مستشار السياحة العالمية : زيادة التطعيمات والادخار وتخفيف قيود السفر تعيد النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 5.6%

يعد الدكتور سعيد البطوطى، مستشار منظمة السياحة العالمية وأستاذ الاقتصاد الأخضر واقتصاديات السياحة والتسويق السياحي فى جامعة فرانكفورت بألمانيا وعضو اللجنة الاقتصادية الأوروبية، من أبرز خبراء السياحة العالمية الذين شاركوا في سوق السياحة في دبي.

أكد البطوطي لـ “بوابة الأهرام” أن تعافى السياحة ونهوضها من جديد في مصر والعالم بعد تفشى وباء كورونا يعتمد على عدة عناصر الأساسية أهمها زيادة التطعيمات ونمو المدخرات وتخفيف قيود السفر يعيد معدلات النمو الاقتصادي العالمي.تخفيف قيود السفرأكد البطوطى أن عودة حركة السياحة العالمية كما كانت قبل كورونا ستعيد النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 5.6% هذا العام. لكن هذا يتطلب أشياء كثيرة، في مقدمتها تطبيق الإجراءات الاحترازية وزيادة تلقيح المواطنين ضد فيروس كورونا وزيادة معدلات الادخار لمستهلكي السياحة المحتملين، واستعادة التوظيف وتخفيض قيود السفروقد شكلت المساهمة الإجمالية لصناعة السفر والسياحة في عام 2019 ما نسبته 10% من إجمالي الناتج المحلي في جميع دول العالم، مما يسلط الضوء على أهميتها للاقتصاد العالمي.إطلاق اللقاحاتوفيما يتعلق بإطلاق اللقاحات، أشار البطوطى إلى أنه على الرغم من أن التوزيع قد يكون غير متساوٍ وبالتالي يمنع بعض الوجهات من الترحيب بالسائحين، فإن العديد من الوجهات الترفيهية الشهيرة مثل دول الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عمان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل وإسبانيا وتركيا وغيرها تهدف إلى تلقيح ما يصل إلى 70% من سكانها قبل نهاية عام 2021، ولكن ستكون التدابير الأخرى ضرورية ومن المحتمل أن يتم تقديمها في العديد من الوجهات السياحية لتسهيل استعادة السفر مثل الاختبارات الأكثر انتشارا والنظام الصحي والتدابير الصحية. وأهمية شركات الطيران كمفتاح لاستعادة معدلات السفر الدولي الثقة والحلول العالميةسيناريوهات منظمة السياحة العالميةتشير سيناريوهات منظمة السياحة العالمية الممتدة من 2021 إلى 2024 إلى أن الأمر قد يستغرق من 2 إلى 4 سنوات حتى تعود حركة السياحة الدولية إلى مستويات عام 2019.في الوقت نفسه، من المتوقع أن يساعد النشر التدريجي للقاحات COVID-19 في استعادة ثقة مستهلكي السياحة والمساهمة في تخفيف قيود السفر وحرية التنقل وجعل السفر والسياحة طبيعيان خلال العامين الحالي والمقبل.واكد البطوطى أن التعافي سيكون أسرع في بعض الوجهات (مثل الشرق الأوسط وأفريقيا وبعض المناطق الأوروبية على البحر الأبيض المتوسط والجزر في المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي)، بينما سيكون أبطأ في وجهات أخرى، حيث لن يكون هناك انتعاش حقيقي من قبل 2022.ومن المتوقع أن تنتعش السياحة الترفيهية بشكل أسرع من السياحة الثقافية وسياحة المدن وسياحة الأعمال.وسيشهد موسم صيف 2021 بداية انتعاش السياحة الدولية وحتى نهاية موسم شتاء 2021/2022 (أي حتى أبريل 2022)، من المتوقع أن تكون هناك فجوة كبيرة بين العرض والطلب السياحيين، ربما تصل إلى -50%، مما يعني أن العرض سيكون ضعف الطلب، وهو ما سوف يثير المنافسة بين الوجهات السياحية وأيضا بين موردي الخدمات السياحية حول العالم.وسيبدأ الطلب في الاستقرار اعتبارا من مايو 2022 وستتقلص الفجوة بشكل حاد خلال موسم صيف 2022. واعتبارا من موسم شتاء 2022/2023 من المتوقع أن تعود حركة السياحة الدولية بالكامل إلى طبيعتها، لكن الوصول إلى أرقام عام 2019 قد يستغرق حتى عام 2024.السياحة فى الشرق الأوسطوتوقع البطوطى قيادة بعض الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط التعافي في حركة السياحة الدولية على مستوى العالم وعلى رأسها كل من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومصر والأردن والمغرب وتونس وتركيا، ولكن قد يستغرق الإنفاق السياحي في الشرق الأوسط ما يصل إلى ثلاث سنوات لاستعادة المستويات التي كانت عليها في عام 2019. وكان الإنفاق على السفر الترفيهي الدولي في الشرق الأوسط كبيرا حيث مثل 47% من إجمالي الإنفاق على السفر، مقارنة بـ 37% على السفر الترفيهي المحلي و8% لكلٍ من السفر الدولي والمحلي.السياحة الترفيهية تقود الانتعاش عالمياوأشار البطوطى لأهمية السياحة الترفيهية في إنعاش السياحة العالمية، في البداية من خلال السفر الداخلي والقصير المدى، والذي بلغ ذروته بنسبة تصل إلى 85% من جميع الوافدين إلى الشرق الأوسط خلال عام 2020. وسيعود هذا تدريجيا إلى طبيعته على مدى السنوات الأربع المقبلة عند حوالي 70% حيث أصبح السفر الدولي أكثر شعبية ويأخذ حصة أكبر في الأسواق.وتوقع البطوطى انه بنهاية هذا العام وصول منطقة الشرق الأوسط إلى حوالي 60% من حجم السفر الداخلي التي كانت عليها عام 2019 قبل الأزمة، وبخصوص حركة السياحة الإقليمية داخل المنطقة من المتوقع ان تصل إلى نسبة 14%، وبنسبة 25% في السفر الدولي. كما توقع تعافي حركة السياحة المحلية بالكامل والوصول إلى معدلات عام 2019.وسوف يشهد العام القادم تعافي كامل لحركة السياحة البينية بمنطقة الشرق الأوسط وكذا حركة السياحة الدولية، وربما بنهاية العام أو بداية عام 2024 الوصول لمعدلات عام 2019.اما عام 2024 فمن المتوقع زيادة حركة السياحة الدولية بالمنطقة بنسبة 10% عن معدلات عام 2019 وانطلاق الطلب مرة أخرى بقوة.وبالنسبة للأنماط السياحية بالشرق الأوسط يتوقع البطوطى سيكون التعافي أسرع في نمط السياحة الترفيهية، بينما سيتأخر فى نمط السياحة الثقافية وسياحة الأعمال ليبدأ بنهاية العام الحالي وأن تعود الأرقام لمستويات ما قبل الأزمة (أي عام 2019) في خلال عام 2023.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد