره “قنبلة موقوتة حقيقية”.
وتابع قائلا: “من الصحيح أن الوباء له علاقة بهذه الأرقام، إلا أنني ما زلت مقتنعًا بأن هذا الأداء الضعيف هو في الأساس نتيجة لسوء إدارة الأزمة الناتجة عن الوباء”.
وأكد انه “بعد قرار الحجر الشامل، وجدت الشركات من جميع الفئات نفسها تواجه موقفًا خطيرًا بشكل استثنائي. وبالفعل اختفى دخل الشركات فجأة كليًا أو جزئيًا بينما كانت نفقاتها لا تزال قائمة بما في ذلك الأجور. في هذه اللحظة بالذات كان من الضروري الحفاظ على الأعمال والوظائف عن طريق ضخ السيولة اللازمة في شكل ائتمانات أو سلف أو تأجيلات أو غيرها. هذا ما فعلته كل الدول الغربية..”
في المقابل، أقر الخبير الاقتصادي انه “لسوء الحظ، لا يمكن لتونس أن تتوقع انتعاشًا اقتصاديًا قويًا في أي وقت قريب..”
كما أشار إلى أن الأداء الضعيف الذي سُجّل في أعقاب الخيارات السيئة للسياسة النقدية كان السبب وراء زيادة الدين العام، لا سيما الدين الخارجي، الذي ربما أصبح بالفعل غير مستدام.
وأكد انه “يجب أن نبدأ الآن في اللحاق بما يمكن اللحاق به. يجب أن تنخرط البلاد بشكل عاجل في عملية إنقاذ واسعة لاقتصادها وأموالها. يجب فعل كل شيء لتجنب رؤية تونس تنجرف في زوبعة إعادة جدولة ديونها الخارجية. هذه الزوبعة ستؤثر في نهاية المطاف على كرامة تونس وسيادتها”.