مصر: هل تُهدد حرب غزة موسماً سياحياً واعداً؟

يبدو أن آثار استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قد بدأت بالامتداد خارج حدودها، لتقلل من نبرة التفاؤل المصرية بشأن الموسم السياحي الحالي، الذي كانت تتوقع أن يكون واعدا. وقال رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية في مصر، علاء عقل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «نحو 90 في المائة من المنشآت السياحية (فنادق وكامبات) أغلقت في مدينتي طابا ونويبع الواقعتين بسيناء على شاطئ البحر الأحمر».
وأوضح عقل أن «الحرب في غزة كان من الطبيعي أن تلقي بظلالها على السياحة بشكل عام، وتؤثر عليها سلباً، لا سيما على المدن المجاورة لمنطقة النزاع وعلى رأسها طابا ونويبع، تليهما في التأثر مدينة شرم الشيخ، بينما يقل التأثير في باقي مدن البحر الأحمر مثل الغردقة ومرسى علم وصولا للقاهرة وباقي المدن المصرية».
واتفق معه في هذا الرأي الخبير السياحي المصري، محمد كارم، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك كامبات سياحية أغلقت في مدينتي طابا ونويبع، ونسبة الإشغالات في شرم الشيخ ومدن جنوب سيناء لا تتجاوز 30 في المائة»، معرباً عن مخاوفه من «تأثير استمرار الحرب على قطاع السياحة بشكل عام».
الممشى السياحي في مدينة شرم الشيخ (الشرق الأوسط)
وضع مؤقت
في المقابل، ما يزال رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، عمرو القاضي، متفائلا. ويقول إن «ما يحدث وضع مؤقت، وإن نسب الإشغالات في مختلف المدن والمحافظات المصرية طبيعية حتى الآن، وتصل إلى نحو 90 في المائة في الأقصر (صعيد مصر)، و80 في المائة في الغردقة، وتقل إلى نحو 60 في المائة في شرم الشيخ، كما أن نسبة إلغاء الحجوزات ما تزال في الحدود الطبيعية ولا تتجاوز 10 في المائة».
ولفت القاضي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «شرم الشيخ ومدن جنوب سيناء هي أكثر المدن تأثرا في الفترة الحالية، لا سيما مع غياب السياحة الإسرائيلية التي كانت تصل إلى نحو 35 ألف سائح شهريا».
وكانت مصر تتوقع موسما سياحيا واعدا هذا العام؛ حيث سبق أن قال وزير السياحة والآثار المصري، أحمد عيسى، في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن «بلاده تستهدف الوصول إلى 15 مليون سائح بنهاية عام 2023». وأكد حينها أن القطاع «شهد نمواً بنسبة 40 في المائة في حجم الحركة السياحية الوافدة خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى يوليو (تموز) من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي».
لكن مع اندلاع الحرب في غزة: «لم يعد من الممكن التأكد مما إذا كانت مصر ستصل إلى هذا الرقم أم لا»، بحسب القاضي، الذي أشار إلى أن «مصر حققت حتى الآن ما يزيد على 70 في المائة من الرقم المستهدف، لكن لا يمكن التأكد مما إذا كانت ستصل إلى هدفها مع نهاية العام إذا ما استمر الوضع الحالي».
أحد الشواطئ السياحية بمدينة الغردقة (صفحة محافظة البحر الأحمر على «فيسبوك»)
تداعيات الحرب
وشهدت مدينتا طابا ونويبع حوادث (الجمعة) حيث «سقطت طائرة (مُسيرة) مجهولة المصدر بجوار أحد المباني بجانب مستشفى طابا»، بحسب المتحدث باسم الجيش المصري، بينما سقط مقذوف في مدينة نويبع.
هذه الأحداث دفعت عقل لإبداء مخاوفه من أن «يمتد التأثير السلبي سياحيا لمدن أخرى في مصر، لا سيما مع استمرار الحرب».
مثله يتوقع كارم أيضاً أن «يشهد قطاع السياحة تأثيرات سلبية لما حدث في طابا ونويبع، وأن يمتد التأثير إلى باقي المدن». ويشير إلى أن «السياحة الوافدة من إيطاليا وإسبانيا تراجعت، بينما تعتمد المدن الساحلية في جنوب سيناء على السياحة الإيطالية والإسرائيلية والروسية التي تراجعت معدلاتها أيضا». ويقول «سيكون لتداعيات الحرب تأثير كبير على قطاع السياحة».
لكن القاضي يرى أن «الأزمة يمكن احتواؤها»، مشيراً إلى أنه «عندما حلت جائحة (كورونا) تأثر القطاع، ثم ما لبث أن استعاد عافيته، في موجة سياحية كبيرة تلت انتهاء الوباء، كذلك الأمر مع بداية الحرب الروسية – الأوكرانية التي أثرت بشكل كبير على مصر في البداية، لكن القطاع استعاد عافيته فيما بعد».
مشاركة مصر في معرض سياحي بأميركا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
إيرادات السياحة
وكان قطاع السياحة قد سجل زيادة في الإيرادات خلال الشهور التسعة الأولى من العام المالي 2020-2023 لتصل إلى10.8 مليار دولار، مقابل 8.2 مليار دولار في العام المالي السابق، بحسب بيانات مركز معلومات مجلس الوزراء المصري، وتسعى مصر لتحقيق عائدات سياحية تصل إلى30 مليار دولار سنوياً (الدولار يساوي 30.9 جنيه مصري) بحلول عام 2028.
وهنا أشار القاضي إلى أن «وزارة السياحة تبذل جهودا عدة لتقليل التأثيرات السلبية للحرب على السياحة، وذلك من خلال مخاطبة جميع شركات السياحة الدولية للتأكيد على أن مصر آمنة، إضافة إلى المشاركة في معارض سياحية دولية، وتنظيم بجولات خارجية وزيارات رسمية لبعض الدول للترويج للمقصد السياحي المصري».
والأسبوع الماضي زار وزير السياحة المصري إيطاليا، وعقد لقاءات مع نظيرته الإيطالية وعدد من الشركات ووسائل الإعلام هناك، تحدث خلالها عن استراتيجية بلاده للوصول إلى30 مليون سائح سنويا بحلول عام 2030. كما شاركت مصر خلال الشهر الحالي في معارض سياحية في البرتغال والولايات المتحدة الأميركية.

#مصر #هل #تهدد #حرب #غزة #موسما #سياحيا #واعدا
تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد