- الإعلانات -

- الإعلانات -

عدنان بن إبراهيم: الرئيس فشل في توحيد التونسيين وتمسّك المشّيشي بوزراء لديهم شبهة فساد سقوط أخلاقي

منذ 58 دقيقة

النائب عدنان بن إبراهيم

حجم الخط

تونس – «القدس العربي»: قال عدنان بن إبراهيم، النائب عن حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري، إن الرئيس قيس سعيّد «فشل» في توحيد التونسيين، مشيراً إلى أن مسألة «سحب الثقة» منه مطروحة داخل البرلمان، كما اعتبر أن سعيد أخطا في اختيار رئيسي حكومة دون حزام برلماني، ما جعلهما عرضة للابتزاز والمساومة.واعتبر، من جهة أخرى، أن حكومة هشام المشّيشي لم تحقق أي إنجازات تُذكر، وخاصة فيما يتعلق بأزمة كورونا والأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، كما قال إن تمسك رئيس الحكومة بوزراء لديهم شبهات فساد ضمن التعديل الوزاري الذي أعلن عنه أخيراً يعتبر «سقوطاً أخلاقياً».وقال النائب عدنان بن إبراهيم، في حوار خاص مع «القدس العربي»: «الأزمة بين الرئاسات الثلاث ألقت بظلالها على المشهد السياسي وفاقمت من حدة الخلافات والصراعات «السياسوية» تحولت إلى تنازع على الصلاحيات، حيث نذكر بتصريحات رئيس البرلمان راشد الغنوشي، حول الأزمة الليبية وما أثارتها هذه التصريحات من مواقف متباينة تحت قبة البرلمان، وتبادل للتهم بالعمالة لأطراف أجنبية ورأينا فيه توريطاً لتونس في صراع المحاور، وهو ما يتنافى مع الموقف الرسمي لتونس من الصراع الليبي الذي تعتبره شأناً خاصاً بالليبيين وأن الحل يجب أن يكون ليبياً – ليبياً».وأضاف: «يتواصل هذا النزاع على السلطات بين قيس سعيد وهشام المشيشي على خلفية التحوير الوزاري والإشكال الدستوري في خصوص أداء اليمين. ويغذي رئيس البرلمان هذا الصراع بتصريحات مستفزة كقوله إن سلطة الرئيس رمزية وليست إنشائية».وتابع بن إبراهيم بقوله: «في ظل غياب المحكمة الدستورية، المسؤولية مشتركة بين مؤسسات السلطة التنفيذية أساساً. نحن إزاء تحوير وزاري وليس تشكيلاً جديداً للحكومة، وقد أخطأ الرئيس سعيد مرتين في اختياره لرئيسي حكومة من خارج الأحزاب الممثلة في البرلمان، وبالتالي افتقار الحكومة لحزام برلماني مما يجعل أي رئيس حكومة عرضة للابتزاز والمساومة».

«سعيّد أخطأ في اختيار رئيسي حكومة من خارج الأحزاب… وسحب الثقة منه مطروح داخل البرلمان»

وحول الطرف الذي يتحمل مسؤولية الخلاف القائم حول التعديل الوزاري الجديد، قال بن إبراهيم: «كلاهما (سعيد والمشيشي) أخطأ وكلاهما مدان: أولاً، نحن في ظرف استثنائي وبائي يتطلب حسن إدارة أزمة بحكمة وتبصّر خاصة موضوع توفير اللقاح وظرف اقتصادي شبه منهار. وكل تأخير في اتخاذ القرارات يعد خسارة للوقت والمال والأعصاب. ونرى في تمسك المشيشي بوزراء عليهم شبهة فساد سقوط أخلاقي وإمساك للعصا من طرفها، وكان بإمكانه تعويضهم بأسماء أخرى ليست عليهم شبهات فساد ليتجاوز بذلك كل هذا الجدل».وأضاف: «ينص دستور 2014 على أن الرئيس هو رمز الوحدة الوطنية والضامن لحسن تطبيق الدستور والساهر على ضمان الحقوق والحريات الممنوحة بالدستور للجميع، أي يقوم بدور الحكم ويتصف بالحكمة، لكن ما صدر عن سعيد منذ توليه الرئاسة من خطابات متشنجة واتهامه لأطراف بالتخابر والتآمر، غذى الجو السياسي بكثير من التنافر والشحن».كما اعتبر أن الجولات التي يقوم بها الرئيس في الشوارع التونسية هي «رسالة لإثبات مشروعيته وليقول إنه قريب من الشعب ويستمد شرعيته منه، وإن الأطراف التي تفكر في حبـسه في قصر قرطـاج أو في عـزله ليس في نفـس كـفة الميـزان من الشـرعية والمشـروعية».وأضاف: «سعيد فشل في توحيد التونسيين وفي جمع الفرقاء، وله حقد على الأحزاب، حيث لم يفوت فرصة لذمهم، وأسهم بذلك في ترذيل الطبقة السياسية برمتها، وفي ذلك تعارض مع النظام البرلماني الذي ضبطه الدستور، ومع مبادئ الديمقراطية التي انخرطنا فيها منذ التأسيس للجمهورية الثانية. نستغرب موقف رئيس الجمهورية الذي هو من المفروض الضامن لحسن تطبيقه. ومسألة سحب الثقة من سعيد أصبحت واردة».وانتقد بن إبراهيم أداء حكومة المشيشي، معتبراً أنها لم تحقق أي إنجاز يذكر، بل «استمر نفس الفشل في إدارة أزمة كوفيد- 19 واتهمنا وزير الصحة المقال في حكومته قبل التحوير بالتراخي في توفير اللقاح وحرمانه التونسيين من تخفيف وطأة الكوفيد بعدم تجهيز المستشفيات بما يلزم من أسرة إنعاش، ولم تكن المستشفيات في مستوى جاهزية على قدر الأزمة الوبائية. كما فشل في التعاطي مع ملف الأباء المعطلين وسوء تعاطٍ مع انتفاض بعض القطاعات وعدم تقديم برنامج إنقاذ للاقتصاد، بل المزيد من الضغط الجبائي والمديونية».واقترح «تقديم برنامج إنقاذ يمثل خارطة طريق، مع الاتفاق مع الأطراف الاجتماعية على هدنة اجتماعية، ومراجعة استقلالية البنك المركزي، وطلب إعادة جدولة الديون لدى صندوق النقد الدولي، أو التخلي عنها (لو أمكن) لأن تونس قبل الجائحة ليست كما بعدها».كما اعتبر أن الحراك الذي تشهده البلاد حالياً «لا يعتبر انتفاضة شباب بل هي ردود فعل ناتجة عن يأس الشباب وخيبة أملهم في الطبقة الحاكمة ورفضهم لها، وأعمال الفوضى والسرقة مرفوضة ومدانة. أما الحكومة فقد تعاملت بسلبية، واستعمال المشيشي في خطابه للمحتجين جملة (أتفهم احتجاجكم) ليس إلا إنشاء لغوياً، ولا يوجد منجز فعلي أو عملي من ورائه».وأضاف: «الشباب يريد من الحكومة أملاً، ويريد فسح المجال للعمل والابتكار، وينتظر التشجيع والمساعدة من دولته. نسبة كبيرة من شبابنا من حملة الشهادات العليا ولديهم أفكار خلاّقة يمكنها أن تغير من الواقع الاقتصادي لو فتحت أمامهم أبواب الأمل. لكن لا يمكن الذهاب للمستقبل بقوانين الأمس البالية وبنفس المنوال الاقتصادي الريعي».وكان المشيشي توجّه في وقت سابق بخطاب إلى الشباب المحتجين، دعاهم فيه للتهدئة مؤكداً أنه تفهّم مطالبهم المتعلقة بالتشغيل، وهو ما دفع عدداً من السياسيين لتشبيه خطابه بخطاب «فهمتكم» الذي توجه به الرئيس الراحل زين العابدين بن علي للتونسيين قبيل مغادرته للبلاد عقب الثورة التي أطاحت بحكمه.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد