قصتي مع خالد الصديق

قصتي مع الأستاذ خالد الصديق أنني كنت مولعاً بالسينما، وصنعت مع أترابي في المدرسة صندوقاً يشبه صندوق العجايب لعرض صور لشارلي شابلن، وطلبت من الأستاذ خالد أن يرى محاولاتي، المهم سايرني الأستاذ خالد وطلب مني أن أقلد الممثل الشهير شارلي شابلن، واقتنعت أن بيني وبين الإخراج مسافة من كوبا إلى الصين.

أثناء عمل والدي في تونس مستشاراً صحافياً، عقد في تونس أسبوع السينما العربية، كنت آنذاك تلميذاً في المدرسة، أقام والدي حفلاً يليق بالمخرج المرحوم خالد الصديق ورفاقه في المشوار الفني، وعرض الفيلم لأول مرة في تونس في أكبر قاعة سينمائية اسمها “البلياريوم” وتعني باللاتيني: “من يستحق السعفة السينمائية”، أجمع النقاد أن فيلم (بس يا بحر) هو الذي سيفوز بالجائزة الأولى.

عرض الفيلم وتأثر المشاهدون، والتونسيون من عشاق الأفلام الجادة، وهو، أي الفيلم، محفوظ في فرنسا في نادي الأفلام الهادفة، وأعلن توزيع الجوائز، وفاز فيلم “رجال تحت الشمس” للروائي الفلسطيني والكاتب غسان كنفاني، والفيلم الأخير مثير للجدل بسب النهاية الحزينة لطالبي اللجوء إلى الكويت الذين توفوا في حاوية الشاحنة (التنكر)، وأذكر أن الوالد انسحب من القاعة لقناعته بأن النقاد أجمعوا على منح الجائزة للمرحوم خالد الصديق، ولكن العواطف الجياشة للقضية الفلسطينية وقوة الدراما التي صاغها المناضل غسان كنفاني كانت كافية لتغيير النتيجة، النهاية واحدة الموت، سواء في البحر أو في جوف الحاوية وأترك للنقاد الحكم.

قصتي مع الأستاذ خالد، أنني كنت مولعاً بالسينما، وصنعت مع أترابي في المدرسة صندوقاً يشبه صندوق العجايب لعرض صور لشارلي شابلن، وطلبت من الأستاذ خالد أن يرى محاولاتي، وكان الوالد وعدني أن يقتني لي جهازاً ٨ ملم، المهم سايرني الأستاذ خالد وطلب مني أن أقلد الممثل الشهير شابلن، واقتنعت أن بيني وبين الإخراج مسافة من كوبا إلى الصين، وأقلعت عن هوايتي التي انتهت بضحك الجميع، وكان ذلك آخر يوم لهوايتي.

الحاصل أنني التقيت بعد سنوات طوال بالأستاذ خالد، وكنت آنذاك مستشاراً في وزارة الخارجية، وكانت ردة فعله تلقائية حينما ذكرني بطفولتي، حيث كنت محظوظاً بلقاء مخرج أفضل فيلم درامي كويتي لرائد من رواد السينما العالمية،،، رحم الله الأستاذ خالد الصديق، وأسكنه فسيح جناته.

* سفير الكويت لدى كوبا.

السفير محمد فاضل خلف