من بلاغة الاختيار إلى إبلاغيّة الدهشة.. قراءة في »فنّ الاختيار الأدبيّ« لبلال الأرفه لي

عامر أبو محارب

يمثّل المشروع العلميّ للأستاذ الدكتور بلال الأرفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربيّة والإسلاميّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، علامةً مضيئةً ونوعيّةً في أُفُق النقد العربيّ المعاصر، وقد انمازت معالم هذا المشروع بقدرته على الانفتاح على قوس معرفيّ ممتد ومتداخل في الزمان والمكان: تنظيرًا، وإجراءً، وترجمةً، وتحقيقًا.

وإذا كان الراحل مصطفى ناصف يذهب في كتابه الشهير: «قراءة ثانية لشعرنا القديم»، إلى أنّ التراث العربيّ بحاجة إلى قراءة ثانية، يضع دارس التراث فكره في إطارها، فإنّ المشروع العلميّ الذي ينهض به الأستاذ الأرفه لي يرتبط بثقافة التجاور والتجاوز، بمعنى أنّه ينطلق في تواليفه وبحوثه من الميراث القديم؛ ليؤسس قراءات جديدة لُحمتها وسداها محاولة التجديد في قراءة التراث.

وتظهر القراءة الفاحصة في كتاب الناقد الأرفه لي «فنّ الاختيار الأدبيّ: أبو منصور الثعالبيّ وكتابه يتيمة الدّهر، ترجمة: د. لينا الجمّال، الدار العربيّة للعلوم ناشرون، بيروت، ط1، 2021م» أنّ دراسته ليتيمة الثعالبيّ وتتمتها بوصفها موسوعةً في إطار نظريّة الانتخاب، تتجلى في عدد من العلامات التي تؤسّس بدورها لمفهوم القراءة العالمة، ولعله من الجدير بالذكر أنّه نال بهذا الكتاب شهادة الدكتوراه عام 2009م في قسم لغات الشرق الأدنى وحضاراته في جامعة ييل الأمريكيّة، بإشراف المستعربة الألمانيّة البارزة بياتريس غروندلر

وكان لا بُدَّ أن تدور دواليب الماكينات لتقذف بالكتاب مطبوعًا أوّل مرّة عام 2016م عن دار بريل الشهيرة بليدن في هولندا تحت عنوان آسر جذّاب: في إطار سلسلة دراسات بريل في آداب الشرق الأوسط التي تشرف عليها المستشرقة الأمريكيّة سوزان ستيتكيفتش.

يجيء هذا الكتاب في توطئة وإهداء وشكر وخاتمة وخمسة فصول وأربعة ملاحق وفهرس للأعلام والمصطلحات، وقد عنون الأرفه لي الفصل الأوّل بـ:’فنُّ الاختيار في الأدب العربيّ القديم'(ص35-77)، والثاني بـ:’حياة الثعالبيّ وإرثه'(ص79-175)، والثالث بـ:’عمل المصنِّف في الاختيار الأدبيّ: التنظيم والبنية في كتابَي اليتيمة والتتمّة'(ص177-230)، والرابع بـ: «مصادر الثعالبيّ في يتيمة الدهر وتتمّة اليتيمة'(ص231-256)، والخامس بـ: «المادّة ضمن المدخل الواحد'(ص257-301).

وقد دفع الأرفه لي بعمله إلى منتهاه من الجودة حين ذيّلَهُ بملاحق أربعة جاءت على هذا النحو، أما الملحق الأوّل فقد أفرده لـ:’قائمتي محتويات يتيمة الدهر وتتمّة اليتيمة'(ص307)، والملحق الثاني لـ: «مصادر يتيمة الدهر'(ص311)، والملحق الثالث لـ: «مصادر تتمّة اليتيمة'(ص335)، والرابع الأخير لـ:» المقارنة بين الشعراء'(ص345).

وكان من نباهة الأرفه لي أنّه أفرد عنوانًا فرعيًّا اتخذ صورة العتبة التمهيديّة التي تسبق فصول الكتاب، وفيها تلبّث عند طبعات اليتيمة وتتمتها ومخطوطاتهما، وقدّم في إطار ذلك قراءة نقدية في نقد التحقيق، وقد وسمه بـ’ملاحظات عن الطبعات المنشورة لكتابي اليتيمة والتتمّة ومخطوطاتهما»، وفيه يؤكد أنّ نسخ اليتيمة وتتمّتها مليئة بالأخطاء، وأكّد فيه أنّ الطبعة المصريّة التي أنجزها الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد عام 1947م لليتيمة تعدُّ النسخة الأوفى والأمثل للكتاب، أما تتمة اليتيمة فيرى الأرفه لي أنّ شوقي رضوان بلغ الغاية في إخراجها في أقرب صورة كتبها المؤلف، فكان طبيعيًّا أن يرشّح الكتاب لنيل درجة الدكتوراه من جامعة مانشستر البريطانيّة عام 1972م، ولكن السؤال الذي تتداوله الأوساط العلميّة: لماذا بقيت هذه النسخة تعاني الغربة هنالك، ألم يأن لمغامر ما من أرباب الطباعة الرّساليين أن يمدَّ إليها يد العناية فيخرجها للناس في سِفْرٍ أنيقٍ؟! (ص26).

يعالج المؤلف في الفصل الأول «فنّ الاختيار في الأدب العربيّ القديم» مفهوم الاختيار بوصفه «بنيةً محدّدة ذات أجندة خاصّة'(ص40)، ويضع المؤلف في هذا الفصل كتب الاختيارات في سياقها المعرفيّ، في إطار نظريّة الأدب عند العرب، ويقدّم خريطة لكتب الاختيارات في الأدب العربيّ القديم، ذلك أنّ منها، كما يشير الأرفه لي، ما كان قائمًا على الثيمات والموتيفات، أو على الموسوعيّة، أو خاصًّا بشاعر واحد.

ويعرض المؤلف في هذا الفصل لمقارباتٍ حديثةٍ لدراسة كتب الاختيارات الأدبيّة، انتهت إلى أنّ هذه الكتب تستمدُّ أهمّيتها من كونها رجع صدىً لاهتمامات مؤلفيها، أو أداةً لتثبيت رؤية خاصّة بكلّ واحد منهم (ص39)، وهو ما تبدى في دراسات فدوى مالطي دوغلاس، وجوزيف سادان، وناديا الشيخ وغيرهم.

وفي الفصل الثاني الموسوم بـ:’الثعالبي وإرثه» كشف الأرفه لي عن تجلّيات النّوعيّة النقدية في إرث الثعالبي، بعد إضاءة كاشفة على أسرته وحياته وأسفاره، وإذا كان تراث الثعالبيّ مخطوطًا ومطبوعًا ما يزل محل جدل بين أوساط الباحثين، فقد عقد الأرفه لي بابة بعنوان:» إرث الثعالبي»، ليعالج هذه الموضوعة البحثيّة، فأبثت صحيح النسبة من كتب الثعالبيّ المطبوعة، وكشف عن المشكوك في نسبتها، وفعل ذلك مع المخطوطات فرجّح الموثوق منها، وردّ المنسوب خطأ، وألمع إلى المفقود من كتبه، وهذا عملٌ لا يقدّره حقَّ قدره إلا من دأب على معاناة حركة التسيار في رفوف الخزانة العربيّة القديمة.

ويضطلع الأرفه لي في الفصل الثالث المعنون بـ:’عمل المصنِّف في الاختيار الأدبيّ: التنظيم والبنية في كتابَي اليتيمة و التتمّة» بافتحاص عمل الثعالبيّ من حيث تنظيمُهُ وبنيتُهُ، وقد حاول أن يكشف فيه عن «المنطق الداخليّ» الذي احتكم إليه الثعالبيُّ في هندسة معماريّة يتيمته وتتمّتها، وذلك باعتباره «أقدم الكتب العربيّة التي تعتمد في مقاربتها للأدب على التقسيم الجغرافيّ والنتاج المعاصر للمؤلّف'(ص178).

ويحدّد الأرفه لي في هذا الفصل السياق الجغرافيّ والمكانيّ الذي غطّته هذه الموسوعة، ذلك بأنّ الكتاب –في جوهره-إحصاء جغرافيٌّ منهجيٌّ لجميع الشعراء المعاصرين البارزين في زمن الثعالبيّ، وهو ينقسم إلى أربعة أقسام من المغرب إلى المشرق: الشام وغربها (الموصل ومصر والمغرب) والعراق؛ وغرب إيران (الجبل وفارس وجرجان وطبرستان)؛ وشرق إيران (خراسان وبلاد ما وراء النهر)، مع اهتمام خاص بنيسابور ص178.

ويبيّن الأرفه لي أنّ ثمة وعيًا نقديًّا مائزًا احتكم إليه الثعالبيُّ في تنظيم بنية موسوعته، بدءًا باختيار المادة، ومرورًا برتيب المداخل ضمن الباب الواحد وفْقًا لمنطق المجاورة والمشابهة، وليس انتهاء بالإحالات والإحالات الداخليّة، كالإحالات في التتمة إلى اليتيمة، والإحالات إلى نسخة مبكّرة من اليتيمة، والإحالات إلى أعمال أخرى للثعالبيّ، والإضافات اللاحقة إلى اليتيمة، إضافةً إلى صحة النسبة/ وخطئها، والمواد المنسيّة/ الفائتة، والمفقودة والمتضاربة.

ويجعل الأرفه لي قولة صَدَّرَ بها الثعالبيُّ موسوعَتَهُ بمثابةٍ عتبةٍ مضيئةٍ لمنهجه الذي يظهر، لأوّل وهلة، أنّه لا يحتكم لأفق منهجيّ لاحب، ومؤدّاها أن يحرص على «إيراد لب اللب وحبة القلب وناظر العين، ونكتة الكلمة، وواسطة العقد ونقش الفص، مع كلام في الإشارة إلى النظائر والأحاسن والسرقات…».

ويستكنه الأرفه لي في الفصل الرابع: «مصادر الثعالبيّ في يتيمة الدهر وتتمّة اليتيمة» المصادر التي اتكأ عليها الثعالبيُّ في انتخاب مادّة موسوعته، ويجعلها في قسمين، مصادر مكتوبة، ومصادر شفاهيّة/ Oral، ومسموعة/ Aural، وهو بذلك يدرك جدليّة الشفاهيّة والكتابيّة أو المسألة الهومريّة -نسبة إلى هوميروس- في الثقافة العربيّة، ويعي أنّ هذه الثقافة اعتمدت منذ فجر تاريخها على الشفاهية مصدرًا أصيلًا من مصادرها، فالسماع والكتابة، والرواية والتدوين، والكلام والكتاب، ثنائيّات مركزيّة تخلّقت منها أمشاج النسق الثقافيّ العربيّ في عصور الأمة الزاهية.

وإذا كان الثعالبي رحّالةً موكّلًا بفضاء الله يذرعُهُ، فإنّ ذلك سمح له «بتجميع معظم المادة التي أدرجها في هذين الكتابين اللذين يغطّيان نطاقًا واسعًا، إما نقلًا مباشرًا عن الكتاب أنفسهم، أو نقلًا عن المصنفات المكتوبة» (ص231). أما المصادر المكتوبة فهي كما حدّدها الأرفه لي الكتب والدواوين والرّقاع والرسائل، وأما المصادر السمعية فسماعاتٌ متعددةٌ عن كثير من الأدباء ممن لقيهم، وقد كان الثعالبيُّ يستعين في ذكرها بالأسانيد للإشارة إلى موثوقيّتها، والإسناد كما قرّر القدماء عصمةٌ للعلم من الدجل، وروي عن سفيان بن عُيينة أنه قال: «حدّث الزهريُّ يومًا بحديثٍ فقلتُ: هاته بلا إسنادٍ، فقال الزهريُّ: أترقى السطح بلا سُلَّم؟!».

ويقيم الأرفه لي أود الفصل الخامس على «المادة ضمن المدخل الواحد»، فيحلّل بمنهجيّةٍ صارمةٍ الطريقة التي اتبعها الثعالبيُّ في بناء المادة العلميّة، ويلمع إلى أبرز القضايا التي كان الثعالبيُّ يتناولها في تراجمه، وذلك من قبيل: موت الشعراء، والآراء الدينيّة، والمهن، وأُسر الأدباء، والسمات الخَلْقيّة والخُلُقيّة، ورعاية الأدباء، والإلمام بالفارسيّة، والتدريب والتعلّم، وتقييم النتاج الأدبيّ.

ومما يُشار إليه هُنا أنّ الأرفه لي في عمله هذا يكملُ عملًا مُستأنَفًا أدارت رحاه سوزان ستيتكيفتش في نظريتها الطقوسيّة لتفسير الشعر العربيّ القديم، فرعاية الأدب ظاهرة لافتة في الأدب العربيّ القديم في إطار طقس من طقوس تبادل الهدايا بين الشاعر وراعيه الأدبيّ، بما يؤثث للمنفعيّة المتبادلة بين الطرفين كما تشير ستيتكيفتش.

ولعلّه ليس من النافل الإشارة إلى أنّ الأرفه لي أنجز في مرحلة الماجستير دراسةً مهمّةً عن حركة الأدب في بلاط البويهيين في الجامعة الأمريكيّة ببيروت عام 2003م بعنوان: «ملامح الأدب العربيّ في قصور البويهيين»، وهي ما تزال مرقونةً لم تنشر بعدُ، وهي دراسة علميّة جادّة يمكن أن يلتقطها الباحث ويتأوّلها بعض تأوّلٍ فيقول: إن رسالة الماجستير هذه تقع في الصميم من حركة احتشاد الأرفه لي لعمله الذي أداره عن اليتيمة.

وبهذه الفصول الخمسة التي تكوِّنُ مجتمعةً إلى بعضها بعضٍ عقدًا نضيدًا، يمكن الوقوف على الروح الناظمة لمفهوم مباحث هذا الكتاب العالي، إنها: «بلاغة الاختيار وإبلاغيّته»، فقد ابتدع الثعالبيُّ في يتيمته بلاغةً مكتملةَ الأركان، بما يجعل البحث في بلاغة الاختيار أمرًا يستوفي كلّ مقدّمات المشروعيّة ومسوغاتها العلميّة؛ ليرتقي المفهوم من درك الوجود بالقوّة إلى درج الوجود بالفعل!

وإذا كان الباحثون قد ألِفوا القول بأنّ الترجمة خيانةٌ للنصّ، فإنّ هذه الترجمة الوافية للكتاب تؤكّد أنّ الترجمة يمكن أن تكون نصًّا موازيًا يولّد جماليّاته الخاصة ووجوده المستقل، فمَنْ يمتع أنظاره في الكتاب بنسخته الإنجليزيّة المهاجرة، ثُمَّ يرجِعُ بصره في الكتاب مُعرّبًا يدرك سرّ ذلك، وليس الخبرُ كالعِيان!

إنّ عمليّة البحث في كتب المختارات تمثّل ركنًا شديدًا رشيدًا من أركان مشروع الأستاذ الأرفه لي، وقد انشعب بحثه في هذا المشروع إلى مسارات ثلاثة، أوّلها الانقطاعُ للكتابة العلميّة المتفرّدة عن كتب المختارات كما في هذا الكتاب وغيره من المقالات والأبحاث، وثانيها الإشرافُ على طلبة الدراسات العُليا كما فعل مع إحدى طالباته التي أشرف على رسالتها المعنونة بـ’الشاعر والمكان في القرنين الرابع/العاشر والخامس/الحادي عشر دراسة في يتيمة الدهر للثعالبيّ ودمية القصر للباخرزيّ».

أما ثالثُها فيتجلّى في عمله الدؤوب على إصدار سلسلةٍ من المختارات الأدبيّة في موضوعات شتى، في إطار مشروع المكتبة العربيّة للناشئة في «إمارة أبو ظبي» بالإمارات العربيّة المتحدة، فقد أصدر الأستاذ الأرفه لي ثلاثة كتب بالاشتراك مع إيناس خنسه هي: «حياكة الكلام: اللهفة والصدفة والخيال في كتابَي الفرج بعد الشدّة ونشوار المحاضرة للقاضي أبي عليّ المحسّن بن عليّ التنوخي (تُوفي 384ه/944م)’2020م، و’لم اشتدّ عشق الإنسان لهذا العالم؟: أبو حيّان التوحيديّ يسأل وأبو عليّ مسكويه يجيب’2020م، و’بوح المرجان في اختيار الخلّان: مختارات عن الصداقة في الأدب العربيّ» 2021م، وكتاب بالاشتراك مع موريس بومرانتز بعنوان: «ما لذّة العشق إلّا للمجانين: مختارات من عقلاء المجانين لأبي القاسم النيسابوريّ (تُوفي ٤٠٦ه/١٠١٦م)’2020م، وكتابٌ بالاشتراك مع كيريل دميترييف بعنوان: «أخبار النحويّين وطرائفهم» 2021م، وكتابٌ بالاشتراك مع لينا الجمّال بعنوان: «إنّي رأيت في المنام: منامات مختارة من كتاب القادريّ في التعبير لأبي سعد نصر بن يعقوب الدينوريّ (تُوفي بعد 400هـ/ 1010م)» 2024م.

وختامًا، يمكن الاطمئنان إلى القول: إنّ جهود الأستاذ الأرفه لي تمثّل في هذه الكتاب وغيره صلةً وتتمّةً وتكملةً وتوشيحًا وديباجًا، بلغة الأوائل، لمشاريع علميّة أصيلة لأربعة أساتذة هم المبرّزون الممهّدون الخالدون: «إحسان عبّاس، ووداد القاضي، ورضوان السيّد، ورمزي بلعبكي»، فمشاريع الرجل التي تستندُ إلى أثافٍ ثلاثٍ هي: الدراسات الإسلاميّة، ودراسة الأدب، وتحقيق التراث، تمثل، والحال هذه، فسيفساءَ مدهشةً ومركّبةً في الآن عينه من أقباس عطاء هؤلاء الأفذاذ، فلكلِّ واحدٍ منهم رسيسُ أثرٍ في أعمال هذا الأستاذ الطُّلَعَة!

يهيّأ إليَّ أن الأستاذ الأرفه لي وهو يبني هذا العمل قد احترق ببلاغة الاختيار فأشرق بإبلاغيّة الدهشة! تلكم الدهشة التي تأوي إلى ركنين ركينين هما:

• إعادة بناء دهشة القدماء وتصوّراتهم، وافتحاص مسوّغات تلك الدهشة.

• بناءُ دهشةٍ جديدةٍ في ضوء ما تحدّر من دهشة القدماء.

#من #بلاغة #الاختيار #إلى #إبلاغية #الدهشة. #قراءة #في #فن #الاختيار #الأدبي #لبلال #الأرفه #لي
تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد