- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

المشيشي يختار الهروب إلى الأمام مستقويا بالنهضة والدعم الخارجي | الجمعي قاسمي

وقرأت مصادر “العرب” في هذه التصريحات أهدافا متعددة تعكس هروبا إلى الأمام، والتغطية على مسؤوليته في منع حصول انفراج على خط المسار الحكومي، خاصة وأن ما ذهب إليه المشيشي يعكس تفاهما مع حركة النهضة فرضته التحالفات التي نشأت على قاعدة التوازنات البرلمانية الداعمة لمنظومة الحكم حاليا.
وتُطالب حركة النهضة الإسلامية منذ عدة أسابيع بضرورة تفعيل التعديل الوزاري، حيث حثت في آخر بيان لها صدر قبل ثلاثة أيام المشيشي على هذا الأمر، ودعته إلى “اتخاذ الخطوات المناسبة لإنهاء أزمة التعديل الوزاري”، متهمة في نفس الوقت الرئيس قيس سعيد بـ”تعطيل مصالح ودواليب الدولة”.
وكشفت المصادر أن المشيشي يعتزم الإعلان في بداية الأسبوع القادم عن تفعيل التعديل الوزاري الذي كان البرلمان قد صادق عليه خلال جلسة صاخبة عقدها في الحادي والعشرين من يناير الماضي، الأمر الذي فتح معركة سياسية ودستورية بين رأسي السلطة التنفيذية.
وشمل التعديل الوزاري المذكور 11 حقيبة وزارية بينها الداخلية والعدل، وقد أطاح بوزراء محسوبين ومقربين من الرئيس قيس سعيد منهم وزير الداخلية توفيق شرف الدين، حيث برره المشيشي في ذلك الوقت بهدف “الرفع من مستوى النجاعة، وإحكام تطبيق سياسة الحكومة وتنفيذ خططها”.
ورفض قيس سعيد هذا التعديل الوزاري بعد أن أبدى عددا من التحفظات على بعض الوزراء الجدد بحجة تورطهم في قضايا فساد وتضارب مصالح، مُؤكدا أنه لا مجال لأن يؤدي هؤلاء اليمين الدستورية أمامه، ما فتح جدلا دستوريا حول مشروعية هذا الإجراء وتداعياته.
وبحسب ما تسرب من مُعطيات فإن “تفعيل” هذا التعديل الوزاري الذي يعتزم رئيس الحكومة الإعلان عنه في بداية الأسبوع القادم، يتضمن اتخاذ جملة من الإجراءات، منها تعيين الوزراء الذين رفضهم قيس سعيد كمستشارين، وبالتالي الالتفاف على جوهر الأزمة وإحراج الرئيس سعيد.
واعتبرت أن الأخطر من ذلك هو انتقال رئيس الحكومة إلى تكثيف اتصالاته بالسفراء الأجانب المُعتمدين في تونس، وخاصة منهم سفراء دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وذلك في تحرك بدا مُحددا بأهداف وغايات ليست بعيدة عن البحث عن دعم أجنبي وتأييد خارجي يمكنه من فرض رؤيته للحل.
وتنطلق هذه الرؤية التي تُشاطره فيها حركة النهضة الإسلامية من عنوان مفاده أن الوجهة الجديدة للمعالجة تبدأ من معادلة اعتبار المعالجة الاقتصادية متقدمة على المعالجة السياسية، وبالتالي تحميل الرئيس قيس سعيد مسؤولية استمرار الأزمة وتعطيل مؤسسات الدولة.
ويدفع المشيشي ومعه حركة النهضة بهذه المقاربة إلى الواجهة وسط ضجيج من التصريحات التي تُشير إلى اتساع دائرة التأييد الدولي لرئيس الحكومة، وذلك في رسائل مباشرة للرئيس قيس سعيد مفادها أن المجتمع الدولي يُساند الحكومة بتركيبتها الحالية التي كان البرلمان قد منحها الثقة.
لكن هذا الضجيج لم يحجب حقيقة أن المشهد الداخلي في البلاد ما زال محكوما بلغة التراشق بالاتهامات على إيقاع التوترات السياسية والتجاذبات التي تُبقي مُجريات الأزمة الراهنة مفتوحة على جولات جديدة من الصراع غير مُحددة بسقف زمني، يسعى فيها كل طرف معني بها إلى محاولة جعلها فرصة لتعزيز عناصر قوته.

- الإعلانات -

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد