مفاوضات سد النهضة تحولت لكوميديا سوداء … وذكرى ثورات الربيع يداهمها كورونا

القاهرة ـ «القدس العربي»: عثر كتاب السلطة من الكارهين لزائر البيت الأبيض الجديد على ضالتهم التي أتاحت لهم الشماتة والسخرية من النموذج الأمريكي، والديمقراطية التي تجسد حلماً صعب المنال بالنسبة لأنصار ثورات الربيع العربي، فعلى مدار يومي السبت والأحد 9 و10 يناير/كانون الثاني، لم تخل صحيفة من الهجوم على أنصار الرئيس المنتهية ولايته ترامب وخلفه، الذي يبدو حسب ما يرى كتّاب أنه سيواجه أياما مضطربة في سدة الحكم، ولم ينس كتاب وهم يسخرون من أولئك الذين ينظرون لأمريكا باعتبارها أرض الأحلام، أن يصبوا غضبهم على قوى المعارضة المختلفة، خاصة أولئك الذين يشعرون بالحنين لثورة الخامس والعشرين من يناير.وجنباً إلى جنب مع اهتمام الصحف بالشأن الأمريكي، لم تهمل تطورات الفيروس الذي يضرب بقوة في بقاع الأرض، وترك ظلاله على حياة المصريين.. واهتمت الصحف باستعراض الدكتور محمد معيط وزير المالية، جهود مصلحة «الخزانة العامة وسك العملة» في توثيق ذاكرة مصر بقيادة الرئيس السيسي، من خلال بناء الوعي الوطني بالإنجازات غير المسبوقة في الخمس سنوات الماضية، التي تجسدت في مشروعات قومية كبرى، تُسهم في إرساء دعائم التنمية الشاملة والمستدامة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، والارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم، موجهًا باستدامة تعظيم هذه الجهود عبر الإسهام الفعال في تخليدها بواسطة سك هذه المشروعات التاريخية الرائدة على العملات المتداولة والتذكارية، بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، واستصدار الموافقات اللازمة من مجلس الوزراء، على النحو الذي حدده القانون.ومن أبرزأخبار أمس الأحد مدعاة للوحشة والألم ما رواه أشرف عمران في “الاهرام”: تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف ملابسات تداول مقطع فيديو يظهر”شابا مربوطا بحبل في شجرة كافور من 15 سنة”. بالفحص تبين أن الفيديو لأحد الأشخاص “معاق ذهنيا” مقيم في الشرقية، مقيد من قدميه إلى شجرة داخل أرض زراعية في دائرة المركز. وباستدعاء والدة المجني عليه (ربة منزل مقيمة في دائرة المركز)، أقرت بقيام زوجها بهجرها منذ حوالى 10 سنوات لإنجابها طفلهما المعاق ذهنيا، ما جعلها تقوم باصطحاب نجلها إلى لأرض الزراعية التي تعمل على زراعتها وتقوم بتقييده لخوف الأطفال منه، وخشية هروبه، وعقب الانتهاء من عملها تقوم بتحريره والعودة به إلى المنزل، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.. من تقارير المحاكم: أحال المستشار تامر الفرجاني مساعد وزير العدل لشؤون الكسب غير المشروع أسامة الشيخ رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق و3 آخرين هم منير فهمي نائب مدير البنك العربي الافريقي المتهم الأول، وأسماء ثابت ابنة عم سوزان مبارك زوجة الرئيس الراحل حسني مبارك، موظفة في وزارة التخطيط المتهمة الثالثة، وأحمد الصياد رئيس مجلس إدارة بنك الاستثمار القومي”، إلى محكمة الجنايات. وكان المستشار إسلام الفقي رئيس هيئة الفحص والتحقيق، قد أمر بفتح التحقيقات في القضية، وانتهى إلى إرسال الأوراق إلى محكمة استئناف القاهرة للتفضل بإعادتها إلى هيئة محكمة الجنايات المختصة؛ للفصل بحكم جنائي نهائي في الدعوى الجنائية المقامة على المتهمين الأربعة، كانت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد، ألغت في 2016 حكم محكمة الجنايات، بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية في القضية.ونعت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة الفنان هادي الجيار الذي غيبه الموت عن عمر يناهز 71 عامًا متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.فتاهم أحمق
قبل أيام من انعقاد جلسة الكونغرس الأمريكي للتصديق على فوز بايدن في الانتخابات، والكلام للدكتور محمود خليل في “الوطن”، كانت الاستعدادات تجري داخل جماعة «براود بويز». بينما كان أعضاء الجماعة منهمكين في إعداد السلاح والرايات، وترتيب الهتافات التي ستدوّي بها حناجرهم أمام الكونغرس، ليعبروا بها عن رفضهم سرقة الانتخابات من محبوبهم ترامب وتزويرها لصالح بايدن، وصلهم خبر باعتقال زعيمهم إنريكي تاريو. خلال الأيام الأخيرة كانت هناك جملة واحدة تتردد على لسان تاريو هي: «أوقفوا السرقة»، يقصد سرقة الانتخابات من ترامب، ومن خلفه كانت حناجر تابعيه المخلصين تدوّي بها. أطار الغضب عقول أعضاء الجماعة بعد القبض على زعيمهم، فما كان منهم إلا أن تسلّحوا بكل ما يمكن أن تصل إليه أيديهم، من أدوات عنف استعداداً لليوم الموعود. مع مطلع شمس يوم 6 يناير/كانون الثاني الجاري بدأ الـ«براود بويز» يتحركون ويحشدون كل من استطاعوا من أنصار المرشح الخاسر دونالد ترامب، حتى وصل الركب إلى البيت الأبيض، ليستمعوا إلى كلمة المرشد الأعلى لهم. دوّت حنجرة ترامب أمام الحشد بكلام كثير، أنصت إليه «البويز» حتى انطلق لسانه مردداً كلمة السر: «أوقفوا السرقة». إنها الجملة التي كان يرددها باستمرار زعيمهم الميداني إنريكي تاريو. هنالك تحرك أعضاء الجماعة ومن انضم إليهم إلى مبنى الكونغرس، لينسجوا خيوط المشهد الذي عاينه مواطنو العالم والدهشة تأكل أعينهم، وهم يرون أمريكا بجلالة قدرها تتحول إلى جمهورية من جمهوريات الموز.
عرق أسود
انتهى الدكتور محمود خليل، للجزم بأن اتهامات الديمقراطيين لترامب برعاية الإرهاب، والتحريض على العنف عبر ميليشيا مسلحة كانت لها حيثياتها. في المقابل لم يسكت بعض الجمهوريين وهم يجدون الاتهامات تكال لهم، فوجهوا اتهامات شبيهة للمحافظين برعاية جماعة «حياة السود مهمة»، وهي الجماعة التي لا تقل تشدداً عن جماعة الـ«براود بويز»، كما أنها لا ترى غضاضة أيضاً في حمل السلاح ضد الداعين إلى نفي «العرق الأسود». تحدث عدد من الجمهوريين عن مظاهرات السود، وما حدث فيها من أعمال شغب وتدمير وحرق وسلب ونهب، وتعجبوا من أمر الديمقراطيين المندهشين من اقتحام أنصار «العرق الأبيض» للكونغرس. وأكد الكاتب أن حديث الجمهوريين أيضاً له حيثياته ووجاهته. فالإرهاب من كلا الطرفين يتم برعاية رسمية من نوع ما. عندما يصبح الإرهاب مدعوماً بمسؤولين يجلسون على مقاعد السلطة، تصبح الأمم على المحك. وذلك بالضبط هو الوضع الذي تعيشه الولايات المتحدة الآن. لقد نجح ترامب في وضع الإسفين وزرع القنبلة، وأصبح الأمريكيون منقسمين ما بين «أنصار العرق الأبيض» و«أنصار العرق الأسود»، ووضع مستقبل أمريكا على المحك. وتلك مآلات الأمور عندما تسلّم الشعوب أدمغتها للحماقة.
يشبهوننا أحياناً
ما أن تناقلت وسائل الإعلام مشاهد اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقر الكونغرس «الكابيتول» مساء الأربعاء الماضي، لتعطيل اعتماد نتيجة انتخابات الرئاسة، التي فاز فيها جو بايدن، حتى بدأت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي تهاجم الديمقراطية الأمريكية، التي فشلت في فرض الاستقرار وسمحت بالفوضى واقتحام المؤسسات. ويرى محمد سعد عبد الحفيظ في “الشروق”، أن بعض من تصدروا لحملة الهجوم، تناقلوا صورا لمقتحمي مقر الكونغرس وهم يعيثون فسادا بمكاتب مسؤولي الكونغرس، وسجلوا مع تلك الصور تمنياتهم بتصاعد الأزمة، «حتى تشرب أمريكا من الكأس نفسه التي شربنا منها، إبان أحداث الخراب العربي» على حد وصف أحدهم، ووصل الأمر إلى أن بعضهم تحدث مبكرا عن أمريكا قد تذهب إلى حرب أهلية. أراد هؤلاء أن يبعثوا برسالة إلى الحالمين بتأسيس أنظمة ديمقراطية في بلادنا، مفادها أن «الفوضى هي المعادل الموضوعي لديمقراطيتكم المزعومة.. واحمدوا ربنا على نعمة الاستقرار»، بعضهم حاول أن يقنع متابعيه بأن «نهاية أمريكا قد اقتربت، ولن تشفع لها ديمقراطيتها”. وجد هؤلاء في فوضى الساعات الأربع التي جرت في محيط وأروقة الكونغرس، فرصة لتبرير ما تمارسه أنظمة دول الشرق الأوسط من استبداد وقمع وتلاعب بإرادة شعوبها، ولتيئيس الناس من المسار الديمقراطي. لم تمض سوى 4 ساعات كما ذكرنا، حتى تبخرت دعاوى هؤلاء الشامتين الداعين إلى التمسك بالاستبداد، تجاوزت المؤسسات الأمريكية تصرفات الرئيس المتهور وأنصاره، واجتمع الكونغرس، وصادق نائب الرئيس الجمهوري مايك بنس، الذي ترأس الجلسة المشتركة بصفته رئيسا لمجلس الشيوخ، على نتيجة تصويت المجمع الانتخابي الذي صبّ لصالح بايدن. فى تلك الجلسة هاجم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل رئيسه ترامب، ودعوته إلى إلغاء نتائج الانتخابات، «إذا ألغيت هذه الانتخابات استجابة لمزاعم الطرف الخاسر، فستدخل ديمقراطيتنا في دائرة الموت، ولن نرى ثانية إقبال الأمة بكاملها على التصويت في الانتخابات كل أربع سنوات، بل سيندفع كل طرف للفوز بالسلطة بأي ثمن”.
القفز من سفينة ترامب
ويواصل محمد سعد عبد الحفيظ كلامه: “حسب ما نقلته شبكات تلفزيونية أمريكية، قرر عدد من المسؤولين في إدراة الرئيس الأمريكي القفز من سفينته وأعلنوا استقالتهم عقب أحداث اقتحام «الكابيتول»، فيما بحث عدد من وزرائه إمكانية تنحيته، وناقشوا إمكانية تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي، ويسمح هذا التعديل لنائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة أن يقيلوا الرئيس، إذا ما وجدوا أنه «غير قادر على تحمل أعباء منصبه»، والرئيس الأمريكي أصبح «خارج السيطرة» من وجهة نظرهم. مواقف المسؤولين الأمريكيين «جمهوريين وديمقراطيين» كانت من منطلق الحفاظ على القواعد الديمقراطية، التي أُسست عليها الولايات المتحدة، والتي حاول ترامب العبث بها. قرر هؤلاء تنحية انحيازاتهم الحزبية جانبا، وتمسكوا باحترام الدستور والقانون والأعراف حتى لا تتحول أمريكا إلى دولة من دول العالم الثالث، التي قال ترامب أن انتخاباتها أفضل من انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة في كلمة له قبل دقائق من عملية اقتحام الكونغرس. انتفاضة المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين ورفضهم لما جرى، دفع ترامب إلى إعلان قبوله نتائج الانتخابات «رغم أنني اختلف كليا مع نتيجة الانتخابات، والحقائق ظاهرة بالنسبة لي، مع ذلك سيكون هناك انتقال منظم للسلطة في 20 يناير/كانون الثاني”. ما جرى ليس دليلا على إخفاق المسار الديمقراطي كما تسرع البعض وأعلن في بلادنا، بقدر ما هو دليل على أن الديمقراطية قادرة دائما على تصويب أخطائها، فمادام هناك إيمان راسخ بالديمقراطية، كضرورة لبناء الدول واستقرارها وتقدمها، وطالما تمسكت المجتمعات بهذا الإيمان، فلن تنجح أي محاولات للعبث بقواعد احترام القانون والدستور وتداول السلطة حتى لو وصل إلى أعلى هرم السلطة شخص مختل ومستبد. محاولات الهروب من الشروع في بناء نظام ديمقراطي، والتمسك بالاسبتداد لن يؤدي إلا إلى التخلف والفقر والمرض والجهل والفوضى، التي لا يمكن السيطرة عليها”.
غريزة البقاء
صادم وغير مسبوق على حد وصف عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” مشهد اقتحام بعض أنصار ترامب مبنى الكونغرس الأمريكي والعبث بمحتوياته. وقد وصفت النخب السياسية الأمريكية بمن فيهم كثير من الجمهوريين والصحافة بكل اتجاهاتها هؤلاء المقتحمين بالغوغاء والمخربين، وحمّلوا ترامب مسؤولية ما جرى بعد أن عبأهم بنظريات المؤامرة والكلام العشوائي عن تزوير الانتخابات. يقينًا مشهد هؤلاء يقول إن البشر في كل بلاد العالم بما فيها أقواها اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، فيهم الصالح والطالح، والفارق في احترام الدستور والقانون ونزاهة المؤسسات واستقلاليتها عن الرئيس والسلطة التنفيذية. لقد اختار ترامب بكل احتيال أضعف فترة يمكن أن يمر بها أي نظام سياسي، وهي فترة انتقال السلطة، لكي يحرك أنصاره من الغوغائيين والمغيبين لاقتحام البرلمان، مستغلًا تعليمهم المحدود وترديدهم شعارات ساذجة وانعزالهم في فقاعة منفصلة عن الواقع، وسموا أنفسهم بالوطنيين، وسلموا عقولهم لأكاذيب ترامب، وشعارات قلة من السياسيين والإعلاميين من مروجي نظريات المؤامرة والكلام الفارغ. ما جرى في أمريكا يقول إن الغوغاء في كل مجتمع، والرؤساء المختلين ومشاريع المستبدين ليسوا فقط حكرا على بلاد العالم الثالث، إنما يمكن أن نجدهم في البلاد المتقدمة ولكن يظل الفارق الكبير هو في استقلالية ونزاهة مؤسسات الدولة، التي لم يستطع ترامب أن يطوعها لتعمل ضد الدستور والقانون ونتائج الانتخابات.
يشبهوننا حرفياً
رأى عمرو الشوبكي أن رفض ترامب منذ اللحظة الأولى نتائج الانتخابات، أمر غير معتاد، مندهشاً من أن يشتكي رئيس في السلطة من تزوير الانتخابات؛ فما بالنا أن تزوير الانتخابات مسألة غير واردة في الولايات المتحدة والدول الديمقراطية، ومع ذلك اتخذ ترامب في البداية المسار القانوني، وقدّم طعونًا على نتائج الانتخابات في أكثر من ولاية، وعاد وضغط على سكرتير ولاية جورجيا الجمهوري، لكي يغير نتيجة الانتخابات ورفض. ولم تقبل كل المحاكم دعاوى ترامب وطعونه، بما فيها المحكمة العليا، التي عين ثلاثة من أعضائها، واعتبرتها غير جادة وبدون دليل، ولنا أن نتصور لو أن محكمة واحدة سايرت ترامب، وحكمت، على غير الحقيقة، بأن هناك تزويرًا، أو أن القضاة الثلاثة الذين عينهم في المحكمة العليا خانوا ضميرهم والعدالة وقالوا، إن هناك تزويرا، أو أن رئيس البرلمان (ليس نانسي بيلوسى) جاءته أحكام المحكمة بصحة نتائج الانتخابات فرفضها، وساير البلطجة والابتزاز. توقيع عشرة وزراء دفاع سابقين وبعضهم جمهوريون، على رسالة يحذرون فيها من تورط الجيش في عملية انتقال السلطة تقول، إن المؤسسات حافظت على إرادة الناخبين باحترام الدستور والقانون. السيطرة على اقتحام مقر الكونغرس في ساعات جاءت أيضا نتيجة النظام اللامركزي، ونزاهة حكام الولايات وقائد شرطة واشنطن، وولائهم جميعا للقانون والدستور. الفارق الذي جعل مغادرة ترامب البيت الأبيض حتميًّا وبغير رجعة، هو استقلال المؤسسات الأمريكية عن السلطة التنفيذية.خذل أنصاره
«كان الناس مستعدين للموت من أجله، لكنه ألقى بهم جميعا تحت الأتوبيس»، هكذا علق الزعيم اليميني الأمريكي المتطرف نيك فونتيس على ابتلاع ترامب كلماته وتعهداته بالوقوف إلى جانب الغوغاء، الذين اقتحموا الكونغرس الأربعاء الماضي، واستسلامه للأمر الواقع، بإعلان أنه يحترم، بل سيساعد في انتقال السلطة لبايدن، وتابع عبد الله عبد السلام في “الأهرام” رأيه، طلب ترامب من مؤيديه، المؤمنين بتفوق الجنس الأبيض وبنظرية المؤامرة، وبأنه سوف يطرد عبدة الشيطان (السياسيين المعارضين له) من واشنطن، التظاهر وإيصال رسالة قوية للمشرعين المجتمعين يومذاك للتصديق على فوز خصمه، لكنه خانهم وأدان أعمال التخريب التي مارسوها وقال إنهم سيدفعون الثمن. إنه مستعد لفعل أي شيء لإنقاذ رقبته. شعر بأن حملة إقالته تتصاعد، فخضع للريح وباع أتباعه عند أول منحدر. كان المؤيدون متأكدين أنه سيصمد وسيواصل المعركة، ولن يشوه صورتهم. جزموا بأنه سيتخلص من نائبه مايك بنس الذي شارك بالتصديق على فوز بايدن، ولم يسمع كلامه، لكنه أثبت أنه ليس زعيما يمكنه التضحية بنفسه من أجل مبادئه. إنه مجرد تاجر عقارات أصبح رئيسا وليس صاحب مبدأ. شعاراته البراقة طيلة وجوده في البيت الأبيض وشجاعته الوهمية، تهاوت وبقي رجل الأعمال الذي لا هم له سوى النجاة. المفارقة أن رفاقه باعوه هم أيضا. السيناتور تيد كروز، الذي وقف معه في السراء والضراء، ورأس حربة تبرئته من محاكمته في يناير/كانون الثاني الماضي، وزعيم المجموعة الرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية، قال: «ترامب تجاوز الحدود في لغته وخطاباته، واختلفت معه على مدى 4 سنوات». هل هناك خداع أكثر من هذا. ترامب يستحقه، وهو يستحق ترامب. وتساءل الكاتب: هل انتهى شهر العسل بين ترامب واليمين المتطرف؟ حدثت شروخ لكن الطلاق لن يحدث على الأرجح، فما زالا يحتاجان بعضهما بعضا. وتوقع الكاتب أن يخرج ترامب بتفسير كاذب لكلامه الأخير، وسيقبله المتطرفون لأن معركتهما في بدايتها وما يجمعهما أكثر مما يفرقهما.
مرحباُ يناير
قال الدكتور عبد المنعم سعيد في “المصري اليوم”، أن ثورة يناير/كانون الثاني، التي جرت في عام 2011، ربما تكون هي المُحدِّد للتاريخ المصري في القرن الواحد والعشرين. وتابع قائلا، لا يهم هنا ما اسمها الحقيقي، وهل هي ثورة أم هَبّة أم انتفاضة أم مؤامرة أم المقدمة التي جاءت بعدها ثورة يونيو/حزيران 2013؟ فلن يختلف أحد على أنها بدأت سلسلة من التفاعلات المصرية والإقليمية، التي لم تفرغ فقط ضغوطًا قائمة، وإنما أسفرت وقادت إلى ما نراه اليوم من تغيرات عميقة في الوطن المصري. وفي الحقيقة أن مسميات ما جرى في يوليو/تموز وهل كان انقلابًا أم حركة أم حركة مباركة، ثم الثورة ليست لها أهمية كبيرة، أو أهمية بقدر ما أطلقته من تفاعلات جبارة غيرت مصر كلها والمنطقة حولها. المتابع لما يُناقش ويُنشر في الإعلام العالمي، ومراكز البحوث والأكاديميات المختلفة، يجد أن هناك اهتمامًا بمناسبة مرور عشر سنوات على ما بات ذائعًا بـ«الربيع العربي»، وهو في العادة يأخذ شكل الاحتفاء لأنه «لم ينته بعد»، أو شكل «المرثية» الناتجة عن إخفاق مروع. في كل الأحوال فإنه نقطة البداية لفهم ودراسة ومراقبة وملاحظة الواقع المعاصر للشرق الأوسط، وما سوف يأتى بعد ذلك. وأضاف الكاتب: منذ فترة سألني صديق أمريكي عما إذا كنت في ميدان التحرير في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وحينما أَجَبْته بأنني لم أكن هناك، أخذته المفاجأة لأن كل المصريين الذين قابلهم أخبروه أنهم عاشوا في الميدان خلال الثورة كلها. تذكرت ساعة رد فعله، أنه في الذاكرة السياسية الأمريكية فإن هؤلاء الذين لم يحضروا «وود ستوك» (واحد من المهرجانات الاحتجاجية الكبرى في الولايات المتحدة عام 1968، التي عُبر عنها بثورة الشباب أيضًا) لم يعرفوا الستينيات من القرن الماضي وما كان فيها من ثورات الطلاب والشباب. قلت لصديقي في النهاية: إذا كان التواجد في ميدان التحرير قد أصبح واحدة من مواصفات «المصري»، فربما يكفي أنني كنت هناك بين 1968 و1973.
«فاكرين السد»؟!
من بين المتألمين بسبب هوان أمرنا الدكتور الشافعي محمد بشير في “الوفد” الذي قال: “أصبحت مفاوضات سد النهضة مثاراً للسخرية إذ تخرج علينا جريدة “المصري اليوم” يوم الثلاثاء الماضي برسم كاريكاتير يطرح سؤالًا عن اسم أشهر ماراثون في العالم؟ ماراثون لندن.. ماراثون بوسطن.. ماراثون مفاوضات سد النهضة؟ وتخرج علينا جريدة “الأهرام” في اليوم نفسه بمقال للأستاذ مسعود الحناوي بعنوان «مفاوضات السد العرجاء» قال فيها لا أدرى من أين استمدت أديس أبابا كل هذه الجرأة عندما استبقت المفاوضات ببضعة أيام، بتصريحات فجة ذكر فيها المتحدث باسم وزارة خارجيتها أن مصر تصعد في ملف السد لكي تستخدمه شماعة تعلق عليه مشكلاتها الداخلية. وذكرتنا ببيان وزير خارجيتها في يوليو/تموز الماضي عقب الملء الأول للسد، قال فيها إن النهر كان اسمه النيل، ولكنه أصبح بحيرة لنا سنحصل فيه على التنمية التي نريدها، ويذكرنا وزير خارجية إثيوبيا بالمثل المصري الشائع القائل، بأن الدبور زن على خراب عشه، إذ أن إثيوبيا خدعتنا جميعًا بإجراء الملء الأول لسد النهضة، بدون اتفاق مع مصر والسودان، كما تقضي بذلك القواعد القانونية الدولية لاستغلال النهر الدولي، وما تضمنته اتفاقية الأمم المتحدة للأنهار الدولية لعام 1997. فضلًا عن تحذيرات علماء الجيولوجيا والزلازل بحتمية حدوث زلزال مدمر للسد، الذي أقامته إثيوبيا في المكان الخطأ في منطقة الأخدود الافريقى الشرقى المعروفة بنشاطها الزلزالي العالي تاريخيًا وحديثا، وأن صور الأقمار الصناعية أثبتت وجود فالق أرضي أسفل جسم السد الإثيوبى، وتم رصد موجات زلزالية في المكان، كما ورد في مقالاتنا المنشورة منذ عام 2013، التي حذرنا فيها من حتمية حدوث الزلزال والطوفان، الذي سيغرق مساحات شاسعة من أراضي السودان، الذي أثار الدهشة من تخلفه عن المشاركة في آخر اجتماع لمصر وإثيوبيا”.
نجونا أم غرقنا؟
من بين من تذكروا الربيع العربي عبد المحسن سلامة في “الأهرام”، الذي يعد من أبرز خصوم الثورات العربية: “منذ عشر سنوات مضت اندلع ما عرف بثورات الربيع العربي، نجحت مصر وتونس والجزائر، وربما السودان في عبور النفق المظلم، بينما لا تزال ليبيا وسوريا واليمن ولبنان تلعق جراحها، وتراوح مكانها، في وقت تقف فيه الدول الكبرى ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية «متفرجة»، وربما متورطة في عدم الرغبة الجادة لإنهاء مأساة شعوب تلك الدول، تاركة إياها نهباً «للغوغائيين» و«الإرهابيين»، بحسب تعبير بايدن على مقتحمى الكونغرس. عشر سنوات كاملة أدت إلى إخفاقات بالجملة في العديد من الدول نتيجة ما لحق بها من أضرار اقتصادية وأمنية وسياسية. تونس التي اندلعت منها الشرارة الأولى لا تزال حتى الآن تعيش فوق صفيح ساخن، بسبب الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سنوات، وأدت إلى تأزم الوضع المعيشي والاجتماعي، في حين تشهد الطبقة السياسية انقسامات حادة منذ انتخابات 2019، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة ومؤلمة وارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من 15%. الحال نفسه في الجزائر والسودان ولبنان، وإن كان وضع تلك الدول أفضل كثيراً من الدول التي لا تزال غارقة في توابع ثورات الربيع العربي مثل ليبيا وسوريا واليمن.
شرها فاق خيرها!
وتابع عبد المحسن سلامة رأيه في “الأهرام”: “كان المخطط يستهدف إدخال الدول العربية جميعها من المحيط إلى الخليج، إلى نفق الفوضى والاقتتال الأهلي والعنف، غير أن قيام ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 في مصر أوقف المخطط الشرير، وأعاد رسم خريطة المنطقة من جديد. أعادت ثورة 30 يونيو/حزيران رسم المشهد ليس في مصر وحدها من جديد، لكنها نجحت في وقف موجات العنف والفوضى في المنطقة كلها، وتحملت مصر وحدها عبء مقاومة الإرهاب نيابة عن دول العالم العربية، ودول العالم، ونجحت في كسر شوكة الإرهاب والإرهابيين. نجاح ثورة 30 يونيو انعكس بالإيجاب على الدولة المصرية التي حققت نجاحات اقتصادية وأمنية وسياسية هائلة، في فترة زمنية قصيرة. كان التحدي الأول هو تثبيت استقرار الدولة، وكسر شوكة الإرهاب، وعادت الدولة المصرية أقوى مما كانت، وتراجعت العمليات الإرهابية إلى أدنى مستوياتها، بعد تجفيف منابعها، والضربات الموجعة التي نالتها خلال الفترة الماضية. انعكس استقرار الدولة على استكمال مؤسساتها التشريعية والنيابية والدستورية، ولأن الاقتصاد يرتبط دائما بالاستقرار، فقد دارت عجلة الاقتصاد المصري، ونجح برنامج الإصلاح الاقتصادي، وانخفضت معدلات البطالة، ونال الاقتصاد المصري ثقة، المؤسسات الاقتصادية الدولية، وحافظ على تصنيفه الائتماني، ورغم جائحة كورونا «اللعينة» فقد كان الاقتصاد المصري، من ضمن أفضل اقتصادات عالمية حققت نموا إيجابيا خلال الجائحة بعد الصين”.
أسباب الأوبئة
كان خالد منتصر في “الوطن” يظن أن هذا السؤال نكتة أو نوعاً من الاستظراف أو الكوميكس، لكنه عندما استمع إلى شيخ فاضل وجليل ومن كبار رجال الدين في مصر في خطبة الجمعة، عرف أن هذا السؤال جاد، بل في منتهى الجدية، وأن سائله يعتمد على ما قاله الشيخ على المنبر، بأن المسلسلات الفاحشة التي تقدم على شاشاتنا هي سبب انتشار الوباء، ويواصل الكاتب كلامه، والعجيب والغريب أنني عندما سألت وتقصيت عرفت أن أوبئة الطاعون والجدري، ظهرت قبل إنشاء قطاع الإنتاج، وكانت سابقة على تأسيس شركات الإنتاج الدرامي الخاصة! وأن هناك طاعوناً قد ظهر في عصر أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، وراح ضحيته الكثير من الصحابة، الذين من المؤكد وحتماً أنهم لم يشاهدوا المسلسلات أو الأفلام أو التمثيليات. الخطبة وكلامها واتهامات الشيخ ليست هي المشكلة، لكن المشكلة الكبرى والخطيرة هي في الفكر الذي أفرز مثل تلك المقولة، والذي شكّل ذلك الاتهام، الفكر الذي زعم من قبل أن الفقر سببه عدم ارتداء الحجاب، وأن الزلزال سببه عدم إطلاق اللحى، وأن تسونامي هو بسبب مايوهات شواطئ أندونيسيا، إلى آخر تلك الكليشيهات التي حفظناها عن ظهر قلب، والتي تحول العلاقة الخاصة بين الإنسان وربه إلى علاقة تربص وخوف وفخ عذاب، وانتظار هفوة، وإطلاق وصف العقاب الإلهي على كل كارثة أو مأساة تحيق بالبشرية.
مسلسلات الرعب
ونبقى مع خالد منتصر الذي قال أن: “كراهية الفن والمسلسلات والدراما والسينما والمسرح والفن التشكيلي والباليه والنحت، صارت صفة مشتركة بين دعاتنا، وشماعة تعلق عليها كل مصائبنا، من وباء كورونا إلى الكساد الاقتصادي، ومن انفجار ماسورة مياه إلى ارتفاع سعر الدولار، هذا التفكير الكسول هو المعطل عن الفعل، عن العمل، عن بذل الجهد، هذا الفكر لا يحترم العقل، يغتاله، ويستريح لتفسيرات ميتافيزيقية أسطورية، ويقتنع على سبيل المثال بأن الرعد والبرق نتاج مخاريق من نار، تسوق بها الملائكة السحاب، ولا يصدق تفسيرات العلماء الفيزيائية، أو يفضل تلك التفسيرات ويطمئن إليها عن التفسيرات العلمية التي يعاديها ويعتبرها خصماً من الدين، هذه التفسيرات تشل العقول عن محاولة الإصلاح، لأنه ما دامت الكارثة هي عقاب، رغم الدعوات والتوسلات والأذكار، إذن فالحل هو في أن نضع الأيدي على الخدود، ونلطم ونولول، وننتظر من السماء عقد الصلح أو قبول الاعتذار، الذي لا نعرف معه شروط وآلية القبول أو توقيت وزمن العفو. الفن رقي روحي وتهذيب وجداني ومتعة جمالية، والدراما ليست هي التي خلقت “داعش” أو تنظيم “القاعدة”، أو جعلت الإرهابي حبارة يذبح في سيناء، أو الإخواني المهندس يُلقي الأطفال من فوق السطوح في الإسكندرية! والمسلسلات لم تحرق أو تفجّر الكنائس، ولم تضرب المصلين في المساجد، بل على العكس قاومت وعرّت وكشفت أهل الشر والإجرام، الذين فعلوا وما زالوا يفعلون ذلك، فلا تلوموا دراما المسلسلات التي تُعرض على الشاشات، بل لوموا دراما الرعب التي يقرأونها ويعلمونها لعصابات الجماعات”.
وداعاً يا هادي
تذكر أحمد إبراهيم الشريف في “اليوم السابع” الفنان الذي رحل عنا أمس الأحد: “نعيش زمن الفقد، نخسر كل يوم روحا، والروح تعني الحضور، تعنى الألق، وخسرانها لا يعوض، وها هو الفنان الكبير هادى الجيار، يرحل تاركا لنا معاني نحتاج فعلا أن نتأملها في حياتنا. يمكن القول إن هادي الجيار في حد ذاته قيمة، ونحن نحتاج قيمة هادي الجيار، لأن مجتمعاتنا ـ للأسف – لا تمنح الإنسان دائما ما يستحقه، ولكن هذا الإنسان عادة لا يكون أمامه سوى طريقين، الأول أن يتوقف ويظل يلعن كل شيء، والثاني أن يقاوم ويكمل، معترفا بقيمة نفسه، ومصرا على استكمال مسيرته، وإلى هذا النوع ينتمي هادي الجيار. يعلمنا الفنان هادي الجيار، رحمه الله، أن الأثر لا يشترط أن تكون رقم واحد في عملك، ولكن يكفي أن يكون عملك مميزا، وليس شرطا أن يتصدر اسمك القائمة، ولكن ليكن عطرك في الهواء وسحرك محسوسا بين الناس. يعلمنا هادي الجيار، أن تواصل العمل ولا تيأس، لا تقول لنفسك، ها هم أقراني قد فعلوا وفعلوا، ولكن لتثق في نفسك وفي حياتك، ولتعلم أن جهدك لن يضيع. كان هادي الجيار فنانا حقيقيا، قادرا على إثبات نفسه، وعلى تنوع الثيمات الفنية التي قدمها، من خفيف الروح إلى الأخلاقي إلى الشرير والانتهازي، من القوي إلى الضعيف، كل النماذج الإنسانية استطاع الجيار أن يقدمها باقتدار، واكتسب دائما احترام المشاهد واعترافه بقيمته التمثيلية. جانب آخر من حياة هادي الجيار تكمن في قدرته على مقاومة المرض، ورغبته العارمة في الحياة فعلا، وعودته دائما للعمل، لأنه يعرف قيمته، ويدرك أن العمل حياة. رحم الله الفنان الكبير هادى الجيار، بكل قيمه الإنسانية.
وثالثهما مومياء
في واقعة غريبة تم إلقاء القبض على عروسين استغلا ليلة الدخلة لاستخراج 30 قطعة أثرية من مقبرة أسفل منزلهما في نزلة السمان في الهرم.. وفي تفاصيل ما جرى في ليلة الزفاف، التي لم يسبق أن شهد مثلها عروسان من قبل، حسب ما تابعت الأحداث بسمة رمضان في “المشهد”، حيث تبين من تحريات مباحث السياحة، أن العروسين استغلا ليلة الدخلة في التنقيب عن الآثار داخل الشقة بمعرفة أسرتيهما، لكن جيرانهما استشعروا صدور أصوات غريبة من شقة العروسين اتضح أنها أصوات المطارق على البلاط خلال أعمال التكسير للبدء في الحفر، وأنهم تأكدوا من أن أسرة العروسين تنقبان عن الآثار، فأبلغوا شرطة السياحة.. وقالت مصادر أمنية إن قوة أمنية من شرطة السياحة انتقلت إلى مكان البلاغ وداهمت المنزل، وعثرت على حفرة داخل مطبخ الشقة مساحتها 2 متر عرضًا في 3 أمتار طولًا وعمقها 4 أمتار، وفي جانبها كمية الركام الناتج عن الحفر، وبتفتيش المنزل عثر على عدد من القطع الأثرية من بينها تماثيل وتمائم.

المصدر

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد