لماذا انخفضت قيمة الدينار التونسي أمام اليورو وتحسنت أمام الدولار؟

أميرة الجبالي- انخفض سعر صرف الدينار التونسي مقارنة بالعملات الأجنبية الرئيسية، باستثناء الدولار، بتاريخ 18 جانفي 2021، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2020، (متوسط سعر البنوك). وبلغت قيمة الاورو الواحد حاليا 3.286 دينار، بينما كانت في السنة الماضية تساوي 3.129 دينار، بحسب آخر المؤشرات النقدية والمالية، الصادرة يوم الأربعاء، عن البنك المركزي التونسي. بينما تحسنت قيمة الدينار مقابل الدولار، إذ بالامكان صرف الأخير في الوقت الحالي ب 2.730 دينار، فيما كانت قيمته 2.817 دينار في نفس التاريخ من السنة الماضية، وتطرح هذه المفارقة العجيبة بين انخفاض وارتفاع للدينار مقابل أهم عملتين في العالم تساؤلات عدة.  بنك تونس المركزي بين ضغوط الحكومة وضغوط صندوق النقد يسعى صندوق النقد الدولي لتقزيم الدينار ليأخذ “حجمه الحقيقي” حيث مارس ضغوطا على البنك المركزي التونسي  بهدف جعله يمتنع عن التدخل في تعديل العملة المحلية حتى تأخذ حجمها النقدي الحقيقي. ويقع اتهام صندوق النقد الدولي بالضغط على تونس خدمة لمصالح الشركات عبر القطرية والمستثمرين الأجانب عبر محاولات لمنع البنك المركزي التونسي من تحديد العملة المحلية وشراء الدينار التونسي بالعملة الصعبة لمنعه من التهاوي وهو مالا يروق لخبراء صندوق النقد الدولي الذين يرون مستوى الدينار مبالغ فيه مقابل قيمته الحقيقية. وتحاول الحكومة التونسية في ظل صعوبة الاقتراض من الخارج الضغط على البنك المركزي التونسي بهدف الاقتراض الداخلي بيد أن البنك المركزي يحاول التملص من مساعي الحكومة لاقتراض هذه المبالغ الطائلة، محذرا من مزيد تدهورالدينار في حال استمرت تونس في الاقتراض الداخلي، إذ يتضمن مشروع الموازنة التعديلية عجزا يتطلب اقتراضا لأموال طائلة  في وقت وجيز. وبسبب صعوبة الاقتراض من الخارج نتيجة الأزمة المالية في ظل تفشي وباء كورونا، وتراجع الترقيم السيادي لتونس، يرى محافظ البنك المركزي مروان العباسي أن لجوء الحكومة للاقتراض الداخلي يسلط ضغطا عاليا من قبلها على السيولة المالية، عوض توجيهها لدفع الاستثمار والتشغيل، داعيا الحكومة لمراجعة موازنة 2020 وخفض الإنفاق بدل التداين. ثقل الضيف التاجي على الدينار التونسي   سبب انتشار فايرس كورونا تراجع الترقيم السيادي لتونس بعد أن شل قطاعات حيوية في البلاد على غرار الصناعة والسياحة كما صعب عملية الاقتراض من الخارج إذ أن ارتفاع الدينار في السنوات الأخيرة الماضية كان مرتبطا بالقروض الطائلة التي تسلمتها تونس في عديد المناسبات وحال فايرس كورونا دون قدرة تونس على التداين إضافة إلى شله قطاع السياحة أحد أهم مصادر تونس لليورو. انزلاق الدولار فقد الدولار نحو 7% من قيمته العام الماضي بسبب الجائحة التى ضربت اقتصاد العملاق الأمريكي وتشير بيانات أميركية رسمية إلى أن المستثمرين الأفراد والصناديق الاستثمارية الكبرى تراهن على مزيد نزول الدولارحيث قاموا بضخ نحو 10 مليارات دولار حتى 12 جانفي الماضي في عقود التحوط. وتواصل أسعار الذهب في الصعود مع تراجع الدولار في وقت يحاول فيه الكونغرس الأمريكي إيجاد حلول تنقذ الدولار من أزمته. وتبدوأسباب هبوط الدينار أمام أغلب العملات الصعبة واضحة مع الأزمات المتعددة التي يشهدها الاقتصاد التونسي وعلى الرغم من تعافيه أمام الدولار فذلك لا يعني انتعاشة ولو بسيطة في الاقتصاد فاسباب صعود الدينار أمام الدولار مرتبطة أساسا بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية التي تستمر عملتها في الهبوط في ظل أسوء أزمة صحية شهدتها البلاد منذ عقود.  
المصدر

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد