- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

قوافل المهاجرين أصبحت سلاح ابتزاز سياسي

- الإعلانات -

حين‭ ‬خطط‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ (‬باراك‭ ‬أوباما‭) ‬ومعه‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬اليساريين‭ ‬الليبراليين‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لإشعال‭ ‬فتيل‭ ‬ما‭ ‬أسموه‭ (‬ثورات‭ ‬الربيع‭) ‬عام‭ ‬2011‭ ‬ضمن‭ ‬توجه‭ ‬استراتيجي‭ ‬لإسقاط‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية،‭ ‬وتقسيمها‭ ‬إلى‭ (‬كانتونات‭) ‬طائفية‭ ‬وعرقية‭ ‬متناحرة،‭ ‬حين‭ ‬خططوا‭ ‬لذلك‭ ‬المشروع‭ ‬التآمري‭-‬التدميري‭ ‬لم‭ ‬يضعوا‭ ‬في‭ ‬حسبانهم‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬لإسقاط‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬وما‭ ‬أفرزه‭ ‬ذلك‭ ‬المخطط‭ ‬من‭ ‬قوافل‭ ‬هجرات‭ ‬وموجات‭ ‬بشرية‭ ‬تقدر‭ ‬بالملايين‭ ‬تهرب‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬والمجاعة‭ ‬والفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬باتجاه‭ ‬الحدود‭ ‬الأوروبية‭ ‬وتعريضهم‭ ‬الأمن‭ ‬الأوروبي‭ ‬لعدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬بل‭ ‬تسلسل‭ (‬الإرهابيين‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الموجات‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأوروبية‭ ‬وارتكاب‭ ‬بعضهم‭ ‬أعمالا‭ ‬إرهابية‭ ‬هناك‭.. ‬وأصبح‭ (‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭) ‬ومعظم‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬وبريطانيا‭ ‬التي‭ ‬أيدت‭ ‬ودعمت‭ (‬أوباما‭) ‬في‭ ‬مشروعه‭ ‬التدميري‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬الثمن‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬موجات‭ ‬الهجرة‭ ‬السكانية‭ ‬نحو‭ ‬بلادهم،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يفصل‭ ‬بين‭ ‬الحدود‭ ‬العربية‭ ‬وأوروبا‭ ‬مجرد‭ ‬بضعة‭ ‬كيلومترات‭ ‬مشيا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬زوارق‭ ‬بحرية‭ ‬مميتة،‭ ‬بينما‭ ‬ما‭ ‬يفصل‭ ‬اللاجئين‭ ‬والمهاجرين‭ ‬العرب‭ ‬والأفارقة‭ ‬والآسيويين‭ ‬عن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬محيط‭ ‬أطلسي‭ ‬شاهق‭ ‬وعميق‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ (‬أمريكا‭) ‬آمنة‭ ‬نسبيا‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬قوافل‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬نحو‭ ‬المدن‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬آمنة‭ ‬من‭ ‬حدودها‭ ‬مع‭ ‬المكسيك‭.‬

ماذا‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬موضوع‭ (‬المهاجرين‭) ‬أمرا‭ ‬واقعا‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬مشروع‭ (‬أوباما‭) ‬في‭ (‬الشرق‭ ‬الأوسط‭)‬؟‭ ‬صارت‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬تستخدم‭ ‬ورقة‭ ‬المهاجرين‭ ‬للضغط‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬تخاصمها‭! ‬هناك‭ ‬مستودع‭ ‬بشري‭ ‬للمهاجرين‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬نحو‭ ‬اليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬وأوروبا،‭ ‬ومستودع‭ ‬بشري‭ ‬للمهاجرين‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬نحو‭ ‬إيطاليا‭ ‬عبر‭ ‬قوارب‭ ‬مميتة‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬ومستودع‭ ‬بشري‭ ‬للمهاجرين‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬نحو‭ ‬إسبانيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مدينتي‭ (‬سبتة‭ ‬ومليلة‭)‬،‭ ‬ومستودع‭ ‬بشري‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ (‬كالي‭) ‬الفرنسية‭ ‬ومضيق‭ ‬بحر‭ ‬المانش‭ ‬الإنجليزي‭ ‬نحو‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وهناك‭ ‬مستودع‭ ‬بشري‭ ‬للمهاجرين‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ (‬تونس‭) ‬وآخر‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬الجزائر،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬صار‭ ‬هناك‭ ‬مستودع‭ ‬بشري‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬باتجاه‭ ‬قبرص‭ ‬واليونان‭.. ‬أما‭ ‬آخر‭ ‬استخدامات‭ ‬ورقة‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬السياسية‭ ‬فهو‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬حاليا‭ ‬بين‭ ‬بيلاروس‭ (‬روسيا‭ ‬البيضاء‭) ‬وبولندا،‭ ‬حيث‭ ‬فتحت‭ (‬بيلاروس‭) ‬حدودها‭ ‬أمام‭ ‬المهاجرين‭ ‬للعبور‭ ‬نحو‭ (‬بولندا‭) ‬كخطوة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ (‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭) ‬لرفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬حكومة‭ (‬مينسك‭) ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬قمعها‭ ‬للمعارضة،‭ ‬ومن‭ ‬اللافت‭ (‬السريالي‭) ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أن‭ ‬المهاجرين‭ ‬ومعظمهم‭ ‬من‭ ‬الأكراد‭ ‬والعراقيين‭ ‬والسوريين‭ ‬لم‭ ‬يستخدموا‭ ‬القوارب‭ ‬المطاطية‭ ‬ولا‭ ‬مشيا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬بين‭ ‬الأحراش،‭ ‬بل‭ ‬استخدموا‭ ‬الطائرات‭ ‬بفيزا‭ ‬سياحية‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬ودبي‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ (‬بيلاروس‭) ‬للسياحة،‭ ‬ومن‭ ‬هناك‭ ‬يتم‭ ‬إرسالهم‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬بولندا‭ ‬كمهاجرين‭ ‬يسعون‭ ‬لدخول‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ (‬سياحة‭ ‬المهاجرين‭)!‬

قد‭ ‬يبدو‭ ‬الأمر‭ ‬سرياليا‭ ‬أو‭ ‬مضحكا‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬عبور‭ ‬قوافل‭ ‬المهاجرين‭ ‬واللاجئين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أصبحت‭ ‬تجارة‭ ‬بشعة‭ ‬ولا‭ ‬إنسانية‭ ‬يموت‭ ‬خلالها‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬البشر‭.. ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬وشباب‭ ‬وشيوخ‭ ‬إما‭ ‬غرقا‭ ‬وإما‭ ‬موتا‭ ‬في‭ ‬شتاء‭ ‬الأحراش‭ ‬القارس‭.. ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬دفعت‭ ‬قوافل‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬الدول‭ ‬المستهدفة‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬وتشييد‭ ‬الأسوار‭ ‬الشائكة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬تقدر‭ ‬مساحتها‭ ‬بمئات‭ ‬الكيلومترات،‭ ‬وقد‭ ‬نشرت‭ ‬الزميلة‭ (‬الشرق‭ ‬الأوسط‭) ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬9‭ ‬نوفمبر‭ ‬تقريرا‭ ‬حول‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬سور‭ (‬ترامب‭) ‬مع‭ ‬المكسيك‭ ‬وسور‭ ‬تركيا‭ ‬على‭ ‬حدودها‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وسور‭ ‬بولندا‭ ‬مع‭ ‬بيلاروس،‭ ‬وسور‭ ‬باكستان‭ ‬على‭ ‬حدودها‭ ‬مع‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ولإسبانيا‭ ‬أسوارها‭ ‬ضد‭ ‬جيبي‭ ‬سبتة‭ ‬ومليلة‭ ‬شمال‭ ‬المغرب،‭ ‬وهناك‭ ‬أسوار‭ ‬شائكة‭ ‬كثيرة‭ ‬بين‭ ‬حدود‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الشرقية‭.‬

باختصار‭ ‬لقد‭ ‬أصبحت‭ ‬قوافل‭ ‬المهاجرين‭ ‬واللاجئين‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات‭ ‬ضد‭ ‬بعضها‭ ‬بعضا،‭ ‬يستخدمون‭ ‬المهاجرين‭ ‬سلعة‭ ‬في‭ ‬أيديهم،‭ ‬ويوجهونهم‭ ‬يمينا‭ ‬وشمالا‭ ‬بحسب‭ ‬الحاجة‭! ‬تماما‭ ‬مثلما‭ ‬يتم‭ ‬نقل‭ ‬المرتزقة‭ ‬والمسلحين‭ ‬والإرهابيين‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬وأذربيجان‭.. ‬ولا‭ ‬تنسوا‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أصل‭ ‬المشكلة‭ ‬وصاحبها‭ ‬الذي‭ ‬أوقدها‭ ‬وانطفأ‭.. ‬تاركا‭ ‬العالم‭ ‬الأوروبي‭ ‬والعربي‭ ‬يداوي‭ ‬جراحه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وهو‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ (‬أوباما‭)!‬

إقرأ أيضا لـ”عبدالمنعم ابراهيم”

#قوافل #المهاجرين #أصبحت #سلاح #ابتزاز #سياسي

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد